11 أبريل، 2024 6:23 م
Search
Close this search box.

دونالد ترامب ( و ) طالب الخربيط

Facebook
Twitter
LinkedIn

أغلب القراء سمع بالإسم الأول وهو مرشح الحزب الجمهوري للفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والثاني يعرفه أيضاً أغلب أهل الأنبار لسببٍ واحد ، لكونه يحمل إسم عائلةٍ عريقة من أهل الأنبار ، و ترامب ظهر فجأة في حملات الترشيح عن الحزب الجمهوري متنافساً مع عدد كبير من أعضاء الحزب لكنه فاز كمرشح أول ليتنافس مع مرشحة الحزب الديمقراطي السيدة هيلاري كلينتون ، ترامب قلَّل كثيراً من تصريحاته الغريبة ودعواته العنصرية وإبتعاده عن العمل بعقلية رجل الأعمال الناجح لأنَّ المعركة التي يخوضها ليست ربحاً أو خسارةً لأموال وناطحات سحاب يمتلكها أو مشاريع أو مضاربة في سوق البورصة بل هي حربٌ تمس مستقبل وسمعة حزبه أولاً ومن ثم مستقبل وهيبة ومكانة أمريكا بين دول العالم إذا فاز على منافسته .. ظهور مفاجئ على واحدة من أكبر ساحات التنافس السياسي والحزبي والإنتخابي في العالم لم تحمل الناخبين على تغيير نظرتهم أو التضحية بما يتوقعوه من مشاريع راهنوا عليها بل أرغمت ترامب على تغيير لهجته ولغته السياسية ودعواته والرضوخ كلياً إلى مايُمليه عليه سياسيو الكواليس والإدارات المخفية والقيادات الغامضة في الولايات المتحدة ، بمعنى آخر تحوَّل ترامب إلى جندي ينفذ الأوامر فقط ! أما السيد طالب الخربيط فيتشابه مع ترامب في أمرٍ واحد وهو أنَّ أهل الأنبار لم يروه أو يسمعوا به إلا حينَ ظهر وهو فاقدٌ لإتزانه ووعيه ونازعاً لعقاله داخل مجلس النواب في أيام الفلم الإستعراضي لإعتصام عدد من أعضاء مجلس النواب .. رأيتُ السيد طالب وهو يضرب المناضد والكراسي والأرض بكلتا يديه .. ثم سمعته مع ملايين العراقيين وهو يصرخ ويزمجر ويندد ويتوعد على من وعلى ماذا ولأجل من ولأي غرض ؟! لا أعلم .. قلتُ في نفسي لعله إحتجَّ على ما يتعرض له أهل الأنبار من حربٍ ضروس للقضاء عليهم وإبادتهم وإبادة مدنهم .. ولربما إحتج لما يتعرض له النازحون والمهجرون في المخيمات القاتلة .. ولربما إحتج الخربيط لمئات المخطوفين في سيطرات الذل .. وغيرها من عشرات الأسئلة التي أجاب هو عليها في لقاء على أحد القنوات الفضائية حين تكلم عن ضرورة إعادة هيكلة مجلس النواب وإنتخاب رئيس مجلس جديد ووو! بالله عليكم ألا يخجل هذا ويستحي على الأقل حين ينظر إلى شاشات التلفاز وهو يرى الّذين إنتخبوه يعيشون والحرُّ والجوع والضنك والعوز في مخيمات العار يكاد أن يقضي عليهم .. من إنتخبَ هذا ياأبناء الأنبار ومن إنتخب غيره من أعضاء مجلس النواب الممثلين لمحافظة الأنبار حين لم يتجرأ أحدٌ منهم على زيارة المخيمات وهي بالعشرات او المدن التي هاجر ونزح إليها أبناء الأنبار بينما يتسابق العالم من داخل العراق ومن خارجه لتقديم يد العون لهم .. هذا وأشباهه من الكذابين المنهزمين المتخفين بأصواتكم هم مَن يمثل أبناء الأنبار فتصوروا الكارثة !  وإذا كان دونالد ترامب قد تحول إلى بيدق صغير في رقعة شطرنج كبيرة إسمها الإنتخابات الأمريكية فأبشر السيد طالب الخربيط وزملائه من أعضاء مجلس النواب الممثلين لمحافظة الأنبار بأنَّ اليوم الذي سيحلمون فيه بالدخول إلى محافظة الأنبار قد حلَّ فوق رؤوسهم لأنَّ هناك من ينتظرهم لا لإنتخابهم مرةً أخرى بل للهتاف الأبدي ضدهم بأنهم غرباء وليسوا من أبناء الأنبار وعليهم البحث عن مكانٍ آخر ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب