23 ديسمبر، 2024 1:20 ص

دويلات لخارطة جديدة برسم المعلوم

دويلات لخارطة جديدة برسم المعلوم

يبدو انهم جميعهم كانوا يعلمون،لذلك لم تكن فرصة الاسثمار الوطني سانحة في في سوق التجارة الطائفية في حينها، وما حصل هو؛ امتدادا مدروس لخارطة جديدة ترسم بحدود الدم،يبدو ان الجميع كانوا يكذبون فأن مشروع الشرق الأوسط الجديد هو أعلى من ” بسطياتنا” الفيس بوكية وشعار الهوية! ما تطمح له سياسة الكبار برسم خارطة شرق أوسطية جديدة بات امر واقع، الخارطة القديمة للعراق اصبحت مرتسم مجهول! تحت مظلة أصحاب السيادة والريادة. لم يروق لاسرائيل هذه التجمعات الجغرافية وان كانت منهكة وغير فعالة فهي لازالت تثير الحيرة والشك في بعض الأحيان وكان لزاما تعديل مرتسمات الخريطة بشكل يضمن عدم الفاعلية الكبرى للمستقبل وتحييد الادوار بفعالية أكثر ضمانا. “الكابوي” الأمريكي لم يعد يبالي بالصفقات الرسمية ولا بقطع الطريق، انه يظن ان زمن ” الفرقاطات” إنتهى في شرق اوسط قديم! اهتمامه الآن في زمن الملالي، والقوميين، بشكل الخارطة الجديدة التي ستضمن له بقاء اطول وبتبعية غير مشروطة!

الجميع يمضي نحو تغذية الطفل العراقي الجديد بالنزعة الانفصالية لانه ببساطة انتهى زمن المدمرة( The Zumwalt) وامركيا لاتبالي ان يكون هناك حكومات عميلة او صديقة، فارباح تفتيت جدار الحَضِر ( العراق) سيسهل الكثير من المهام ، فهي ومن خلفها اللوبي الصهيوني ماضون بتغذية اي نزعة انفصالية من خلال التصعيد (القومي، والطائفي الديني…الخ) تمهيدا لزرع عراق ذو دويلات. لان اسرائيل كذلك لم يهدأ لها بال ايضاً وذاكرتها مشحونة بحروب التحرير السابقة. الخارطة الان رغم ضعفها لا زالت تسمى كبيرة! فهم يطمعون بالامان المطلق والجذري من هذا الكابوس، تساعدهم في ذلك دول الخليج وفقاً لرؤيتهم بالمصلحة لضمان البقاء فحسب!.

* لم يكن ال سعود اغبياء فهم منذ البداية علموا ما يتوجب عليهم فعله واصطادوا الانتماءات ضمن الخارطة ” السنية” الجديدة لعراق مابعد الجمهورية، كما انهم (( مركوبون)) طائعين او عنوةً بخارطة الشرق اوسط الجديد ولا امل لهم في البقاء الا من خلال الانصياع لأمل الدول “الانكلوامريكية” والطموح القومي اليهودي.

* لم تكن تركيا تلعب ضمن مربع الاستحمار ايضاً بل هي واعية لاحلامها وتقف بالضد من الجبهة (الروسية- الإيرانية) لانها ببساطة لاتعطيها الضمانات اللازمة في تحقيق ما تطمح اليه، وبسهولة أكثر تركيا لها رؤيتها وحلمها البعيد في استرجاع ضم الأراضي التي كانت تملكها، والقريب من هذه الأهداف هو؛ ان تكون اكثر فعالية وربحية في تشكيل الخارطة الجديدة مع احتفاظها بميزة إستمرار هدوئها الداخلي، لكنها سرعان ماستكتشف بعد تحديد الأدوار وإنشاء الخارطة الكردية( خطوة أولى للتقسيم) انها ستعاني أمناً غير مستقر.

* سوريا باتت تحت عصف الامر الواقع كما هي اليمن ايضا، لذلك لم يكن لها خيار ” سوريا” بعد سياسة 2006 و 2007 الا ان تختار جانب الاحتفاظ بالصمود وادامة زحم البقاء عله تتغير ظروف المعادلة وتكسب الدور بمساعدة الحلفاء ( حزب الله- ايران- روسيا).
لكنه رهان سيكون وقتي مع عدم تغيير مرتسمات الخطة فسوريا ايضاً مع بشارها لم تبقى سوريا نفسها بعد عراق الدويلات.

* إيران رابحة للعبة بكل الأحوال لكنها تطلب نفوذا اكبر من اجل تصدير ثورتها وبيع منتجها، هي ماسكة بالجغرافيا الجنوبية قادرة على توجيهها حيثما تريد وتفرض عليها سلعها او ايدلويجاتها بشكل مؤثر، وضامنة للتبعية بشكل مطلق. هي تطلب النفوذ خارج حدودها المسيطرة عليها اما بصورة تجارية او بحماية دينية كنفوذها في المناطق الغربية.ستشكل ايران في العراق القادم دولة راعية لشيعة العراق دافعة بهم عند الحاجة لتشكيل حائط صد يحول دون وصول الخطر اليها. لان التطاحن سيكون على اوجه بعد الدويلات العراقية بين دولة السنة المتحالفة مع القومية الكردية المدعومة من الخليج ودويلات العراق التابعة لإيران،
سوف لن تسمح اسرائيل للجانب الايراني ان يتحرك بهذه البساطة بالمنطقة ستحدد اليات ردع مناسبة لحجر هذا التمدد لكنها غير قادرة على استئصاله.سيحارب الشيعة بالنيابة.

* الكرد بداية الازمة الفعلية بعد فشل مشاريع الفيدرالية السنية وإقليم البصرة او الجنوب. يتجه مسعود لتطبيق المرتسم بعيدا عن الهدوء والصبر ليختصر الطريق على الجميع وعلى الطامحين بنفس الوقت لتأسيس لبنة الإنفصال القومي والذي سيتبعه الانفصال السني والشيعي. هكذا هي الاصل جوهر القضية من خلال نتائج تغذية الصراعات طوال الفترة التي مرت. القومية في قبالة الدولة العروبية السنية والدولة الشيعية الموالية لإيران والشعب الكردي الشقيق!
اتفق الجميع على تصغير اللقمة كي يسهل ابتلاعها.

يالها من نتيجة مبكية مضحكة وبغداد اين مصيرها ؟

تبقى هناك ثقوب صغيرة للولوج الى خرم الحل من خلال حكمة معينة وكياسة والشيء الكثير من الوطنية.

الامر الاخر رجال اليزابيث ( بريطانيا)، الأقرب في فهم الشرق الاوسط والأكثر تماساً معه ومع المعطيات العراقية والمنسجمة مع ايران في شيء من تمثيلها الدبلوماسي( السفارة البريطانية في طهران) والأكثر تفهماً وتفاهما مع العراقيين تاريخيا ومن ثم حديثاً.فالعراق الحديث انكليزي النكهة منذ تأسيسه. كما الجزء التاريخي يفرض نفسه قديما كوننا جزء من مستعمرات العهد البريطاني. تمتد مشتركات كببرة لتحييد الدور الروسي وتغليب لغة النهب للكابوي الأمريكي! وفرض ارادة بريطانية جديدة تمتاز بالنهب دون الدم تحافظ على ديمومة بقاء الخارطة كما هي برعابة المشروع البريطاني الداعم للصوت المعتدل من داخل العراق.

وللحديث تكملة…..عند الحاجة