الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب والذي سوف يباشر مهامه كرئيس فعلي للولايات المتحدة الامريكية في العشرين من الشهر الجاري ومنذ بداية حملته الانتخابية حتى اليوم أراه واضح ودقيق في توجهاته على عكس ما يراه او يقوله الكثيريون حول غموض شخصيته واراءه وما يمكن ان يفي به من وعوده .
يُقدر ويحترم دونالد ترامب القوة والاقوياء وهو يرى ان أمريكا ليست قوية بما يكفي للهيمنة على العالم وأدراة شؤونه وأن سياسة أمريكا الداخلية والخارجية الحالية كانت مصدر هذا الضعف والوهن وعليه لابد من صياغة مفاهيم جديدة تقود من خلالها الولايات المتحدة هذا العالم .
ترامب يسعى لتغيير مفهوم قوة امريكا في العالم وذلك من خلال هيمنتها على مصادر المال العالمي والطاقة لا من خلال الشراكات الاستراتيجية والصداقات والتحالفات . وهو امر لايمكن ان يتم بوجود شركاء ومنافسين كالصين واوروبا ودول الخليج العربي الغنية بأبار النفط . وفي نفس الوقت لا يضايق ترامب وجود ند ومنافس قوي لذلك الامر في هذا العالم مثل الروس فالاقوياء لا بد ان يتفقوا اما غيرهم فهم الخاضعون لهذه القوة وذلك الاتفاق .
وعليه فأن هنالك مجموعة مسارات واضحة ودقيقة يسعى ترامب وفريقه لتثبيت سياسة امريكا وفقا لها وهي حسب الاهمية والترتيب كالتالي
اولا : الروس .
مما لا يرقى الى الشك إن روسيا كانت تتمنى وتعمل بجد من أجل أن يكون الساكن الجديد للبيت الابيض هو دونالد ترامب . وهوأمر واضح لايحتاج الى طول شرح , لان ادارة اوباما ومن بعده مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون كانوعلى خلاف جوهري مع الروس في العديد من القضايا الدولية وخاصة موضوع سوريا واوكرانيا وغيرها .
اما ترامب فأنه معجب ببوتين القوي ولا يرى مشكلة في التعامل معه في تلك القضايا وغيرها ولكن مسارات هذا التعامل والتفاهم لازالت غير واضحة ولكن أختيار ترامب ل(( ريكس تيلرسون )) كمرشح لوزارة الخارجية الامريكية يؤكد هذه الرغبة والجدية في إنشاء مسار جديد في التعامل الامريكي الروسي في المستقبل لقرب هذه الشخصية من الروس .
ثانيا: المسلمون .
الرئيس الامريكي الجديد لا يحب الاسلام ولا المسلمين وهو يقول انهم يكرهون الامريكيين وقد هاجم ترامب في حملته الانتخابية السعودية وإيران بأعتبارهما قطبي الاسلام في الشرق . وهو يعارض هجرة المسلمين لامريكا .والخلاصة إن المسلمين أعداء أمريكا ويجب إضعافهم وإستنزاف أموالهم .
ثالثا: الاوروبيون .
ينظر ترامب الى التعامل مع الاتحاد الاوروبي من زاوية إقتصادية فالتزام امريكا أتجاه الاوربيين وحتى حلف الناتو لا يعود على امريكا بغير الخسارة المادية ومثل تلك الرابطة التي لا تروق لعقل ترامب الربحي قد تكون مهددة في المرحلة المقبلة بالكثير من العواصف والتقلبات .
رابعا: دول اسيا واليابان .
بنفس المنطق الربحي والعقل الاقتصادي يقّلب ترامب قضايا التعامل الامريكي في تلك المناطق من العالم فما لا يعود على امريكا بالكسب والفائدة فلا طائل من العمل به . وعليه فهذا الملف من أصعب ما يمكن أن يواجهه ترامب في خطته الاقتصادية الخارجية .
خامسا: الداخل الامريكي .
على نفس منواله في ترسيخ فكرة القوة الامريكية يسعى ترامب الى بناء اقتصاد امريكي قوي مدافعا عن وجوب تصدرالامركيين لتبنى هذا الامر . وهو هنا يضع بعض التماييز داخل المجتمع الامريكي , فالامريكييون الحُمر هم الاصلاء اما الاخرون فهم الايدي العاملة . فقضية الجنس والعرق لدى ترامب واضحة الانحياز باتجاه تعالي الجنس الاحمر على الاخريين .
سادسا: اليهود .
علاقة ترامب باليهود ممتازة وتصريحات ترامب منذ بداية حملته الانتخابية وحتى بعد فوزه داعمة لسياسة إسرائيل وخير مثال على قوة هذه العلاقة هو موقف ترامب من قرار مجلس الامن رقم 2334 الذي طالب اسرائيل بوقف العمل ببناء المستوطنات .
الخلاصة إن رئيس الولايات المتحدة الامريكية القادم دونالد ترامب يسعى لمشاركة الروس في إدارة العالم والهيمنة على موارده مع توسع اكبر لمواطن القوة والنفوذ الامريكية وخاصة في مناطق الحركة التجارية الاكثر تأثيرا في إقتصاديات العالم .
إن النخبة السياسية في الولايات المتحدة وأجهزة المخابرات وبعض دوائر القرار المهمة هناك غير مرتاحة ولا مطمئنة من توجهات الرئيس . وكذلك دول العالم التي باتت تنظر بتوجس وحذر لسلوكه ومخططاته الخارجية . فأي منهما سيوقف هذا الرجل المشاكس .
[email protected]