قصدت بائع الزهور، وطلبت منه ان يحضر باقة ورد لزوجتي
فسألني ما هي المناسبة ؟
فقلت عيد زواجنا
فأخذ يختار الألوان ،وينسقها لكن، انا جذبتني الألوان، فرحت اطلب منه ان يضع هذا النوع من الزهور ضمن الباقة، وتاره اقول لا ارفع هذا النوع، وضع هذا ، والرجل لا يجيبني، وحتى لا ينفذ ما اقوله.
وعند الأنتهاء من تجهيز الباقة، قال انت مخير بين ان تأخذ باقة الزهور التي اعددتها، وهي خاصة بمناسبتك، وبين ان تدخل وتأخذ الزهور التي ترغب بها، وما علي الا اضعها في كيس وأحسب ثمنها.
فسألته وهل يوجد فرق بين الزهور، قال نعم لكل مناسبة لون محدد، وزهور معينة
ولكل باقة حجم خاص، وطريقة تنسيق تختلف عن غيرها
وان اختلفت بدت شاذة، وغير جميلة، ربما هذا لا يعرفه الكثيرون، لكن اي شخص متخصص سوف يعيب علينا ان خالفنا، وهذا يضر بسمعة المحل، وهذا ما لا اقبله ابدا
فقلت سبحان الله، باقة زهور، وراعى فيها صاحب المحل كل الأمور التي تخص المناسبة، ونسقها بما يليق بسمعة المحل، دون ان يراع الزبون وطلبه في تغير الألوان ونوع الزهور
والسبب اراد ان يحافظ على سمعة المحل قبل كل شيء
فمال شبابنا لا يراعي ذلك في نفسه وسمعته، فتراه ينعق مع كل ناعق، تحت شعار الديمقراطية وحرية الرأي
فأن احد الممثلين قص حاجبه، وهو يعيش،في بيئة ومكان يبعد عنا مسافات واجيال كثيرة، اسرعنا الى الحلاق وقصصنا حاجبينا
وإن شخص مزق ثيابه،فعلنا مثله، دون ان نسأل انفسنا، لماذا وكيف؟
عادات غريبة، لا تمثلنا، اصبحت ضمن سلوكياتنا اليومية، حتى اصبحت كأنها شيء عادي وملاصق لنا
والأنكى من ذلك اصبحنا لا نستطيع ان نقول أن هذه عادات دخيلة علينا ولا تمثلنا
وأن فعلنا، اتهمنا بالتخلف، وعدم مواكبة الموظة
وان كنا اكثر جرأة، وقلنا ان ما تفعلونه اعمى
يقولون نحن متحررون، والديمقراطية كفلت لنا جميع ما نفعل .
نعم انها الديمقراطية العرجاء، التي أحرقت الحرث والنسل .