واضح ومن خلال الأحداث المتسارعة بعض الشيء في الشرق الأوسط أن هناك مخططا او سيناريوا جديدا تسعى من خلاله القوتين المتنافستين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الى فرضه على أرض الواقع سواء كان في الحرب المعلنة على الارهاب او مايخص مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد. ومن خلال اختلاف الرؤى في التصريحات من هذا الطرف او ذاك تكون القواسم المشتركة بين جميع الاطراف المتحالفة او المتصارعة في ملف واحد هو محاربة الارهاب وتهديده للأمن الأقليمي والدولي. السؤال أين تكمن مصلحة العراق في كل مانسمع من أخبار؟ أعني مصلحة العراق الوطنية قبل كل شيء. هنا يأتي الحديث متلازما مع مايطرح من تنسيق في اللقاءات بين الدول الثلاث روسيا،ايران وسوريا هذه الدول تتسم سياساتها بالقوة في المواقف ولذلك لاأستيطع أن أعير أهمية تذكر للطرف الرابع وهو العراق رغم أنه ساحة الصراع الدولي ضد الارهاب والشعب العراقي الضحية الأولى لكل أحداث العنف الطائفي التكفيري. هل هو استخفاف بمن يقودون العملية السياسية باعتباري معارض لها؟ أم أن العراق ليس له موقف وطني واضح وحازم كما هي الدول الثلاث آنفة الذكر؟. في هذا السياق تستحضرني الآية القرآنية المباركة
{ معاذ الله أن أكون من الجاهلين } ففي كل المواقف والآراء لابد أن نستحضر الأحداث الدموية التي عصفت بالعراق بعد العام 2003 باعتبارها شرارة العنف الطائفي والتكفيري ، وما نجم عنه من استباحة رخيصة جدا لحرمات دماء وأعراض العراقيين . نحن لسنا في منابر خطابية نزايد على هذا الموقف او ذاك انما نحن أمام تاريخ سيكتب عن مجازر مروعة حدثت في العراق، كما نؤرخ لمجزرة حلبجة والانفال السيئة الصيت وقمع انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 زمن النظام السابق فهناك من يؤرخ أيضا لمجزرة سبايكر وانتهاكات لحقوق الانسان في سجن أبو غريب كماهي انتهاكات سجن الرضوانية زمن النظام البائد، فأين هو المؤرخ الانساني الذي يملك ضميرا حيا ووطنيا يشير الى حقيقة ماجرى في العراق بعد العام 2003؟ ندين الفتاوى التكفيرية واموال الخليج خصوصا السعودية وقطر في التحريض وتنفيذ العمليات الدموية في العراق ولانشير كذلك الى ضلوع نظام بشار الأسد في ايواء وادخال الارهابيين العرب والاجانب الى العراق بعد العام 2003؟ كيف سيُحترم العراق وتكون له مواقف حازمة في هكذا ملفات خطيرة ان كانت الازدواجية الطائفية هي المحرك لكثير من قادة العراق سنة وشيعة؟ّ!. من تخاذل عن قول الحق سيكون ذليلا وغير قادر على الدفاع عن سيادة الوطن. ان مصلحة الامن الوطني للعراق أهم عندي من ولاية الفقيه وبقاء نظام بشار الأسد وكلاهما فرطا في دماء العراقيين في مرحلة خطيرة من تاريخ العراق. كما أن مصلحة العراق الوطنية أهم من اكذوبة الامن القومي العربي . وأي أمن قومي يدار من قبل آل سعود ومملكة شرهم تأوي علماء السوء من خلال فتاواهم وآرائهم التكفيرية ضد كل من يخالفهم؟. من هنا أقولها في رأيي الثابت تجاه مصلحة العراق العليا ، أي جهد اقليمي ودولي لمحاربة الارهاب الدولي المنظم لابد أن ينطلق من السيادة الوطنية للعراق ، مع فتح ملفات ماجرى من عنف دموي وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن وعدم التنازل عن ادانة نظام بشار الاسد المتورط اسوة بالسعودية وتركيا وقطر والاردن في ايواء او التحريض على قتل العراقيين. هذه ثوابتنا الوطنية. السؤال الآخر، أين هي الحكمة من هذا الترابط بين ماجرى وسيجري ؟ ربما يقول قائل دعونا مماحدث ولنفكر جديا فيما سيحدث وهناك جدية في محاربة الارهاب وهو في مصلحة الشعب العراقي. نعم هذا صحيح لكنه يحتاج الى أن تكون قويا في مواقفك وهم ياتون اليك لمساعدتك على محاربة الارهاب، هم لايقدمون شيئا الا وله ثمن وصفقة للمساومة،
ماهي الصفقة الايرانية ،الروسية ،السورية المشتركة؟ من الرابح الاكبر وهل هناك طرف خاسر ؟ روسيا أتت بخبرائها ومنظومتها العسكرية الى سوريا من أجل الفي ارهابي روسي يقاتلون في سوريا أي جاءت الى منظقتنا من أجل أمنها القومي الروسي . أليس من الأولى للعراق ان يذهب في محاربة الارهاب الجاثم على أرضه والى أبعد واسوء الاحتمالات واقوى المواقف ؟. لاأعتقد ان لدى قادة العراق من الحكمة مايجعلهم في موقف الأقوياء ولذلك العراق لاأهمية له في رأيي هذا . اذن هو تحالف ثلاثي على أرض بلا سيادة .