18 ديسمبر، 2024 8:11 م

دول تتعاطى الاستعمار وقهر الشعوب تحت فلسفة ونظرية متماثلة

دول تتعاطى الاستعمار وقهر الشعوب تحت فلسفة ونظرية متماثلة

معروف التاريخ الاستعماري المشين ومعروفة من هي الدول التي كانت تمتهن الاستعمار وتتعامل به . ومعروفة ايضا الاساليب التي كانت تتعامل بها هذه الدول وتروجها . نستطيع القول ان اغلب دول اوربا الغربية كانت دول مستعمِرة بنت بلدانها على حساب الدول المتخلفة اوالضعيفة الناهضة , نهبت وسلبت خيراتها على مدى تاريخها , ولم تعير اي اهمية للجوانب الانسانية او القانونية . دخلت هذه الدول اي الاستعمارية في معترك دموي مع بعضها احيانا واحيانا اخرى مع غيرها من شعوب العالم المسالمة ظمن مفاهيم ونظريات وفلسفة لصوصية وبدعم واستخدام القوة الغاشمة بكل اشكالها . بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية انبثقت للوجود الكتلة الشرقية المتمثلة بـ ” الاتحاد السوفيتي ” متجمعة بما يسمى ” حلف وارشو ” ذات النظرية الشيوعية المناقضة للفكر الرأسمالي التسلطي ودخل العالم في حالة صراع مريرة ” الحرب الباردة ” كانت امريكا تقود الجانب الغربي الرأسمالي وروسيا تقود الجانب الشرقي الشيوعي الاشتراكي , والملاحظ ان التحالف الغربي الرأسمالي يعمل على احتواء الدول الغنية القوية ذات البنية الاقتصادية المتينة, بينما الاتحاد السوفيتي معظم دوله المشاركة ضعيفة في الجوانب الاقتصادية والصناعية مع ذلك كان اللاتحاد السوفيتي قوة لا يستهان بها وقفت بوجه العنجهية الاستعمارية التي كانت متمثلة بالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكان الاتحاد السوفيتي له وزنه المحسوب يناصر دول العالم التي تسعى للاستقلال مثل ” كوبا . فيدل كاسترو ” وفيتنام .هوشي منه ومصر . جمال عبد الناصر وكوريا الشمالية والهند وكموديا وغيرها من دول العالم ” ناصرها الاتجاد السوفيتي وآزرها بشكل مباشر في المحافل الدولية مجلس الامن والامم المتحدة . انبثق من خلال هذا المعترك كيان دولي عالمي له وزنه ايظا مكوِّن يتوسط العالمين الغربي والشرقي اطلق عليه ” مجموعة دول عدم الانحياز ” التي اسسته وتقوده كل من ” مصر والهند ويوغسلافيا ” وانظمت اليها العديد من دول العالم . كانت تميل بسياستها العامة الى الاتحاد السوفيتي كونه كان داعما لها في مشاريعها العمرانية والصناعية والزراعية والتسليحية . لكنها وقفت على الحياد في مسألة الصراع بينهما تأثرت دول عدم الانحياز والعديد من دول العالم بالاشتراكية بالنظريات والتجارب واخذت بعض منها . كانت نتجة الصراع بين الطرفن الشيوع والرأسمالي ان يتداعى الاتحاد السوفيتي وتنحسر الشيوعية نتيجة عوامل متعددة منها الاقتصادية والاعلامية والمخابراتية وتشتت مجموعة دول عدم الانحياز والاختلاف في مواقفها من قضايا العالم وافتقادها لوزنها الكتلوي. لم تبقى من مرتكزات الشيوعية الاشتراكية غير الجزء اليسير مثل الصين وفيتنام و كوريا الشمالية والتي تناى هذه الدول بنفسها عن التدخل في شؤون دول العالم وهمها الوحيد الدفاع عن نفسها لانها تعرف تماما بانها مستهدفة من قبل الدول الاستعمارية . وبسبب المحافضة على امكاناتها الاقتصادية والعسكرية المتواضعة وكثافة سكانها مقارنة مع ما تمتلكه الدول الرأسمالية الاستعمارية المأتلفة بحلف شمال الاطلسي. لم يبقى في العالم غير القطب الواحد الرأسمالي بقيادة ” الولايات المتحدة الامريكية ” التي ابتلى بها العالم بعنجهيتا العدوانية الاجرامية دولة جُبِلت على الشر والارهاب واللصوصة والاستلاب . سيطرت هذه الدولة التي تتعامل مع العالم بمفهوم ومنطق ” العصابات الاجرامية التي تشكل اداراتها مفاهيم عصابات آل كابوني ” سيطرت على مداخل ومخارج اغلب دول