18 ديسمبر، 2024 5:58 م

ماهي الانتخابات؟
الانتخابات واقعا تقوم بها القوى المهيمنة أو المسيطرة على الساحة السياسة، ويجري انتخاب من أعضاء الحزب من يعرض على الجمهور وهو سيفاضل بينهم ليخرج من كل حزب العدد المطلوب للتنافس على الرياسة كما في الولايات المتحدة أو رياسة الحكومة كما في بريطانيا، أو يصوت لقوائم انتخابية كما في العراق وغيره من الديمقراطيات، لكن القوائم تحمل أسماء يختارها الجمهور باسم القائمة أو يختارها لشخصها وتفاضل بهذا قائمة عن أخرى، إنها ليست الديمقراطية التي تعني حكم الشعب لا في أمريكا ولا بريطانيا ولا العراق ولا أي بلد آخر.
وهذا طبيعي بالنسبة للممكنات في العصر حيث يصوت لبرنامج معروف ووعود تنفد ويلتزم بها الفائز فهو يقدم للشعب مقابل ثقته.
في العالم المتخلف:
في عالمنا المسمى بالثالث مع استثناءات قليلة جدا؛ الانتخابات ليست اختيار ولا انتخاب، وإنما عملية انتخابية صناديق عمياء وتصويت بلا تركيز إلا على أمور لا علاقة لها ببرنامج أو رؤية، فبالتالي أنت تنتخب (تختار) لا شيء، وتبقى أسباب التحفيز طائفية دينية أيدلوجية تحكم لا برامج ولا يعرف النائب أكثر من ميزات مجلس النواب أما واجباته انه عندما يدخل المجلس فهو ليس ممثلا لمدينة أو منطقة بل ممثلا لكل الشعب فهذا لا يستحضره إلا قلة فتمثيل الشعب طوباوية لانه سيتكلم عن الشعب ولكن ليس لحمل قضيته بل لدعم نفوذه ومكاسبه، من اجل هذا نجد الدول المتخلفة تزداد تخلفا ويصبح تخلفها شرعيا والنتيجة إحباط وعزوف ثم مقاطعة، ولكن لا يهم فالمقاطعة لن تعطل وصول أصحاب المصالح أو إعادة نفس الصور بهيئات أخرى كمسرحية غنائية (أوبريت)اشتهرت في السبعينات من القرن الماضي بعبارة ( سو سو سولالاري).
السلطة وسيلة أم غاية:
في أصل الديمقراطية وحتى مقارباتها في دولة كبريطانيا، تعتبر الديمقراطية وسيلة، وهي هكذا ولا ندري إن كانت معالم الفوضى تجاه قيم راسخة هي مقدمة لتراجع الديمقراطية، والديمقراطية آلية وليست ايدلوجيا فممكن أن تستخدم من أي نوع من أنواع النظم وإضفاء الشرعية على الشاذ من سلوكها.
الدارج أن الجمهور في العالم الثالث يتوق إلى التغيير والفاعلية، لكن عند الإحباط لا يتردد بالعودة إلى مقاطعته التي هي في الحقيقة وان كانت تعبر عن موقف إلا أنها تعبير عن فقدان الاهتمام بما لا امل منه غير ان هذا لن يؤثر فالقانون يكتفي حتى بأصوات المرشحين أنفسهم فقط ليكتسب الشرعية.
العالم العربي بالذات تحدث عن هذه الظاهرة وغيرها مما سيذكر هنا في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية وحتى دخلت في المقولات والأمثال الشعبية نوعا ما، عندما تقتصر علاقة المرشح بناخبيه على تصويتهم فلا يرونه إلا في الانتخابات القادمة وربما ينكّر وسائل اتصالاته أو يغيرها وان رأوه وطلبوا منه وعدهم خيرا لينسى بعد لحظات، بل من يبالغ منهم يستلم أحد من مكتبه طلباتهم ليمزقها ويرميها غير مهتم انه يرمي امل هذا وتلك في النفايات.
تتحدث تلك المنتجات عن تكرر واحتكار البعض للسلطة والنفوذ فيتراجع البلد لأنهم لا يختارون للتنفيد أهل الخبرة والصالحين وإنما المطيعين والذين يسيرون الصفقات، هكذا تحدث مسلسل رمضاني عما قيل إنها وقائع واختفاء لأناس كالضواري بالوحشية لكنه يرتدي جلد الناسك.
(اواعدك بالوعد واسگيك يا كمون) مثل شعبي يمثل حالة المماطلة في قضاء الحاجات أو بالأحرى تمييعها مع الزمن بمعسول الكلام فلا حاجة انقضت ولا نجوت من الم الانتظار.
تعرض عليهم حاجات اجتماعية يتعرض من أجلها المجتمع للتفكك، لكن يكتفون بالقول إن هنالك من لا يريد ذلك، ومصير جيل وأجيال يتحول إلى العوز والجريمة ليس مهما أمام احتمال خسرانه لمركزه بسبب كلمة حق أو عدم رضا البعض، وقد شاهدنا هذا في كل مكان من أرجاء البلدان المتخلفة التي تمارس الديمقراطية ويأتي من يحكمها بالانتخاب وما هذه إلا نماذج من كل يقطع المروءة والأنفاس ويفقد الأمل من سلوكيات لأناس أصلا لا تعرف مهامها ولا عندها قضية تدافع عنها اكثر من تصيد طيور النفعية بأخطاء أو فساد آخرين يقبلون هذا الطريق من الخدمات المتبادلة كما يسمونها.
الكلام يصف واقعا في بعض البلدان فليس وصفا لشخص أو مجموعة وان توافقت مع أحداث مشابهة لاحد.