الكثير من الضباع ينتظرون ما ستسفر عنه المعركة التي يخوضها العراقيون لتحرير الموصل .. ومعركة التحرير لن تكون سهلة لأن المتآمرين على العراق وأغلبهم من الداخل يضعون مصيرهم ومصير من يقف معهم ويؤيدهم ويساندهم ويدعمهم على حافة الحسم !فالأمريكيون يجب أن يجدوا حلا للموقف في العراق وتسليمه جاهزا لترمب بعد فوزه وضرورة اتخاذه القرار المناسب كي يبدأ التخطيط لبرنامج آخر يختلف كليا عن موقف سابقه ، والإيرانيون عليهم فك طلاسم حيرتهم بعد الموصل والإعلان عن السبب الحقيقي لتواجدهم في العراق بعد إقتطاعهم لأربعين كيلومترا من العمق الحدودي البالغ أكثر من ( 1200 ) كم والأتراك كذلك لابد لهم من توضيح موقفهم على الأرض والكف عن إطلاق الأكاذيب المملة والخطابات المتكررة لأردوغان .. لماذا الموصل أصلا !
ليست الموصل وحدها المهددة بوحدتها وتغيير ديموغرافيتها وقطع أجزاء من مساحتها الجغرافية كي تضم إلى مدن أو دول أخرى .. بل نجحت دول إقليمية وتحالفات وأحزاب داخلية أصلا من حسم هذا الموضوع والإنتهاء من تثبيت أطماع كبرى لدول متحالفة .. فالسعوديون يصولون ويجولون في مناطقهم الحدودية مع العراق والأردنيون اقتطعوا أجزاء كبيرة من حدودهم الشرقية بحجة تأمين الأراضي الأردنية ومطاردة الإرهابيين أما الكويتيون فقد لجأوا إلى قرارات مجلس الأمن فيما يخص رسم مناطقهم الحدودية مع العراق والسيطرة على منطقة غنية جدا بالنفط تسمى منطقة الحياد مع العراق والسعودية، ضم الكويتيون أجزاءها الشمالية والشمالية الشرقية فقط أما مناطق حيادهم مع السعودية فمازال السعوديون هم أصحاب السلطة عليها!
إيران كما ذكرنا توغلت ( 40 ) كيلومترا من رأس البيشة في أقصى جنوب البصرة وحتى كتف حصاروست ومثلث قنديل في أقصى شمال العراق وإعلانهم عن وجود قاعدة عسكرية في خانقين , الأتراك إحتلوا أجزاء مهمة في العراق وأعلنوا بلامقدمات أنهم أوصياء على التركمان في تلعفر وكركوك والموصل .. ماذا سيبقى من الموصل بعد تحريرها !
الأكراد لا ينتظرون أحدا لكي يؤشر لهم بالمناطق التي سيضمها الإقليم للدولة الكردية المؤجلة وبدأوا منذ بداية معركة تحرير الموصل بتأشير الحدود ووضع السواتر وهدم وتخريب القرى العربية وعدم السماح للنازحين منها بالعودة ، الأتراك ثبتوا أسس قواعدهم لمنع تواجد حزب العمال الكردي ( فرع تركيا ! ) من إقامة قواعد قد تستخدم مستقبلا لمهاجمة تركيا .. ويجري الحال على الإيرانيين وضرورة إنشاء قواعد وسطية بين تواجدهم في وسط العراق وجنوبه وبين شماله ثم إلى سوريا.. عشرات الدول الأخرى لابد لها من أخذ حصتها من ( كبة ) الموصل ولو بقضمة لكن الأهم هو ماالذي يقرره أبناء الموصل في المستقبل القريب.. فالموصل موزائيك مثبت في هيكل الحضارة العراقية لا يقبل التفرد حتى في قرية من محافظة نينوى، فكيف سيكون الأمر إذا والعالم كله ينظر إلى دماء العراقيين وأموالهم وهي تنزف للتخلص من الإحتلال الداعشي .. موعد التحرير قريب، وحلقة الضباع تتهيأ لحروب قد تدوم مئات الأعوام للحصول على حصتها..
أمام العراقيين خيار واحد فقط هو التصدي لمشروع كبير وخطير جدا سيبدأ بتقسيم الموصل وينتهي بتقسيم العراق إلى عشرات الدويلات المتناحرة ولا يبقى حينها للعراقيين غير التمر وكبة الموصل .. ولله الأمر