23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

ديناميكية الإنتحار السياسي لدى الشيعة !

ديناميكية الإنتحار السياسي لدى الشيعة !

يفتقر المجتمع الشيعي العراقي للمدنية الحقيقية ، وغالبيته من أبناء الريف والمناطق الشعبية ، والطبقة الأرستقراطية قليلة العدد وضعيفة التأثير الإجتماعي – السياسي ، والمدنية تعني الإطار العقلي المتحضر الذي يحكم التفكير والسلوك وتنظيم حركة المجتمع التي تنعكس في المجتمعات الديمقراطية على طبيعة العملية السياسية ، على سبيل المثال : العقل المدني يرفض الطائفية والقومية والعشائرية وتشكيل الميليشيات ، لأن الفكر المدني يعني سلطة الدستور والقانون ودولة المواطنة ، وهذه الأسس المدنية تم زراعة بذورها في العهد الملكي بفضل الإنكليز وبدأت تنمو ، لكن إنقلاب 14 تموز عام 1958 حطم الطبقة الأرستقراطية الماسكة للسلطة ، وأسس لتاريخ الدم ، الجدير بالذكر ان المجتمعات الأوربية التي فيها تقارب من حيث التحضر والوعي لا توجد مشكلة في صعود أبناء الريف والضواحي الى السلطة.

مشكلة غياب الحياة المدنية عن المجتمع الشيعي أوجدت فيه فراغاً خطيراً على صعيد التوازن الفكري – السياسي ، وظل الشيعة تفكيرهم السياسي بدائي ( روزخوني ) مكوناته : أفكار رجال الدين الفرس ، وخطب المنبر الحسيني ، وطقوس عاشوراء ، وعقائد و تاريخ كتبه مجموعة من ( الملالي ) في عصور غابرة بعقلية طائفية متخلفة لا تصلح للحياة وضد مصالح البشر ، والمثير للملاحظة ان كافة رموز الشيعة من الموتى لاتجد بينهم رموز أحياء ، وآخر رمز شيعي هو محمد باقر الصدر وهذا الرجل قاده إيمانه العقائدي وسذاجته السياسية الى إرتكاب الخيانة الوطنية حينما أخذ ينسق مع إيران ويطلب من شيعة العراق الذوبان بالخميني وكان ضحية منظومته العقائدية الشيعية ومفاهيمها بخصوص وحدة المذهب والامة الإسلامية التي تبيح للشيعي الخيانة الوطنية براحة ضمير بسبب غياب الفكر المدني الوطني.

الشيعة لغاية الآن سجناء هذه الدائرة المنتجة للتخلف والمانعة بقوة للتطور الإجتماعي السياسي ، فالبنية المكونة لفكرهم تستبطن ديناميكية تقودهم بصورة قهرية الى الإنتحار السياسي الذي يستلهم التراث الحسيني الإنتحاري ، وهذا مانعني به بغياب المدنية عن الشيعة فهم عاجزون عن إحداث قطيعة معرفية مع الماضي والتأسيس لمنظومة فكرية – سياسية تستجيب لمتطلبات الحياة المعاصرة وتتطلع الى الأمام من أجل الحياة ولا تلتفت الى الماضي المظلم ، لاحظ درجة التخلف والظلامية لدى شيعة إيران ولبنان واليمن والعراق ، وكيف إنعكس هذا التخلف على الحياة السياسية وجلب الكوارث عليهم .

ديناميكية الإنتحار السياسي حعلت قسم من شيعة العراق يقدمون رقابهم قرابين للذبح من أجل إيران ، إذ تجدهم يسارعون الى تدمير بلدهم وسرقة ثوراته في سبيل ان تستفيد إيران ، ومؤكد هذا الفصل من تاريخ شيعة العراق سيُكتب بحروف من العار والخيانة ، وستظل الأجيال القادمة تشعر بالفجيعة مما فعل أباؤهم من المخازي مثلما الآن شرفاء سنة العراق يشعرون بالخجل وتأنيب الضمير والعار من الأخطاء والجرائم التي إرتكبها آباؤهم إبان إستلام السنة الحكم في العراق وصولا الى تعاونهم مع إرهابيي القاعدة وداعش!