يقول أحد شعرائنا الكبار كيف نبني السفينة دون ضوء القمر , وهي صورة شعرية رائعة ومشاكسة سياسة لمن يكمل قراءة القصيدة , ونحن اليوم أيضا نتسائل ببراءة اللوعة وحزن الثكالى كيف نبني وطن تحت ظل الاحتراب , وتحت قاعدة هذا لي وهذا لك , وبين ولآت تعدد ولاتنتهي منها خارجي وأخر داخلي , وهل هي هذه الديقراطية الموعودة . البعض ممن يئس من الامور التي تحصل في البلد من تجاذبات وعراك مستمر يقول لك بلهجة عراقية بحته ( خوية جحيم الدكتاورية ولاجنة الديمقراطية) وحين تعدد له محاسن الوضع الديمقراطي يقول لك أن الدكتاورية رغم قسوتها فأنك تعرف مالك وعليك أما ديمقراطيتنا اليوم فالامور مضطربة ويستطيع أي شخص هامشي أن يقلب الامور على عقبها من خلال منابر الاعلام التي أصبحت كما يقول أخواننا المصريين أكثر من الهم على القلب ,ورغم أن الكلام فيه كثير من الصحة الاأن المتتبع للوضع السياسي في العراق يقول لك بصراحة أن هناك فرق بين الديمقراطية وبين الفوضى وما يحصل عندنا هو خلط مابين الامرين , وقبل أيام حضرت لقاء بين أحد الصحفيات الفرنسيات والاستاذ المحامي طارق حرب وقد سمعت الصحفية تقول أن الديمقراطية الموجودة في العراق غير موجودة حتى في أوربا . ومن كل هذا وذاك يتولد لك رأي بأن الجانب الفوضوي يتغلب على الديمقراطي , فالمعروف في الديمقراطية بأن لها قواعد وأسس
لاتحيد عنها , وهي في نهاية المطاف ثقافة أحترام لما يؤمن به الطرف الاخر , وهذا يعيدنا الى حديث مطالب المتظاهرين التي تشتعل يوما بعد يوم فمن هذه المطالب ماهي حق ومنها مايتصتدم برغبات الجماهير الاخرى مثل عودة البعثيين والارهاب وغيرها , وأقول لماذا لانحترم بعضنا البعض , لماذا هذا الانقسام لماذا لانحترم ضحايا البعث ممن قتلوا وهجروا وعذبوا , وكيف يريد الاخرون أن يفرضوا أرادتهم على الاكثرية العراقية , التي حافظت على العراق من التقسيم وقدمت الاف الشهداء , هل لان الامير الكارتوني القطري والسلطان التركي من ورائهم , أم هو كره وعداوة تحت قاعدة بغضا بأبيك , ومع أحترامنا الكامل لكل مطالب المتظاهرين المشروعة ,
من أطلاق سراح الابرياء الى تعديل قانون المسائلة والعدالة الى كل مطلب لايتعارض مع الدستور, فهناك أراء واضحة عند المتظاهرين ومن رائها سياسين نصف ردن تنادي بطلب أسقاط الحكومة والعملية السياسية برمتها , ورغم معرفتنا أن الحكومة المتمثلة برئيس الوزراء ليست معصومة من الخطأ , وزيادة في القول أنها مقصرة في الكثير من عملها على الصعيد الداخلي والخارجي , الا أن هذا ليس هو الحل , فالعراق تحكمه صناديق الاقتراع والاليات الديمقراطية ومن لايؤمن بهذا فهو من يعرف حجمه الشعبي , ويتمنى اليوم قبل الغد أسقاط الحكومة وتشكيل حكومة أنقاذ ليتسنى له فرض أرادته على الشعب. واهمون من يضون أنهم سوف يذيعون بيان رقم واحد من قناة العراقية , ولايمكن لكلاب البعث أن تعود من جديد.