18 ديسمبر، 2024 5:55 م

“ديمقراطية ” الحلبوسي في الفلوجة !

“ديمقراطية ” الحلبوسي في الفلوجة !

ان لم تكن معي فانت ضدي ، هذا هو الشعار الذي يرفعه قائممقام الفلوجة السيد مؤيد الفرحان المدعوم حلبوسياً ، فهو لايترك مناسبة الا ويمتدح فيه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على الخيرات التي اغدقها ويغدقها السيد الحلبوسي على اهالي قضاء الفلوجة حتى اصبح المثل يضرب بها عالمياً بمؤشرات التقييمات العالمية بانها افضل مدينة للعيش في العالم ، خصوصاً مع ابتكاره الجديد باغلاق ” مجلس وجهاء وابناء الفلوجة المستقل ” دون مذكرة قضائية ، تعميقا للقيم الديمقراطية وتأسيساً لسلوكيات الحوار التي تفتقدها اغلب بلدان العام التي يتحسر اهاليها على عدم عيشهم في مدينة يتحكم بها رسميا قائمقام من طراز الفرحان !
تقول احدى حكاياته بأن قوة من الفوج المسؤول عن موقع المجلس قامت (حسب المجلس ) بإغلاق مقر “مجلس وجهاء وأبناء الفلوجة المستقل” بناء على أمر شفوي من قائمقام الفلوجة مؤيد فرحان بسبب انتقاد سوء بعض الخدمات في المدينة وخاصة الماء والكهرباء وبدون أمر قضائي علما ان المجلس مسجل لدى دائرة المنظمات غير الحكومية في رئاسة الوزراء.
فيما عربت الجبهة الوطنية المدنية (موج) عن استنكارها وشجبها لقرار غلق مقر المجلس .وقالت الجبهة في بيان لها “في الوقت الذي يعيش فيه العراقيون حياتهم الإعتيادية في ظل الدستور الذي يجيز لهم ممارسة حقهم الطبيعي في النقد من أجل الاصلاح وتصحيح الاخطاء، دون الإجراءات التعسفية وتكميم الافواه ومنع المواطن من التظاهر واعلاء صوته تجاه اي ممارسة تقييد الحريات وتسمح بشرعنة الدكتاتوريات والفساد والتي انطلقت في كثير من المدن العراقية الرافضة لمخرجات العملية السياسية الحالية ، تم غلق مجلس أعيان وأبناء الفلوجة المستقل وهو منظمة مجتمعية غير سياسية”.
ان التفسير المنطقي لعملية الاغلاق هو وضعها في سياق تنافس غير شريف يقوده الحلبوسي في مناطق المنافسين لتكميم الافواه برعاية اذرعه وابرزهم قائمقام الفلوجة الذي لايترك مناسبة الا واقحم السيد الحلبوسي فيها . ففي الخامس من حزيران 2012 تم افتتاح الجسر الثالث من قبل وزيرة الاعمار والاسكان ، الا ان الرجل يصر على افتتاح بيانه الاعلامي بالقول ” بجهود السيد رئيس مجلس النواب العراقي المهندس محمد الحلبوسي، افتتحت الحكومة المحلية بمحافظة الانبار، “الجسر الثالث” جنوب غربي قضاء الفلوجة”.دون ان يكلف نفسه عناء الاشارة الى نوع الجهود التي بذلها الحلبوسي ، ولكي يقطع الشك باليقين عن كونه من مجسات واصابع الحلبوسي ينهي البيان نفسه وفي التاريخ نفسه بالقول ” وفي الختام، أشاد السيد القائمقام بجهود رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، مقدماً له رسالة شكر وامتنان لجهوده الكبيرة بتأهيل وأعمار الانبار بصورة عامة”!!
ويصر مؤيد الفرحان على هذا الاعلان كما لو انه لايصدق بان الناس تعرف لمن يقدم خدماته فيتحدث في الثالث من حزيران وهو برفقة مؤسسة اعلامية عن ”
الخطط التي نفذتها الحكومة المحلية بقيادة السيد رئيس البرلمان العراقي المهندس محمد الحلبوسي” ولم يكن ينقصه الا ان يقول ” برعاية القائد عبد الله المؤمن راعي الرعية وحامي الامة …”
في العشرة الأواخر من رمضان نشر الفرحان دعاءً يطلب من الباري عزّ وجل ان يساعده في خدمة الاهالي ، لكنّه تناسى عن عمد رسالة المواطن محمد عبود الدليمي التي بعثها له عن طريق منصات التواصل والتي قال فيها نصاً ننقلها كما جاءت :
“لخاطر العشره الأواخر بجاه العشره الأواخر تعال شوف شارعنه صار سنتين من اجمي اهل المجاري وحفرو وعافو واجيناك مرتين وكلتنه هسه من تطلعون ادز البلديه وراكم وهاي صار سنتين وهوه طول الشارع ٤٤ متر بيش نحلفك بعد عليك شهر رمضان إذا تشوف التعليق جاوب”.
ماطالب به هذا المواطن هو نفس ماطالب به مجلس اعيان الفلوجة التي اعلنها مسؤول العلاقات العامة السيد صائب ابراهيم فرحان الذي اكد ان كل ماطالبنا به هو ” الماء والكهرباء وبقية الخدمات التي ينبغي ان تقدم للمواطن فكانت النتيجة الديمقراطية اغلاق المقر دون أي مذكرة رسمية ، رغم ان مجلسنا مجاز رسميا من دائرة منظمات المجتمع المدني في الامانة العامة لمجلس الوزراء ” .
ويستغرب صائب من سلوك قائمقام الفلوجة برفضه أي شكل من اشكال التعاون مع المجلس والسبب كما نعرف ويعرف هو الانتماء السياسي له تحت خيمة محمد الحلبوسي وعلاقة الرفض بالجو الانتخابي العام .
ان استغلال الموقع الحكومي وتسخيره لاغراض انتخابية يتعارض مع قوانين مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات وكل القوانين والمعايير الديمقراطية ، وهو استخدام يعاقب عليه القانون فهل ستفعل ذلك المؤسسات الحكومية المسؤولة عن ضمان انتخابات نزيهة ومنها بينها مجلس النواب ؟ !