18 ديسمبر، 2024 11:46 م

ديمقراطية “مال هالوكت”

ديمقراطية “مال هالوكت”

ماينطبق على الاشخاص بات يزحف على الدول ايضا. واقصد هنا اشخاص ودول منطقتنا التي تسجل اعلى درجات الفشل في كل شئ بمن في ذلك الديمقراطية. فمن المعتاد حين تسال احدهم عن حاله غالبا ما يقول لك “زين”.. ثم سرعان ما يردفها بعبارة “مال هالوكت” التي تحولت الى شبه لازمة في تخاطبنا اليومي لاسباب لاحاجة للتذكير بها. ولاننا افرادا ودولا نتاج ظروف منطقتنا فان السلوك الفردي بات يتطابق مع الجمعي في كثير من الحالات لينتج ديمقراطية “زينة” لكن “مال هالوكت” ايضا. حصل هذا في العراق بعد عام 2003 حيث صناديق الاقتراع والاصابع البنفسجية مع استمرار الفشل والسبب ان ديمقراطيتنا “مال هالوكت”. وحصل الامر نفسه في فلسطين عندما وصلت حماس الاخوانية الى السلطة بانتخابات ديمقراطية ظهر فيما بعد انها “مال هالوكت”.  اكتفت حماس بغزة بينما  اخذت فتح الضفة الغربية وبدلا من ان نحرر فلسطين واحدة صارت لنا دولتان فلسطينيتان ومطرب واحد هو محمد عساف. وفي مصر وصل الاخوان قبل سنة الى السلطة  بعد 80 عاما من الانتظار .
اما السؤال الحائر فهو هل ما فعله  الجيش المصري انقلاب على الديمقراطية ام تصحيح مسار؟  الاجابة نعم ولا في الوقت نفسه. ما يحسب لوزير الدفاع المصري انه لم يتسلم السلطة بل اعطاها للشعب وهو ما يعني من وجهة نظر معارضي محمد مرسي انه لم يكن انقلابا. وعلى العكس من النموذج التركي حيث بقي الجيش حارسا للعلمانية نحو 80 عاما حتى اعاده اردوغان بقوة الديمقراطية الى الثكنات قبل سنتين , فان الجيش المصري صحح مسار الثورة التي لم تتمكن من انتاج ديمقراطية قادرة على استيعاب الجميع.
مشكلة الاخوان المسلمين في مصر انهم ارادوا فرض نموذجهم في الحاكمية لا في الحكم على 80 مليون انسان فيهم المسلم وغير المسلم. المتدين وغير المتدين. بينما الامر في تركيا الاخوانية بدا مختلفا الى حد كبير. والسبب في تقديري ان هناك مؤسسات دولة حقيقية  تمكنت من تحييد المؤسسة العسكرية المرهوبة الجانب في تركيا لصالح الحكم المدني. بينما في مصر وان كان الجيش مؤسسة مستقلة وحيادية ومهنية الا انه لايزال قادرا في اية لحظة على تعطيل العمل بالدستور. الخلل ليس في الجيش بل في اصل الديمقراطية غير الناضجة. وبالتالي فان الجيش يجد نفسه مضطرا للتصحيح وهو امر ان تكرر فان النتائج ستكون كارثية.
هذا في مصر .. فماذا عن العراق؟ خوش سؤال .. حتى  نتخطى “ديمقراطية مال هالوكت” نحتاج الى تجربة تركيا لمدة 80 عاما وتجربة مصر منذ محمد علي باشا (يعني بحدود 150 سنة) . واذا اتفقنا ـ لاول مرة في حياتنا ـ ان مهمة الجيش هي  حماية الوطن لا قتل مدربي كرة القدم فان الخلاصة المكثفة هي ان من يمسك بالسلطة  عندنا   “يمكن ينطيها” .. لكن بعد ان يتم تسليم قتلة محمد عباس الى .. هولندا.