9 أبريل، 2024 9:14 م
Search
Close this search box.

ديمقراطية الفاسدين

Facebook
Twitter
LinkedIn

من يتصور أننا نعيشُ واقعاً ديمقراطيا مَحضا فهوَ لا يفهمُ معنى الديمقراطية . ومن يتصور أن الانتخاباتِ البرلمانية دليلُ قاطعٌ عليها فهوَ امّا أعمى بصيرة أو منتفعٌ منها أو كما قال الشاعرُ( مازاد حنونُ في الاسلام خردلةً … ولا النصارى لهم شأنٌ بحنون ) . فالديمقراطية بثوبها الطاهر النظيف بعيدة كلّ البعدِ عن الواقع الذي نعيشه منذ سماعنا بها وليومنا هذا . وأي عاقلٍ يدقق في تفاصيل الأحداث وما رافقها من ارهاصات وتناقضات ووووووو الخ سوفُ يدركُ أنها ليست سوى فوضى عارمة وقحة صلفة ولدتْ بعملية قيصرية على يد الجراحين السياسيين الأمريكان ومنهم برايمر ليطلقوا عليها كذبا وزوراً ( الديمقراطية ) ، ولتكونَ الطريق المفتوح لكلّ من هبّ ودبّ للوصول الى مبتغاه الشخصي أو لتحقيق مآرب أخرى دون أن يكون للعراق جزءُ ولو قليل من اهتمامهِ في أجندته المزدحمة بمعادلات الربح والخسارة . ووفقا لهذا المنطق الفاسد كان لابدّ أن يتسنمَ الفاسدون زمامَ الأمور وكان لابدّ أن تحصلَ بينهم الصراعات النفعية والمفتعلة على تقاسم الغنيمة الدسمة بذرائع وحجج ما أنزلَ الله بها من سلطان . والويلُ كلّ الويل لمن يريدُ أن يقتربَ منهم بدوافع وطنية صادقة ومن أجل انقاذ البلد ممّا فيه … وان تجرأ على هذا الأمر فالكثيرُ من الأوصاف والنعوتِ القاسية ستكون جاهزة لاسقاطه في حضيرة الخونة أو الكافرين أو على أقل تقدير في حضيرة أزلام النظام البائد . فديمقراطيتهم لها قدسية مطلقة ، ولها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، ولها طقوسٌ لا يعرفها الاّ ذو الكروش المتخمة والأرصدة المصرفية المذهلة والحياة المترفة . ويكفينا نحن العراقييون أن نعيشَ رغمَ آلامنا وأوجاعنا وهمومنا وأحزاننا في أجواء ديمقراطية حتى وان كانت ديمقراطية الفادسين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب