وحدة من أهم وأخطر الملفات اللي شغلت الاحزاب الدينية والسياسية بعد حل الجيش العراقي وحظر حزب البعث هو حل الأجهزة الأمنية والإستخبارية العراقية والمتمثلة بأجهزة ( المخابرات ، والأمن العامة ، والاستخبارات العسكرية ) لأن هاي الأجهزة كانت على معرفة تامة بكل النشاطات المعادية للعراق سواء” كانت بداخل العراق أو خارجه ..
فـ بعد هدم المؤسسة العسكرية الاقوى بالمنطقة العربية وضمان عدم عودتها لسابق عهدها ، وبعد حظر حزب البعث اللي كان متوغل بالمجتمع العراقي وباسط نفوذه بكل مفاصله وقطاعاته ويعرف الصغيرة والچبيرة عن كل فرد عراقي ، إجه الدور عالاجهزة الامنية اللي ذكرناها وصار لازم وحتما” يختفي كل ارشيفها وأشخاصها وشواهدها الى الأبد ، وبأي ثمن كان ..
السبب الرئيسي بحظر واجتثاث وحل هاي المؤسسات الأمنية مو لممارساتها القمعية مثل ماتم الترويج عنها بعد سقوط النظام السابق إنما تم حلها وحظرها لانها تعرف كل شي وعندها ملفات واضابير كاملة لكل مواطن عراقي تقريبا” ، وتعرف كل كوادر المعارضة العراقية خارج البلد ..
بمعنى أدق .. هاي الأجهزة الأمنية لو باقية على حالها ليومنا هذا مچان سمعنا بضابط برتبة عالية رجع للجيش بعد ٢٠٠٣ وگللهم آني چنت مضطهد وصدام ( الملعون ) حكم عليّ بـ ١٠ سنوات سجن بسبب نكتة سياسية او لأن الإستخبارات لگوا عندي كتاب (ثم اهتديت) للتيجاني ، لأنه يعرف كلش زين إذا يگول الكلام هذا الاستخبارات العسكرية راح يدزون عليه ويطلعون إضبارته ويلگوه محكوم بتهمة السرقة او مهرب أسلحة او بانزين للشمال او نايچله جندي أو بالعكس ، وهنا مراح يعوفوه يطلع سالم من الشعبة الخامسة الا وطيزه صاير فلنجة من گد البطالة اللي گعدوه عليها ..
ولو هاي الاجهزة الأمنية باقية لحد الآن ، ولجنة النزاهة شكت بثراء مو طبيعي لشخص معين ودزوا عليه وسألوه من اين لك هذا المول اللي بشارع الربيعي ؟ فـ مراح يگدر يگللهم ورثته من أهلي لأنه يعرف ان الأمن العامة هنا راح يطلعون اضبارته ويگلوله ورثته من كس_اختك ويطلعوله الوثائق اللي تثبت إنه قبل ٢٠٠٣ چان گاعد بحي طارق وعنده عربانة مال نفط يجرها زمال وأمه تبيـع كرفس بساحة مظفر !
ولو هاي الاجهزة موجودة ماكو واحد يگول اني چنت أنتمي لحزب الدعوة وجنت يومية باسطلي مفوض أمن لو كل فترة اشيل قاذفتي واضرب الفرقة الحزبية لان الأجهزة هايه راح يطلعوله عشرات الصور اللي يظهر بيها لابس الزيتوني وشايل البندقية ام القبضتين ولازم واجب خفارة بباب الفرقة الحزبية ويحرسها اكثر من بيته ..
ولو هاي الاجهزة الامنية موجودة لحد الآن جان ماشفنه مديرة مدرسة محنكة ولابسة جبة وعباية وچفوف وتدعي انها چانت مراقبة من ازلام النظام لانها من أتباع السيد (قدست نفسه الزكية) لانها تعرف اذا دزوا عليه بأمن المنطقة راح يطعولهه تقارير المنظمة الحزبية اللي تثبت انها چانت عضو عامل وشاعرة جيدة وچانت من اوائل النساء اللي تشارك بكل فعاليات ومسيرات الحزب وجانت مشهورة بهلهولتها العالية بعد سماعها لإسم السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه ، وايضا” لديها نشاطات بالتبرع بالمصوغات الذهبية والتطوع في صفوف الجيش الشعبي جنبا” الى جنب مع اخيها الرجل ..
ولو هاي الاجهزة الأمنية موجودة لحد الأن چان عرفنه من خلال الوثائق الرسمية العدد الحقيقي لمحتجزي رفحا ، وكذلك السجناء والمعتقلين والشهداء السياسيين واللي مع غياب هاي الاجهزة الامنية وصلت اعدادهم لاكثر من تلاثة ونص مليون متضرر وهذا العدد هتلر ماسواه !! وأيضا” چان عرفنه الاعداد الصحيحة لنفوس العراقيين لان بعد ٢٠٠٣ كل سنة گمنه نفرخ تلث ملايين نفر واللي مايمنحلهم الجنسية العراقية الكاتم يكون بانتظاره ..
