لا فائدة من الكلام ما لم يؤخذ بنظر الإعتبار وله تطبيقات في الواقع فإن بقي مجرد مفاهيم لا يجدي نفعاً ولكن من باب تسجيل الموقف كان لابد أن نقول كلمة السواء والتي فيها لله رضا وللناس صلاح ، ولكن أنى يأتي الصلاح وحكام الخليج فاتهم القطار إلى حد ما فداهمهم الخطر وأحدق بهم ! فكانت المحاولات خجولة جداً لا ترتقي إلا أن تكون نتائجها نقمة شعبية خارجية وداخلية عليهم ، فكما فعلت السلطة السعودية مع النمر جاء اليوم نفس الإسلوب مع عيسى قاسم في البحرين ، ولكن دعونا نذهب إلى الأسباب ونترك النتائج جانباً ، فلابد من تشخيص الأسباب لكي يمكننا أن نحدد العلاج إن وجد . إن الخطر الإيراني المحدق بدول الخليج سبب زعزعة الأمن والإستقرار في الخليج وهذا ما لاحظناه في اليمن وفي العراق فكل عاقل ومحلل أمني وسياسي منصف يقر أن هدوء هذه الدول هو بالذات هدوء دول الخليج ، وخصوصاً العراق لأن العراق ولسوء القدر جعله الدولة الملاصقة للجارة السوء إيران فكان عبارة عن حاضنة للتمدد الصفوي وانتشار التشيع الصفوي منه إلى الخليج ، ومن هنا كان تشخيص المرجع الصرخي من ذي قبل بقوله ” لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!! “
وبالتأكيد أن يكون الوضع هكذا خصوصاً وأن الحكام الخليجيين والعرب بصورة عامة نظرتهم نظرة مقتصة على بقاء حكمهم إلى أبعد فترة . ومن هنا وصل المد الصفوي للخليج ، نعم وصل التشيع الصفوي وهم من جعلوه ينتشر إلى بلادهم ، بعد أن استفحل في العراق وغضوا النظر عن مظلومية الشعب العراقي وأعتبروه شأن لا يعنيهم ولكن الوبال جاءهم من حيث لا يشعرون ومن حيث لا يحتسبون ، وها هم اليوم اقتنعوا بخطورة إيران وأزلامها في المنطقة فانبطحوا لأميركا متملقين كي يخلصوا من بطش المجوس ، نعم لا يميزون بين التشيع الصفوي والتشيع العربي ، فظنوا أن العراقيين كلهم شيعة صفويين حتى بعضهم نعته بالهلال الشيعي ، ولكن من أين نأتي بالرشيد ومن أين نأتي بالحليم الذي يفهم ويميز بين الأسود والابيض ، قالها لهم المرجع الصرخي من ذي قبل ولكن لا يحبون الناصحين ولا يحبون المرشدين ، ألم يقل لهم ” احذروا الفتن احذروا الفتن احذروا قوى التكفير المتلبسة بإسم الدين والمذهب والطائفة كذباً وزوراً، احذروا منهج التكفير القاتل مدعي التسنن، واحذروا منهج التكفير الفاسد مدعي التشيع، احذروا الإمبراطوريات وقوى الاحتلال التي تؤسس وتؤجج تلك الفتن، وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه الأمواج الفكرية المنحرفة الدخيلة على الإسلام والمشوّهة لصورة الإسلام ومبادئه وأخلاقياته “
ولكن رغم هذا وذاك ما زالت الفرصة مواتية ، ما زال الخلاص بإيديهم ، وهذا ما أشار له ابن التشيع العربي المرجع العراقي العربي السيد الصرخي بقوله ” المؤكَّد جدًا أنً إيران بعد الاتفاق النووي اختلفتْ كثيرًا عما كانت عليه، وقضيتها نسبيّة، فبلحاظ أميركا وكذا دول أوربا فإنّ إيران في موقف أضعف لفقدانها عنصر القوة والرعب النووي، مع ملاحظة أنّ رفع الحظر النفطي والاقتصادي عن إيران قد أدخَل العامل الاقتصادي كعنصر ممكن التأثير في تحديد العلاقات!! وأما بلحاظ الخليج والمنطقة فالمسألة مختلفة وكما بينّا سابقًا!!! ” فهل من متعظ ليدرأ الخطر عنه ، فهذا النفط وتلك أوبك وهذا الاقتصاد وأنتم الأقوى فيهم فحطموا كهنوتية الخامنئي والسيستاني وبقية العجم ومزقوا وأمحوا التشيع الصفوي وإلى الأبد ، وكل هذا في العراق لأن العراق وكما قال عمر بن الخطاب (رض) ” جمجمة العرب ” فإذا صلحت الجمجمة صلح الجسم كله ، واللبيب بالإشارة يفهم .