19 ديسمبر، 2024 1:37 ص

تمر علينا تجارب حياتية كثيرة، البعض منا عمل طوال ثلاثين عاماً، ثم تقاعد، هل يعقل أنه لا يملك أو ليس لديه شيء يقوله من خلال هذه التجربة العملية الطويلة؟ الإجابة قطعاً لا يمكن، بل لديه كنز معلوماتي، لكن لم نتعود مشاركة الآخرين، بل البعض قد لا يكون لديه معرفة بأهمية ما لديه من كنز معرفي نتيجة لخبراته وعمله في شأن من شؤون حياتنا.
يجب علينا أن نتعلم تدوين كل شيء، انتصاراتنا سعادتنا، فهي ستلهم الآخرين وتدفع بهم نحو مستقبل من النجاح، بل لِندون حتى هزائمنا وفشلنا، لأنها ستكون دروساً وتجارب مهمة قد تساعد في تلافي الأخطاء وتجاوز العقبات.
بين يدي قصة طريفة عن لاعبي شطرنج وقعت أحداثها في عام 1575 وتحديداً في إسبانيا، وقد فاز في هذه المباراة شخص يدعى ليوناردو دا كوتري، وإثر فوزه تلقى جائزة مالية ورسالة تهنئة من ملك إسبانيا، أما المهزوم فيدعى روي لوبيث، فلم يعط أي جائزة، لكنه ألف كتاباً يعتبر الأساس لفن معركة المربعات السوداء والبيضاء على رقعة الشطرنج، وفي ذلك الكتاب قدم نصائح كثيرة وتوجيهات بليغة ومهمة جداً لكل من يريد احتراف هذه اللعبة القديمة، والتي يعتبرها البعض لعبة الأذكياء والقادة.
والعبرة من هذه القصة أنه من الطبيعي معرفة اسم الفائز، فالفائز دوماً يحصل على كل شيء، لذا حصل الفائز في تلك المباراة على المال والهدايا العينية والتقدير الملكي، لكننا هنا نعرف اسم المهزوم، لماذا؟ لأنه لم يتوقف عند المباراة بل أصدر كتاباً في فن هو يجيده، لذا ذكرنا اسمه هنا، بل قد يكون اسمه أكثر شهرة لدى محترفي ومحبي الشطرنج أكثر من سواه

أحدث المقالات

أحدث المقالات