23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

دينكم دنانيركم عنوان مقتبس عن مقولة لمنصور الحلاج 858-922 م وهي كما اشير لها ( دينكم دنانيركم ونساؤكم قبلتكم ومعبودكم هذا تحت قدمي ) وقد نسبها البعض الى محي الدين بن عربي واخرون نسبوها لمن تشتهي انفسهم وقال من قال … حكم عليه بالموت للوشايه عليه بالشرك بوحدانية الله وقد نقل عن عبد القادر الكيلاني انه قال ان الحلاج عثر ولو كنت في زمانه كنت انهضته من عثرته ويستنتج مما تقدم ان القائل هو الحلاج لأن محي الدين مات على فراشه مريضا اما الحلاج فهو الاقرب لهذه المقولة ومن المعلوم عن المصادر التاريخية ان الحلاج طور النظرة القائمة على التصوف فجعلها ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع .. عن ابراهيم بن عمران النيلي انه قال سمعت الحلاج يقول (النقطة اصل كل خط والخط كله نقط متجمعه فلا غنى للخط عن النقطة ولا النقطة عن الخط فكل خط مستقيم او منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها وكل ما يقع عليه بصر احدهم نقطه بين نقطتين وهذا دليل على تجلي الحق لكل ما يشاهد ونرتئيه وعلى كل ما يعاين ومن هذا قال ما رأيت شيئا الا رأيت الله فيه ) يحدثنا التاريخ عن ارسطو طاليس الذي كانت فلسفته العلمية والواقعية لا تلتقي مع الكهنة طلب اعدائه ان ينبذ معظم اقواله حتى يكفوا عن ملاحقته ومضايقته ولكنه لم يقبل واستمر بالعمل في الخط الذي رسمه لنفسه وما كان يعتقد به واخيرا حكم عليه بتهمة افساد افكار الشباب وحكم عليه بالموت بتجرع سم الشوكران القاتل اما تلميذه ارسطو فدبر له اعدائه تهمة الالحاد فخشى الاضطهاد والمصير الذي اّل اليه سقراط من قبله فهرب الى مدينة خاسيس حيث اصيب بمرض لم يمهله اكثر من سنه فمات هناك .. لو رجعنا الى تاريخ العراق المعاصر لم يلاحظ ظهور ظاهرة الالحاد من بدأ تأسيس الدولة العراقية مرورا بثورة تموز وما سمي بالمد الشيوعي ( الفارغ ) ورغم فتوى الشيوعية كفر والحاد والاخرى لايجوز الصلاة في الارض التي وزعتها الحكومة الوطنية بموجب قانون الاصلاح الزراعي على الفلاحين لانها ارض مغتصبة ؟ ولم يفتي احد بأن هذه الاراضي هي ملك الشعب وانما منحها المستعمرون الانكليزي لهؤلاء الاقطاعيين الذين استغلوا فقراء الفلاحين ابشع استغلال والتي اصدرها المرجع محسن الحكيم والتي لم تخدم الا اعداء الثورة من المستعمرين وعملائهم والقوميون من العرب والكرد والبعثيون والتي كانت شعاراتهم للدعاية والاعلان فلا وحدة ولا حرية ولا اشتراكية وبالمناسبة كان الكثير من ابناء رجال الدين وعوائلهم الكريمة بين اعضاء في الحزب الشيوعي او قادة بارزين .. اليوم يطرح موضوع الالحاد والملحدين والضرب عليهم بأيد من حديد ولو صدقت الظاهرة فمن المسؤول عنها غيركم يامن تقودون البلد من عام 2003 والى يومنا هذا ؟ التهمة جاهزة العلمانيون والشيوعيون والتيار المدني ؟ انا اجزم ان هؤلاء اكثر منكم تدينا وقربا الى الله لان الله هو الضمير الحي الذي لايموت انه حب الفقراء ومساعدتهم ورفع مستواهم المعاشي والاجتماعي والثقافي وابعادهم عن طريق الجريمة والانحلال والفجور وحفظ كرامتهم وشرفهم من ان يثلم … انها العدالة والمساواة بين الرعية.. بأي يحق يستلم عادل عبد المهدي مليون دولار شهريا كما جاء على لسانه في ندوة تلفزيونية ؟ اسألو انفسكم كيف كنتم وكيف اصبحتم ؟ ما الذي كان بحوزتكم وكم اصبح عندكم ؟ بكل طوائفكم ونخص المتأسلمين والذي يدعون الاسلام ويحرصون عليه ؟ وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم هل تسوقون ذلك على انه رزق ساقه الله اليكم ؟ اين الاموال التي دخلت الى العراق هل سرقها العلمانيون والشيوعيون والمدنيون ؟ سوروها بالعدل ان كنتم صادقين .. هل يحدث في الدول اللادينية مثل الذي حدث ويحدث في بلادنا ؟ اما الاطروحات من هذا وذاك والمشاريع الترقيعية والادعاء بحكم الشريعة والثوابت الاسلامية وممارسة الشعائر وغيرها ما عادت الناس تستغفل بها نحن في القرن الواحد والعشرون والعالم اصبح قرية صغيرة فهل انتم تفقهون ؟ ام انكم تعرفوها وتحرفوها ؟ غدا سيحضر القانون وتسود العدالة وسينال كل واحد جزاءه ممن لبس العمامة او القبعة او العقال او الكوفية او السدارة او الجراوية او الكليته او الافندية ليمثل الدور الذي اسند اليه في مسرحية جريمة العصر التي تدور احداثها على مسرح العراق والنصر دائما للشعوب .