23 ديسمبر، 2024 7:39 م

ديالى على النصب.!

ديالى على النصب.!

يبدو إن ساسة العراق غير أبهين بدماء الشعب،  ولا بمقدرات البلاد،  وإنما غلب عليهم طابع المصلحة الشخصية ، والحزبية؛  وهي التي تدور وحدها في أروقة الحكومات المتعاقبة على العراق منذ عقود. 
العراق الذي اختلف عن بلدان العالم بكل شي،  حيث الفقر،  والحرمان،  والموت المجاني،  والحروب العشوائية،  والشحاذين الذين ملؤا التقاطعات؛  والساحات العامة،  والأيتام،  والأرامل؛  حتى وصلوا إلى 2003 الذي تحطمت فيه القيود من رقابهم،  وذاقوا طعم الحرية،  والديمقراطية التي حلت ضيفا عزيزا وسريعا عليهم،  ولم تلبث عندهم إلا أياما معدودة؛   حتى أدارت ظهرها إلى الشعب بسبب الذين تقلدوا مقاليدها بالمقلوب،  ولا يدركون أبجدياتها؛  ولا  يفهموا مفاتيح أبوابها،  ولم يحلوا طلاسمها خلال العشر سنوات المنصرمة.
ديالى إحدى محافظات العراق،  التي اختلفت عن المحافظات الأخرى،  برغم من انه هناك محافظات جنوب العراق عاشت الفقر،  والحروب،  والحصار،  والدمار،  وذاقت سطوت الجلادين،  والأحزاب الشمولية. 
إن ديالى التي قدمت العشرات من أبنائها على مسرح الحرية،  والديمقراطية منذ عقود؛  حيث حكم عليها الحزب ألبعثي بالإعدام،  كونها احتضنت المجاهدين،  والرافضين إلى السياسة القمعية التي كان يتعامل بها النظام ألبعثي مع أبناء الشعب العراقي جميعا،  ومع أبناء ديالى خصوصا،  هذه المدينة الشهيدة منذ عقود لم ينصفها المتبرجين بالديمقراطية،  والمتخفين تحت رداء استرداد الحقوق المسلوبة،  والنافخين في صور المظلومية؛  هذه المظلومية التي أصبحت كل قرب استحقاق انتخابي يساوم عليها ساسة العراق من اجل استعراض انتخابي. 
اليوم وبعد مرور عشرة سنوات على سقوط النظام ألبعثي،  وانفتاح العراق على محيطة العربي والإقليمي؛  لم يكن لمحافظة ديالى نصيب من الحرية،  والديمقراطية التي مرت على المحافظات الأخرى مرور الكرام. 
هذا الاستهداف من قبل السياسيين العراقيين من جهة،  ومن العصابات التكفيرية من جهة أخرى؛  يدل على إن هذه المحافظة عاشت الفقر،  والحرمان المتعمد،  والموت الذي يتربص لهم  في كل زاوية ومكان،  ويلاحقهم في البيوت،  والأماكن العامة. 
لابد إن يصحو ضمير الساسة العراقيين،  والقائمين على الملف الأمني،  إن يعملوا صولة على المجموعات الارهابيه في محافظة ديالى؛  كالصولة التي قادها القائد العام للقوات المسلحة في البصرة قبل عدت سنوات،  والتي قتل فيها العشرات من إتباع الصدر،  وأهالي البصرة…