العالم في كل الجوانب الاقتصادية والعسكرية والصناعية والزراعية بل حتى الاجتماعية . المنطقة العربية نتيجة ثرواتها الطبيعية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي البري والجوي والبحري . كانت هدف مغري يسيل له اللعاب ابتليت بالسطوة الاستعمارية منذ زمن بعيد ولا زالت . استخدمت الدول الاستعمارية الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال وآخرها امريكا كل وسائل الخداع والاحتيال والعنف للسيطرة والامتهان . وكل ما تطور الزمن ازدادت العنجهية الاستعمارية والردع العدواني الغاشم وهذه الدول الاستعمارية تعتمد المناهج العدوانية الابتزازية في وسائلها مثل الطائفية والعنصرية القومية والدينية والمذهبية معتمدة على مساحة الجهل الواسعة وقلة الوعي وعلى مرتزقتها ومن تجندهم لخدمة مصالحها . من اخطر اساليبها التي قد لاينتبه لها اغلب الناس الغير مدركين بالاهداف الاستعمارية العميقة ” المستعمر يركز على الاقليات في العالم الدينية والقومية و المذهبية والاثنية ويتعمال معها ويحاول جاهدا احتواء المؤثرين فيها ويمولهم ماديا ويوعدهم بالعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة والغير مشروعة وما يبغون . حتى تحرّكهم متى ووقت ماتريد . مثال في الصين تدعم وتحتضن الدالاي لاما في التبت وتايوان لتحركهم وتحرضهم وفي المنطقة العربية والاسلامية تدعم الشيعة ضد الاغلبية الاسلامية السنية وتدعم الاباضية المذهبية ضد بقية المذاهب الاسلامية المناقضة لها كأقلية مذهبية ” من ينظر الى دولة عمان لم تتأثر بالعواصف السياسية الامريكية او الايرانية او حتى الاسرائيلية ” وكانها معزولة عن العالم الاسلامي والعربي والخليجي بالاخص رغم انها دولة خليجية . نتمنى لشعبها السلامة والامان والاستقرار لها ولكافة دول العرب والمسلمين وبقية دول العالم . وتركز دول الاستعمار ماضيا وحاضرا على الاكراد في مناطقهم التي يتواجدون فيها وعلى اليزيدية والتركمان في العراق والمسيحيين في الدول العربية وخاصة في مصر ” الاقباط ” واليهود في الماضي والحاضر المتوادين في بعض الدول العربية والاسلامية حاليا مثل المغرب وايران وعلى البوليساريو في الجزائر والمغرب وبينهما وغيرهم الكثير بل حتى على الغجر المتنقلين الغير مستقرين وكل الاثنيات في العالم بحجج الديمقراطية والانسانية احيانا وبحجة الحرية والحقوق القومية والدينية وحماية الاقليات . والهدف معروف استغلال هؤلاء وتسويقهم لخدمة المصلحة الاستعمارية واثارة المشاكل والقلاقل الطائفية والقومية والدينية والانقسامات واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في اوساطهم الواسعة التي يعيشون فيها . بالمقابل تحاول امريكا خصوصا والمستعمرين عموما صنع حركات بأسماء هؤلاء وصفاتهم لتحريكهم في الوسط المطلوب فصنعت القاعدة بمعونة السعودية والباكستان بداية ضد الاتحاد السوفيتي واستمرت لحد الآن وخلقت دول الاستعمار” الخمينية ” لتلعب بالمذهبية على هواها في المنطقة العربية والاسلامية وخلقوا داعش لهدف سري مزدوج بحجة الجهاد القاتل والمقتول مسلم والمال المصروف من الدول العربية والاسلامية ” حرب صفرية استعمارية ” وكشرك لجمع من له نية محاربة الاستعمار ” جمعه وقتله ” والاساءة للدين الاسلامي من خلالهم . العقلاء يحكمون على ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والنظام الايراني ” حالة واحدة ومنهج واحد مشترك ” وفلسفة ونظرية واحدة متماثلة . على العقلاء من العرب والمسلمين وغيرهم ان يعرفوا ويفهموا هذا وان لا ضيعوا بين هذه الاطراف الباغية لدمارهم تحت مختلف الشعارات والوسائل والحجج الكاذبة مثل الدين والحماية والمساعدة والمقاومة والتحرير وكل ذلك خداع في خداع .