عندما نلقي نظرة على الوضع السياسي في ديالى وكركوك , نجد أنفسنا في قلب صراع الدولة العميقة , فعلى الرغم من أن هاتين المحافظتين تقعان في العراق الجديد، إلا أنهما تظلان محط أنظار العديد من الجهات الدولية والمحلية التي تسعى للسيطرة عليهما
تعد ديالى وكركوك بآفاقهما السياسية والاقتصادية الهائلة محورًا لصراعات السلطة والنفوذ ففي ديالى , تتلاقى مصالح الأطراف السياسية والقومية والدينية، مما يؤدي إلى تشكيل تحالفات غير متوقعة وتقسيمات عميقة داخل المجتمع .. ومع تنامي نفوذ الأحزاب الراديكالية ومحاولاتها الدؤوبة للسيطرة على مفاصل الحكم، تصبح ديالى ساحة مفتوحة للصراع السياسي المستمر
أما في كركوك .. فإن الوضع لا يختلف كثيرًا. إذ تظل الصراعات بين الأكراد والعرب والتركمان والأقليات الدينية والقومية جزءًا لا يتجزأ من الحياة السياسية في المدينة. وتأتي هذه الصراعات مع تدخلات خارجية تزيد من تعقيد المشهد , حيث تسعى القوى الإقليمية والدولية إلى استغلال هذه الخلافات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية
في هذا السياق ..يجد المواطنون أنفسهم غارقين في بحر من الفوضى وعدم الاستقرار حيث يتم استغلال تلك الظروف من قبل الأطراف السياسية والميليشيات المسلحة لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصلحة الوطن والمواطن
لذا ..فإن تجاوز هذه الأزمة يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية، وضمان تمثيل جميع الفئات السياسية والقومية في العملية السياسية، بما يحقق مصلحة العراق وشعبه المتنوع .
