18 ديسمبر، 2024 7:37 م

ديكة سائرون لا تبيض؟!

ديكة سائرون لا تبيض؟!

الديكة هي كائنات تدرج ضمن صنف الطيور، إلا إنها لم ترفرف باجنحتها في السماء يوماً، والديك هو ذكر الدجاجة، الذي لا يبيض أبدا.. مهما علا صياحه، رغم صوته الذي يميز لنا الصباح من الليل، إلا أنه تغير مع معظم ما تغير حولنا، فلم يعد صراخه مقتصرا على الصباح، بل حتى في الليل بدا يصرخ ويصيح، دون أن يفرق بين بداية الليل عن نهايته، فقد تشابه عليه اللون، وحتى طوله الفارع ورقبته المتطاولة، انتهت بذلك الشكل الهزيل والكرش المستدير والأرجل القصيرة والمتريشة..
صياح الديكة، بدأ يأخذ مسرى الخوف والضياع، بعد استحواذ أنواع جديدة وظهور ديكة مهجنة، أشد شراسة واعلى صوت واكثر وسامة، فما بقي أمام هؤلاء الديكة إلا الزيادة في الصراخ ورفع سقف التوقعات، وهي على يقين أنها لن تزيد رصيدها شيئاً، لكنها تبعث رسائل لباقي الديكة، فهي هنا تصارع وتصرخ وترفع أصوات توقعاتنا، رغم خسارتنا الكبيرة، وفقدانها مساحتها السابقة، ولكن أن ترى عاليا، خير لك من تستتر على واقعك المشتت وخسارتك الكبيرة.
ديكة سائرون، يتصارخون بكل ما يملكون، رغم أنهم لا يملكون شيئا، سوى بقايا جماهيرها البسيطة، والتي تبرأ جمع غفير منهم وتركهم، بعد تشرين وحراكها الذي قسمهم، وبعد تناقض شعاراتهم وأفعالهم مع إيران، ثم تحالفهم مع قياداتها التي وصفتهم “بـالمنفلتة” حتى لم يبق مبرر لم يستخدموه، لسد كل تلك التناقضات..
حتى مناظرتهم الأخيرة، التي شاهدها ملايين العراقيين، وهم يندبون حظهم فيما انتهى له العراق، من واقع يخجل الإفصاح عنه.. مناظرة (الخيسة) كانت رصاصة مثلثة الشعب، نبتت في نعش رئاسة الوزراء الصدرية، فاي قارئ بسيط سيقول أن هذه السنة، هي الأسوأ في حياة التيار الصدري منذ نشأته بعد 2003.. فقد خسر كل مقومات التي كان يتمتع بها، وأبرزها :
1- خسر الحراك الشعبي الذي كان يستظل به، ويركب موجاته المتذبذبة.
2- خسر جماهير كبيرة كانت تهتف دون وعي ( إيران برة برة) حتى رأت قائدها يجلس بين الشهيد سلي.. ماني و السيد خامنئي .. وهو يطأطئ رأسه ويلقي عليهم التحية.. وأصبح سيد المقاومة!
3- انشقاقات وفضائح فساد، وصراع داخلي انتهى بحرق مول(البشير)، وتطويق مطار النجف بحثا عن شريكهم الخائن (ابو اكثم) الذي لم يدفع الحصة الكاملة الى اللجنة الإقتصادية للمكتب.
4- بناء مرقد الشهيد محمد باقر الصدر الذي استنفذ مبالغ طائلة، والأدهى سرقة مبالغ بالمليارات من العقود المنفذة لأعمار المرقد.
5- نزول سرايا السلام، في تحد واضح للدولة، في الوسط والجنوب بسيارات واسلحة، معلنة الاستنفار دون معرفة من اطلق اوامر الإنتشار؟!.. إذا كان القائد العام للقوات المسلحة لا يعلم سبب انتشارها؟!
6- تدهور الوضع الصحي ، وتشعب الفساد في اروقة وزارة الصحة، فضلا عن فضيحة اللقاحات التي باتت على لسان الشعب، ونتج عنها استقالة وزراء الصحة، وحتى آخر وزير فقد موقعه لنفس الأسباب.
7- استخدام العنف ضد كل منتقد لهم، وتهديد يشمل عائلته واصدقائه، اذا صرح او انتقد او كتب ضد قائدهم السياسي.

وغيرها الكثير من عوامل التي يقرها الجميع، كمؤشر على تناقص وتقلص المساحة الجماهيرية للتيار الصدري الى دون النصف، فلم يتبقى لهم سوى الصراخ، خوفا من مصير يشبه كثيرا ما حصل مع ذاك العملاق التاريخي “الدعوة” بعدما انتهى و ودع السياسة وهو يجر خيبات الامل، واحدة تتبعها الأخرى.
نهاية التيار الصدري بدأت من الآن، حتى ما بعد الانتخابات، فهم يدركون جيداً، أنهم باتو قريبين جداً، من الحدود الدنيا، لمغادرة مراتب التنافس الأولى، فإذا لم يفز، بموقع كما يصرخ به، فإنه لم ولن يبقى في الموقع الذي ساقه القدر له 2018.
لذا سنسمع الكثير من الصراخ والصياح، بأن رئاسة الوزراء هي لسائرون، وأنه من الحتميات الواقعة، إلا إنهم يدركون جيداً أن الديك لن يبيض لهم رئاسة وزراء، مهما صرخ وعلا صوته، فان البيضة المخصبة، يجب أن تلقح من ديك رومي متزن.
اذا مافائدة هذا الصراخ، إذا كانوا يدركون أن جميع الظروف ليست من صالحهم، هنا يتضح مكرهم ، في الحصول على أقصى مكامن النفوذ والسيطرة والاستحواذ، من خلال ابتزاز الفائزين للحفاظ، على مصالحهم التي حصلوا عليها في أقل التقادير.. وإلا سيكون الاتهام بالتزوير أسهل ما يمكن تسويقه، واستخدام الشارع كورقة ضغط.
وهذا يبرر صراخهم.. بان رئاسة الوزراء القادمة صدرية!!