الان أدركت دول الخليج أهمية العراق من منطلق الامن القومي وصار العراق الأول في قضاياهم واعينهم ترنوا اليه وبدأت الاستثمارات ومد يد العون ودعمه في كل الجوانب، ورغم ان هذه الخطوة متأخرة الى حد ما ولكن يعتبر هذا موقف حسن وابداء حسن نية، رغم اننا نقول ان العراق لابد ان يكون في عمقه العربي، ولكن عتبنا على دول الخليج والدول العربية انهم تركوا العراق بين فكي إيران وزرع مليشياته السرطانية التي نخرت جسمه في كل المفاصل.
ولكن نصيحتنا للدول العربية بعد خطوتهم الرائعة تجاه العراق ولكن أقول لهم عليكم بالشخصيات العربية التي ولائها للعراق فقط وفقط، لا تلك الشخصيات التي ايقنت ان موازين القوى تغيرت وصار محور السعودية ومن معها هو الارجح وانتكاسة إيران ومحور الممانعة الكارتوني خصوصا بعد اهتزاز الاتفاق النووي الذي ولد ميتا.
أقول كلامي هذا واتذكر قبل سنين رأي لرجل دين العراقي المرجع الصرخي الذي قال “لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!! ”
ولكن يمكن للعامل الاقتصادي ان يكون عامل مؤثر ومعزز في تغيير الولاءات وقلب الطاولة، فالمعروف ان إيران سلتها الغذائية هي العراق وقد فعلت إيران ما بوسعها لكي تجعل العراق بلد استهلاكي للمنتجات الإيرانية فقط وفقط، ولكن لو تغير خط الاستهلاك نحو الخليج والدول العربية فالقضية ستختلف، وهذه واحدة من القشة التي ستقصم ظهر إيران، خصوصا وان الاتفاق النووي الان بات على انحلال من قبل أمريكا.
ومن هنا ايقنت دول الخليج والعربية انه لابد من الهرولة نحو العراق لاحتضانه بعد ان تركوه لقمة سائقة لإيران ومخططاتها في المنطقة، وهنا يقول المرجع الصرخي ناصحا ” المؤكَّد جدًا أنً إيران بعد الاتفاق النووي اختلفتْ كثيرًا عما كانت عليه، وقضيتها نسبيّة، فبلحاظ أميركا وكذا دول أوربا فإنّ إيران في موقف أضعف لفقدانها عنصر القوة والرعب النووي، مع ملاحظة أنّ رفع الحظر النفطي والاقتصادي عن إيران قد أدخَل العامل الاقتصادي كعنصر ممكن التأثير في تحديد العلاقات!! وأما بلحاظ الخليج والمنطقة فالمسألة مختلفة وكما بينّا سابقًا”
وعلى كل حال على دول الخليج والدول العربية ان ارادت ان تحقق ما تصبو اليه فعليها ان تبحث عن رجال العراق الذين لم تلطخ ايديهم بالفساد والعمالة. لأن ايران لا يمكنه ان ترى رجالها الواحد تلو الاخر يرتمي في أحضان هذه الدول لأنها سوف تحرق الأخضر واليابس من اجل امنها القومي وطموحاتها التوسعية.