9 أبريل، 2024 10:26 ص
Search
Close this search box.

دولتك ليست ديمقراطياً

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد أستمعت اليوم 20/05/2013 إلى تعقيب (دولتك) على الجرائم والتفجيرات الدنيئة التي تسترخص الدم العراقي والتي تزايدت في الفترة الأخيرة بشكل جنوني والتي توزعت على الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته وشملت السنة والشيعة والعرب والكرد والتركمان والإيزيدين خلال مدة لا تزيد على أسبوعين وأحب أن أذكرك بها على عجالة فبعد (مجزرة الحويجة) ولعلك تسميها (صولة الحويجة أو الفتح المبين) والتي قتل فيها أكثر من خمسين وجرح أكثر من مائة معتصم سلمي كذب عسكرك وقالوا عنهم أنهم كانوا يمتلكون عشرات الإسلحة الخفيفة والمتوسطة وأثبتت كل الأفلام بالصورة والصوت أنهم لم يكونوا يمتلكون قطعة سلاح واحدة ! وثبت بذلك إن إعلامك وجنرالات دولتك في صنع أمن العراق كاذبون ! ثم من بعد معركة الحويجة العظيمة إنفجرت الكثير من الأعمال الإرهابية سواء في الانبار وكركوك والموصل وصلاح الدين ثم بدأت التفجيرات في مساجد بغداد في الدورة والمنصور والمشاهدة والمدائن والجامعة وتفجيرات في مدينة الصدر في سوق مريدي وغيره وأم المعالف والحسينية  والشعلة والكاظمية و بابل وزيونة وأستمر مسلسل الإغتيالات بالكواتم شملت فيما شملت أئمة المساجد في الدورة وديالى والمنصور ثم كانت مجزرة جامع سارية في ديالى يوم الجمعة الماضي(68 بين قتيل وجريح) وحسينية الزهراء في كركوك فيما أصطلح عليه إعلامياً حرب المساجد  و المرشحين للإنتخابات المحلية وحتى العمال البسطاء في الزيونة وآخرها تفجيرات اليوم 20/05/2013 وشملت البصرة الفيحاء راح ضحيتها أكثر من 40 “عراقي” بين شهيد وجريح وفي بغداد والكاظمية والزعفرانية والشعلة والكمالية والإعلام والدورة أعطى العراق فيها أكثر من 80 عراقيا عراقيا واصابة 350 اخرين ومقتل 24 شرطيا ‏ كلهم عراقيون (حسب إحصائيات الشرطة) ولا ندري غداً أين ستكون الضربة الجديدة ومن سيقتل فيها وكأن القتل أصبح قدر العراقيين ! وإن أحببت أن أذكرك بإجمالي معدلات العنف في بغداد التي شهدت منذ مطلع شباط 2013 تصاعدا مطردا وكما ذكرت بعثة الأمم ‏المتحدة في العراق في الثاني من أيار أن شهر نيسان 2013 كان الأكثر دموية منذ شهر حزيران ‏‏2008، وأكدت أن ما لا يقل عن 2345 عراقيا سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال عنف طالت ‏مناطق متفرقة من البلاد، لافتة إلى أن محافظة بغداد كانت المحافظة الأكثر تضررا إذ بلغ مجموع ‏الضحايا من المدنيين 697 شخصا (211 قتيلا 486 جريحا)، تلتها محافظات ديالى وصلاح الدين ‏وكركوك ونينوى والأنبار. ولعلنا متفقين بأن الضحايا هم من مختلف الأديان والطوائف والقوميات منهم عسكريون من الجيش والشرطة وأغلبهم مدنيون ولكن كان يجمعهم شيء واحد فقط إنهم (عراقيون) !
ولكن الغريب أن هناك شعوراً بأن المستهدف بهذه التفجيرات ليس فقط العراقيين بل هناك إستهداف واضح للوحدة الوطنية إشعال حرباً طائفية لذا لابد من حماية الوحدة الوطنية كما نحمي العراقيين ودولتك مسؤول بصفاتك الآمنية المتعددة وبصلاحياتك الواسعة وكونك تمسك بكل القوى العسكرية والأمنية والمخابراتية والمعلوماتي …الخ ولا تنقصك قوة ولا صلاحية لذا فأنت بهذا مسؤول عن حماية المواطنين وتوفير الأمن لهم ولقد فشلت فشلاً ذريعاً رغم كل الحملات والصولات والآلاف المعتقلين وحملات التصفية والإعدامات وعليك الإعتذار من الشعب العراقي وبوصفك المسؤول الأمني الأول في العراق وإعتذارك بموجب الأنظمة الديمقراطية يعني إستقالتك.  ولا أتوقع منك أن تعترف بهذا الإخفاق الذي يذهب ضحيته الآلاف من العراقيين بين شهيد وجريح فضلاً عن الإستقالة فالكل يعرف إنك شخصياً لن “تعطيها” فإنت القائد الأوحد . وبدلاً من ذلك تخرج للتلقي اللوم على البرلمانيين وعلى المعتصمين السلميين الذين لا يتفقوا معك في الكثير من توجهاتك والتي تناصبهم العداء والتي تصر على إخراسهم ونسف سلميتهم لكونهم (كما صرحت) ضد الدستور وضد العملية السياسية ويتكلمون بأسم السُنة وماذا في ذلك ؟! هل تعلم أن الحرية والديمقراطية كفلت لكل إنسان أن يصرح بما يعتقده ويؤمن به شرط أن يكون ذلك التعبير بأسلوب حضاري والسلمية مقتضى التحضر! من حقه أن يؤمن بالدستور أو لا يؤمن شرط أن يلتزم به حتى يتم إلغائه أو تعديله أو تبديله بموجبه الطرق المشروعة لذلك والدستور يكفل كل ذلك فما هو بكتاب منزل من الله والمعتصمون في ساحات الإعتصام ملتزمون بذلك مثل ما هم ملتزمون بالسلمية ومن حقهم أن ينتقدوا العملية السياسية ولهم أن يصفوها بأنها فاسدة مثلاً  أو أنها قامت على أسس طائفية خاطئة وما الضير في ذلك وهو جزء من الصراع السياسي الديمقراطية بل إن من الواجب عليهم أن يقولوها طالما إعتقدوا بها ولهم كل الحق في المطالبة بإصلاحها وذلك مكفول لهم بالقانون والدستور ما داموا سلميين بل إن ذلك يجفف منابع العنف وقد يقضي عليه بل أرجوا أن تعرف (دولتك) أن الدستور كفل حرية الإعتقاد دون أن يحدده فمثلاً من حق أي عراقي أن يؤمن بالإسلام أو لا يؤمن به رغم أنه من أعز الأشياء لدى غالبية العراقيين وأقدسها أليس ذلك مكفول بالدستور فما بالك بالدستور أو العملية السياسية أم إنك لا تؤمن بالدستور!. المهم الإبتعاد عن العنف وذلك جوهر “حرية الإعتقاد” و جزء مهم من الممارسات الديمقراطية.
