23 ديسمبر، 2024 5:34 م

ديمقراطية الوهابية ودكتاتورية داعش

ديمقراطية الوهابية ودكتاتورية داعش

طبعا لا توجد ديمقراطية عند الوهابية أصلا فالمذهب الوهابي كما هو معروف للجميع مذهب متطرف عدواني أقل شيء عنده تكفير الآخرين  حتى سموه مذهب أهل التكفير لكثرة توسعهم بالتكفير . ولأنهم شبيهوا الخوارج  أسموهم  الخوارج . والخوارج  هم الذين خرجوا عن الإسلام وليس عن خلافة الإمام علي بن ابي طالب  “عليه ىالسلام” ولعل في مقدمة من كفرتهم الوهابية أصحاب  المذاهب الأربعة أما الشيعة ومن لف بدوائرهم فهؤلاء كفرة من الدرجة الإولى .
في مجمل الشريعة الإسلامية  وتطور مفهوم المذاهب ونتيجة للتنوع المعرفي وديمقراطية تناول الشريعة ولدت المذاهب الأربعة على الأقل دون مشاكل معقدة فيما بينها أما المذهب الإمامي فقد تباينت الآراء حوله لكن المذاهب ما كانت  تناصبه العداء , يوم ولد على يديّ مفكره  الإمام جعفر بن محمد الصادق , لأنه لم  يكن على خلاف بالكثير مع المذاهب وإنما أسوة بغيره إختلافا بالفروع لكن الدولة العباسية ولأسباب سياسية أجبرت الكل على قبول المذهب الحنفي وأرسلت علماء من هذا المذهب لحواضر المدن لأخذ البيعة له من الأهالي , ليس حبا بإبن الحنفية وإنما بغضا للشيعة
 .
المذهب الوهابي هو إمتداد لأفكار إبن تيمية وإبن تيميه هو الآخر واضع الحجر الأساس لعملية التطرف الإسلامي فقد كان يرى جميع مخالفيه من المسلمين مشركين  ويومها لم يجد المذهب طريقا له بين المسلمين حتى من قبل المذاهب الأخرى الى أن جاء إبن عبد الوهاب وربط بين الدين والدولة  فالدين لإبن وهاب والدولة لإبن سعود وبهذه المصاهرة تمت للمذهب السيطرة على الجزيرة العربية حكما وشريعة , لقد لوى هذا التحالف عنق الإسلام من دين مسامحة وتآخي ومحبة إلى دين كراهية وحقد وضغينة بسبب التطرف في الأحكام والغلو في التشريع وهكذا  مد الدولة السعودية بشرعية
 السلطة ومدته الدولة بوحدانية المذهب .
 إن نشوء الدولة  السعودية هي نشوء الفكر الوهابي والعكس صحيح أيضا ولهذا نجد كل الحركات المتأسلمة هي إمتداد لهذا الفكر وحاضنتها السعودية  والآفت أن الوهابية مع وقوفها الصارم تجاه المذاهب عامة كانت على غير ذلك مع توجه عدي بن مسافر الأموي 1075- 1162م مؤسس الدين الأزيدي  مع إن دعوة عدي دعوة لا تمت إلى الإسلام بصلة إنها ديانة لها إله ونبي وكتاب ومعتقد وطقوس وهؤلاء اليزيدين يمثلونها ومتمسكين بها  لا مشكلة في الموضوع من حيث هم لأنهم إسوة بالديانات الوضعية الأخرى ولكن الإشكال ما السر في ديمقراطية الوهابين معهم وهم الأبعد عن الإسلام  يقول عدي
 بن مسافر : كنت حاضرا عندما كان آدم يعيش في الجنة , وكذلك عندما ألقي إبراهيم في النار , وكنت حاضرأ عندما قال لي الله أنت الحاكم وأنت إله الأرض . وقبلتهم لالش ضريح الشيخ عدي ويعتقدون أنهم أبناء آدم أما بقية البشر فأبناء آدم وحواء لأنهم أبناء طاووس كبير الملائكة  الذي لم يسجد لإدم ولهم  كتابهم الخاص بهم وكنيس أيضا أنهم ديانة مزيج من معتقدات البابلين والسومرين والزرادشتين والصوفين .
  ترى ماذا رأى إبن وهاب في توجه الرجل وأثنى عليه وأفكاره التي لا تمت للإسلام بصلة , فلم يجد المؤرخون ثمة صلة إلا لأن الرجل يمتد سلالة   لمروان بن الحكم ومعروف من هو مروان وما رأيه بالإسلام .بل معروف حب إبن وهاب للدولة الأموية وبالذات لمعاوية بل للاسرة الاموية عامة لأن إبن وهاب يعتبر الخروج على الحاكم بالكفر ولا مشكلة لديه بالإستعانة بالأجنبي , إنها الصورة السالفة لداعش اليوم ,  هل ترى فرقا في السلوك والتكفير , أم هل ترة تباينا في التوجه اللهم إلا في دكتاتورية داعش مع اليزيدين فقد سبوهم وقتلوا رجالهم وسبوا نسائهم ثم باعوهن سبايا , لعن
 الله من وضع في طريق الإسلام هذا الحجر العثر ليجعلنا نخجل من أنفسنا إننا مسلمون ونستحي من الآخرين إننا أصحاب تسامح .