إكسباير ، أو منتهي الصلاحية .. تلك الكلمة التي تجعلنا أكثر انتباها وتحسبا عند شراء أي شيء يدخل في استخداماتنا الحياتية كبشر ، فبعض التجهيزات المنزلية والأغذية ومساحيق التنظيف والتجميل وحتى الأدوية والمواد الكيمياوية ، تتطلب التأكد الشديد من صلاحياتها للأستخدام البشري خوفا من الذي لا تحسب عقباه ، وربما قسم كبير من تلك المواد على درجة من الخطورة ، قد يؤدي استخدامها الخاطيء الى الوفاة .. لذلك تهتم مؤسسات الدولة الرقابية والصحية وحتى السيادية في كل دول المعمورة بهذا الجانب الخطير ، وتشكل اللجان وفرق التفتيش الميدانية العلنية والسرية لمتابعة هذا الموضوع وتفرض غرامات وعقوبات كبيرة على المتلاعبين في هذا الجانب الذي يمس حياة المواطنين بصورة مباشرة ، وبعضها قد يشمل عقوبة الحبس .
وكريمات مزيلات الشعر من تلك المواد المهمة التي تأتي درجة خطورة التعامل معها نسبة الى المناطق الحساسة التي (تُـلبخ) بها .. ورغم التطور العلمي وتحوّل الكثير من تلك الكريمات الى منتجات عالية النعومة طيبة العطر سلسة الأستخدام مضمونة النتائج .. إلا ان غلاء وارتفاع أسعارها وتدهور الوضع المعاشي للسواد الأعظم من العراقيين وتنامي ارقام طبقات المجتمع التي ترزخ تحت خط الفقر بفضل ميزانياتنا الأنفجارية التي ذهبت الى جيوب من لا (شَعر) لهم ، قد أجبر الكثير منا الى العودة الى ما يسمى بدوى الحمّام كما يسميه البغادّه ، وهو مزيل بدائي للشعر يتكون بالأساس من مادة (النورة) الحارقة والتي يتطلب استخدامها (حرفيّة) متناهية لأن خطورتها في حال كونها قديمة أو منتهية الصلاحية لا تقل عن خطورة الكيمياوي المزدوج .. وأتذكر كيف سائت العلاقة (الشرعية) لوالدي رحمه الله مع الحجيّة طوّل الله عمرها في فترة ما وأنا صغير بعد أن دام انقطاع (الخلوة الشرعية) بينهما الى فترة طويلة ، عرفت بعدها بسنين وكما روى لي المرحوم ان سبب ذلك أنه استخدم دوى حمّام عتيك وخربان ومنتهي الصلاحية من نوع (أبو البطة) ، مما أدى الى حروق وتهتّك وسوفان واحمرار واخضرار واسوداد في (……….) .
وهنا استوجب مخاطبة السيد العبادي الذي رفع سقف (اعداد) تشكيل اللجان الأستثنائية والأعتيادية لتنفيذ حزمة اصلاحاته التي جاءت استجابة لتظاهرات الملايين من فقراء العراق (النفطي) ، ونحثّه على الأنتباه لموضوع انتهاء الصلاحية ذاك فهو لا يقل خطرا عن خطر داعش وماعش ، وتشكيل لجنة رئاسية فورية لمتابعته .. فخطورته لم تعد تنحصر في الأنتباه الى صلاحية دوى الحمّام البدائي الصنع والذي ظهر من جديد في اسواقنا نتيجة السياسات الفاسدة اللفطية والخمطية لحزبه الذي ينتمي اليه ، وانما لمتابعة ومكافحة مواد منتهية الصلاحية أيضا أكثر خطورة على حياة العراقيين ، بل هي الأخطرعلى بقاء وطنهم العراق كدولة و كوطن ، ونطلب اتلافها بصورة فورية مستعجلة .. ومن تلك المواد .. المادة المسماة حسين الشهرستاني .. والمادة مدحت المحمود ، والمادة سليم الجبوري ، والمادة فؤاد معصوم ، والمادة صالح المطلك ، والمادة أياد علاوي ، والمادة اسامة النجيفي ، والمادة نوري المالكي ، والمادة ايراهيم الجعفري ، والمادة هوشيار زيباري ، والمادة ، مسعود بارزاني ، والمادة قاسم الفهداوي ، والمادة عادل عبد المهدي ، والمادة بيان صولاغ .. ومواد كثيرة أخرى يستطيع دولة الرئيس معرفة مسمياتها وعناوينها بمجرد قراءة متأنية للّافتات المرفوعة بساحات الكرامة والمطالبة بالحقوق المسلوبة .
والسيد العبادي يعلم علم اليقين أن هذه المواد (التالفة) في حالة بقائها للأستخدام اليومي المكروه وبقائها أمام أنظار العراقيين ، فأنها لا محالة ستؤدي الى نتائج أكثر خطورة وخسائر أكثر جسامة مما يسببه دوى الحمّام المنتهي الصلاحية .. وربما تأثير بقائها لن ينحصر على تدمير نفوسنا السقيمة والذي سينعكس على خلواتنا الشرعية فحسب .. وانما بقائها سيؤدي بشكل مؤكد وقاطع الى حروق وتهتك وسوفان واحمرار واخضرار واسوداد في جسد عراقنا المريض أصلا .