الاصوات و الشکاوي بدأت تتصاعد من حدوث تلاعب و تزوير بنتائج الانتخابات العراقية، ولايمر يوم إلا و تزداد هذه الاصوات والشکاوي التي نکاد أن نجد أن القاسم المشترك الاعظم الذي يجمع و يربط بينها هو توجيهها أصابع الاتهام ضمنيا للطرف الرئيسي الذي له مصلحة في التلاعب و التزوير، أي کتلة دولة القانون التي تريد أن تبقى في الواجهة و الصدارة(رغبا او رهبا)!
نوري المالکي الذي تؤکد معظم الاطراف و الاطياف و الاحزاب و الجماعات العراقية من فاو الى زاخو، ماعدا کتلة دولة القانون، على رفض عودته لولاية ثالثة، لکن يبدو أن المالکي الذي يمتلك وجها حديديا و مجرد من العواطف و الاحاسيس و يعتبر هدفه في الحصول على الولاية الثالثة فوق کل شئ، لکن المميز في المالکي و کتلته”المصون”، انهم يتصرفون بمنتهى البرود قبل و أثناء و بعد الانتخابات الاخيرة، بصورة يفهم من خلالها أن لديهم علم اليقين بأن الامر لهم و سيعودون کسادة البلاد مرة أخرى ليقدموا خدماتهم التي أذاقت العراقيين البؤس و الشقاء و الدمار.
قاسمي سليماني، أو عراب الاوضاع السياسية و الامنية في العراق سلبا و إيجابا، لايحل او يستقر بمکان إلا وقد غرز براثنه في کل شئ و هو يهوى اللعب في ساحة ذات مرمى واحد و هو مرمى الاخرين، فهو لايسمح أبدا بإحراز أي هدف ضده في حين يتمتع و ينتشي بإحراز الاهداف ضد الاخرين، وان ملاعب سوريا و لبنان و اليمن و العراق تشهد له خير شهادة، وعندما يأتي بنفسه واعظا و مصلحا و مرشدا للعراقيين کي يبين لهم السراط القويم بإعادة ترشيح المالکي لولاية ثالثة، فإن ذلك يعني أنه يصدر أوامره للعراقيين بأن يخلوا السبيل لکرة الولاية الثالثة للمالکي کي تذهب الى مرماهم من دون أي جدل او نقاش، لأن الديمقراطية الوحيدة التي يعرفها و يفهمها و يستخدمها سليماني مع الاخرين ولاسيما في الضيع و الممالك و السناجق التابعة له، هي ديمقراطيته الخاصة التي تقرر ماذا ستکون نتائج الاصوات و لصالح من، ولايجب أن يندهش أحد من ذلك، لأنه الحاکم المطلق و المفوض بأمره في العراق و سوريا و لبنان.
لايمکن للنظام الايراني أن يتخلى عن المالکي وفي ظل الظروف الحالية الصعبة التي تستدعي بقائه في منصب رئاسة الوزراء، وهو ان لمح بعض التلميحات الخاصة عن إحتمال عدم بقاء المالکي لولاية ثالثة، فقد کانت مجرد مناورة و ليست زوبعة في فنجان، وان الايام القادمة ستشهد المزيد و المزيد لأن هناك الکثير من الاعمال و الملفات و المخططات التي لم تحسم بعد،غير أن خلايا سليماني منهمکة الان بمسح و إخفاء آثار الجريمة الکبرى التي إرتکبوها في مختلف النقاط ضد صناديق الاقتراع، فمثلما لديهم الدقة والبراعة في تنفيذ الجريمة فإن لديهم دقة و براعة أکبر في مسح آثارها، وبعد ذلك يفرغون للأسهل!
[email protected]