كثيرا ما شهد العراق من احداث أمنية وأزمات تسببت بنزوح وهجرة الالاف منذ دخول قوات الاحتلال الامريكية عام 2003، وتأسيس التوجه الطائفي وتعاقب الحكومات ، فقد شهد العراق موجة جديدة وخطيرة من هجرة الكفاءات بعد التأريخ المذكور نتيجة ضعف الأمن وتزايد معدلات الجريمة المنظمة والعنف الطائفي.
فقد ذكرت مصادر مسؤولة في عام 2006 بأن 250 أستاذا جامعيآ و 720 طبيبآ اغتيلوا منذ دخول قوات الاحتلال الامريكية وحتى ذلك التأريخ ، نتيجة تدهور الوضع الامني في البلاد ، وبعد عام 2006 اخذت مأساة التهجير الطائفي تتوسع اكثر فأكثر تحت مسميات عديدة ، فضلا عن النزوح من المناطق الى مناطق داخل البلاد نتيجة الاحتقان الطائفي وعمليات التفجيرات الارهابية والاغتيالات المبرمجة التي تقوم بها مليشيات طائفية تتلون مرة كجزء من قوات تابعة للحكومة واخرى كمن يرتدون الملابس التابعة للشرطة الاتحادية او الجيش ويستخدمون الآليات التابعة للدولة من سيارات رباعية الدفع وغيرها .
اما في عام 2014 تبلورت حالة جديدة اكثر قسوه بدخول داعش الى الانبار والموصل وصلاح الدين واجزاء من ديالى وكركوك مستغلآ حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي حصلت بين حكومة المالكي وتلك المحافظات ، فنزح الالاف بأتجاه بغداد ومدن كردستان وبعض مدن جنوب العراق ومنهم من هاجر الى خارج البلد .
حيث كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن ارتفاع اعداد النازحين العراقيين داخل البلاد الى اكثر من 3.1 مليون نازح ، وبينت ان الاعداد المشار اليها سجلت بين شهري كانون الثاني 2014، و 30 من تموز 2015 .
وأوضحت المنظمة في تقريرها ان نحو 87 في المئة من النازحين هم أصلا من ثلاث محافظات هي الانبار ونينوى وصلاح الدين .
وبهذا أزدادت مأساة المهجرين عن موقع سكناهم وعملهم وتجلت المعاناة الانسانية التي شملت الجميع بتعرض الاطفال والنساء والشيوخ الى الحرمان من ابسط متطلبات الحياة من تغذية وأدوية وسكن ورعاية تربوية ، فكلما يمر الوقت تزداد المحنة ويزداد العذاب.
وختامآ لم يشهد تأريخ العراق الحديث نزوحآ جماعيآ يقدر بمئات الالاف وبهذا الشكل المروع والذي ستبقى أثاره المأساوية لحقب طويلة يعاني منها ملايين العراقيين .