18 ديسمبر، 2024 11:25 م

ديكتاتورية الغاب وديمقراطية الذئاب

ديكتاتورية الغاب وديمقراطية الذئاب

كم من المصطلحات السياسية برزت على السطح بتطور الزمن وتغير الوقت وظهور السياسات الجديدة والحكام الجدد والكتاب والفلاسفة وتطور العلوم والتكنولوجيا رغم ان هذه المصطلحات كانت مطبقة على ارض الواقع منذ بدء الخليقة ولكن الناس والحكام ما كانوا يعرفون مسمياتها هذه بل هم يمارسونها افعالا ..
ومن هذه المصطلحات مصطلح (( الديمقراطية )) وهو نقيض (( الديكتاتورية )) فحكم صدام السابق كان يطلق عليه (( حكم ديكتاتوري )) لان صدام هو المهيمن على السلطة وهو الذي يحكم والقرارات كلها له وتصدر عنه وهو بعيد عن الديمقراطية التي كانت يتبجح بها ابان ذلك الحكم ولكن يمكن ان نطلق عليها (( ديكتاتورية الغاب )) لأن الغاب يهيمن عليه واحد …
اما حكم اليوم فيطلق عليه (( حكم ديمقراطي )) بمعنى ان الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال تمثيله في البرلمان الذي يشرع القوانين وهذا يعني ان الشعب هو مشرع القوانين والحكومة منفذة لها وهذا هو المفترض ان يكون .
لكننا وجدنا ان ديمقراطيتنا اليوم هي (( ديمقراطية ذئاب )) بسبب سيطرة بعض الكتل والاحزاب وبعض الشخصيات على السلطة والشعب ..
ثم ان دستور الحكم الدكتاتوري هو (( دستور مؤقت )) كما كان ابان حكم صدام بمعنى ان التغيير فيه يمكن ان يحصل في اي وقت وفي اي ظرف ويكون تحت تصرف رئيس الدولة …
ودستور اليوم هو(( دستور دائم )) لا يمكن التغيير فيه الا بقرار من مجلس النواب وهذا هو المفترض ان يكون . ولكن ما لمسناه من هذا الدستور الدائم مع الاسف ان اغلب مواده ؛ خاصة التي تتعلق منها بالحريات بانواعها هي مواد (( شكلية )) مكتوبة فقط ولكنها غير مطبقة على ارض الواقع . بدليل ان الناشطين تسلب اصواتهم وتغلق افواههم
والصحفيين الناشطين تصادر اقلامهم والرافضين والمتظاهرين تكمم افواههم .
فأين حكم الشعب للشعب اذن ؟؟؟
واين (( الديمقراطية )) التي كنا نحلم بها ؟؟
الديمقراطية التي تعلمناها هي ديمقراطية (( الفشل السياسي والفكري والاقتصادي))
وديمقراطية السلب والنهب
وديمقراطية سرقة اموال الشعب موظفين ومتقاعدين واصحاب مهن وحرف وارامل وايتاما..
وديمقراطية الفساد المالي والاداري
وديمقراطية الاهل والعشيرة والطائفة والقومية والدين
وديمقراطية التصرف باملاك واراضي العراق مثلما تبرعت حكومتنا الرشيدة السابقة بخور عبدالله الى الكويت بعدما تسلم بعض سياسيينا اموالا طائلة نزلت في حساباتهم في الخارج .
وديمقراطية السيطرة على المؤسسات والوزارات من قبل بعض الذئاب وكأنها ملك شخصي لهم او ملك موروث من ابائهم واجدادهم يتصرفون فيها ما شاؤوا دون وازع ودون رقيب ودون رادع ..
وديمقراطية بيع الوزارات والمؤسسات بين الكتل والاحزاب والاشخاص في مزاد سري يعقد في عمان .
فأي الاثنين افضل ؟؟
ديكتاتورية الذئاب ؟؟؟
ام ديمقراطية الغاب ؟؟؟
مجرد تساؤل … واي منهما لا يمثل رأيي او توجهي السياسي اوالفكري