ولو هاي الأجهزة الأمنية موجودة لحد الأن چان ليومنه هذا ماشفنه واحد يشيل سلاحه ويسوي دگة عشائرية ، او يزين شاربه ويلبس كاسكيته وبنطرون مرقط وبلوز اسود ابو الرگبة ويظل يقط بالعالم لانه يعرف انه الأمن راح يجــــروه من ياخته ويذكروه بايام زمان من چان مسجون يمهم بتهمة سرقة قنينة غاز او ماطور مبـردة ويذكروه بخواته اللي وحدة منهن تشتغل بملهى السنديان والثانية سستر بمستشفى الرشيد العسكري والثالثة اللي شردت من البيت ومارجعت !!
ولو الأجهزة الامنية موجودة چان ماشفنه هلگد ناس تدعي الجهاد والمعارضة ومقارعة النظام الصدامي لأن يعرفون إن ملفاتهم موجودة بالمخابرات وكل واحد يعرفوه شلون ووين چان عايش ومدى رغبته بالتعاون وياهم والوشاية برفاقه بدول المهجر ..
ولو هاي الأجهزة الامنية موجودة چان أي شيخ عشيرة مايگدر يطلع لسانه ويشيل راسه بعد ٢٠٠٣ لأن يعرفون ان الامن إذا شافوه يزامط ويهنتر ويحمى راح يدزون عليه ويشوفوه الفيديوات اللي يظهر بيه ينطط مثل القرد گدام صدام حتى بس يحن عليه وينطيه مسدس طارق او ١٥٠ الف دينار ويگله سلملي على أهلك !!
أما بعد..
فإن أمميةً يدّعي بها من امتلأ تاريخهُ بالشر، والعدوانِ والغدر، قد أطاحت بعقولِ الكثيرينَ ممن ضعف إيمانُ الوطنِ في نفوسهم، فآمنوا باستيراد العقائد الزائفة وهم عندهم أصل العقيدة، وآمنوا باستيراد الثقافة الغريبة وهم عندهم أصل الثقافة، حتى التوت ألسنتهم، وتشوّهت ألحانهم، وصاروا نسخاً من أهل الغدر وجيران السوء بل وأكثر منهم أصالة فيما هم عليه، حتى إذا أثخن صاحبهُ في دم شعبهِ أثخن هو فيه ليرضى عنه صاحبه.
إن ما سمعناه من ترديدِ أناشيدٍ مستوردةٍ بُهرجَت بالقدسية فأنشدت في بلادنا بلسانٍ أعجميٍ إنما لا يرادُ بها اللهُ والدين، لكنما يُرادُ بها فرضُ عقيدةٍ مستوردةٍ قبيحةٍ صنعها ملتحونَ أقباح وعجمٌ أقحاح، حتى وصل الأمرُ إلى فرضِ ألحانهم ولغتهم، وثقافتهم ولباسِهم وزيِهم ونِحلتهم، ولا عتبَ عليهم، بل انّ من ارتضى لصبيهِ وبنته أن يقفا ويرددانِ لحنَ غزاةٍ بلغتهم في عقرِ ديارهم انّما هو بئس الأبِ وبئس الأم، وبئس الفرد وبئس الإنسان، إذ انّه أنكر أن بلادهُ هي من صدّرت دين اللهِ للعالم رحمةً وبشرى للمؤمنين، وجعلها اليوم راضخةً مستسلمةً لما يُصَدّرُ لها بلغةِ المعتدين.
إنما سمعتُ بذلكَ جلجلةً مسمومة، وكلماتاً ملغومة، وأفعالاً مشؤومة، ورأيتُ به غاياتاً مفهومة، وأهدافاً معلومة، وإن كنتم قد نقضتم ماكانَ مني حتى مر الزمان فأدركتم صحته، فخذوا مني أن هذا الأمرَ يجبُ أن يُقاطعَ حتى لا ينشأ جيلٌ يكون ذيلاً أكثر من أهله، وأحفاداً أكثر ذيلاً من آبائهم، فيصبحُ المرءُ بعد عقدٍ أو عقدين وقد بلغ به الأمر أن تستباحَ بلادهُ فيفرح، وأن تباحَ دماءَ أهلهِ فلا يترح، كما هو اليومُ بل أشدَّ شؤماً.
واعلموا، أن كلام الله عربي، وقرآنهُ عربي، والصلاةُ له بكلامٍ عربي، والدعاءُ إله بكلامٍ عربي، ونبيه عربي، وآل بيتهِ من بيتٍ عربي، وآذانهُ عربي، وكلامُ أهل جنته بلسانٍ عربي، وأولُ قوله عربي، وآخرهُ عربي، وإنّ قسمَ الله عربي، فقافهُ عربي، وصادهٌ عربي، وألفهُ ولامهُ وميمهُ عربي، حتى قال ربكم:
إنّا أنزلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلون..
فعلامَ لا تعقلون؟