وغاية ما يريده الشعب عبر الديمقراطية أن يجد من هو أفضل ليحقق حياة أفضل ولو كنت ديمقراطياً لعزلت نفسك لفشلك في تقديم الأفضل فدولتك “وزرائك” أشتهروا بالفساد بأمتياز بأرقام “خرافية” ثم عجزت أن تدفع الموت عن شعبك والإرهابيون يصولون ويجولون في وضح النهار يقتلون من يشائون من السنة والشيعة والكرد والتركمان واليزيدين ولم يستثنوا منهم أحداً وتحت سمع وإنظار قواتك وأجهزتك الفاشلة التي لازلت تدافع عنها (ولعلك أوشكت الآن أن تتخلى عنها الى الكلاب بعد كل هذه الضحايا) وهذا هو مجمل النظرية الآمنية لديك لإيقاف مسلسل شلالات الدم  وتريد أن تجرب الكلاب هذه المرة على العراقيين ولا نعرف كم سيستغرق أبدال الأجهزة الفاسدة (بأفضل الأجهزة هي الكلاب البوليسية وستتوسع فيها رغم ما فيها من نقاط ضعف “؟”) والعهدة عليك ياسيدي وأعتقد (أن من الضروري جداً التوسع في المداهمات واعقالات وتحطيم الإعتصامات وإنهائوها) وأخيراً تريدهم أن يؤمنوا بما تؤمن أنت وإلا فهم إرهابيون وكل من يعاديك تنهشه ملفاتك وكلابك رغم كونك لست وزيراً للعدل ولا رئيساً لمجلس القضاء الأعلى ولست رئيساً لهيئة النزاهة وتعرف قتلت الأطفال والإرهابين وتتستر عليهم فإن كنت صادقاً فعليك أن تتخلى عن موقعك لأن الديمقراطية تحرم التستر على القتلة ! ثم أنت تحارب مجلس النواب الذي مثل الشعب وهم من إختارهم الشعب ويفترض بالحكومة أن تكون تحت سلطته
و أوجزها لدولتك أنت لست ديمقراطياً كون الديمقراطية لا تسمح بتكرار الخطأ مرتين فإذا تكرر فتلك هي دكتاتورية الفرد التي تسكت على الخطاء وتخشى مواجهة الطغاة وأخطائك تكررت مرات ومرات وثمنها في كل مرة دم العراقيين الابرياء وأمنهم و وحدتهم الوطنية.
ودولتك لست ديمقراطياً كونك تصادر الطرق الديمقراطية في التعبير وتفرض على الشعب رأيك والتظاهر والإعتصامات وأي ممارسة (سلمية) يكفلها الدستور وأنت “أنهيت” تظاهرات ساحة التحرير وقضيت عليها وأنهيت إعتصام الحويجة السلمي ببسالة واليوم تريد “إنهاء” التظاهرات والأعتصامات لجزء كبير من شعبك وكل يوم تتهمهم بتهمة وهم بالتأكيد أكبر من أي حزب في السلطة أو خارجها ! والإرهاب يصول ويجول في أغلب أرض العراق الحبيب وأخيراً تريد أن تخرس الصوت الرسمي للشعب من خلال التحريض على عدم حضور جلسات البرلمان وعدم الإستماع لهم فهم إرهابيون وبعثيون متناسياً أن جميعهم تم إنتخابهم من قبل الشعب وعبر الوسائل الديمقراطية التي أنت لا تؤمن بها ولا تؤمن بالدستور التي تدعي دفاعك عنه !
فهل أنت ديمقراطي ؟! أسف أنت بعيد جداً عن الديمقراطية أنت تحاول جاهداً أن تكون “دكتاتور فاشل” عبر ما أتاحته لك الديمقراطية تأكد أن العدالة والديمقراطية وحرية إبداء الرأي وحق الشعب في إختيار الأفضل أو نزع المسيء والفاسد والفاشل وعزله تحقق الأمان وتقضي على الفساد وتحاصرالإرهاب وتحد من الجريمة وتعيد صلة الأرحام وتنهي الخوف والرعب الذي اطبق على العراقيين وقطع ارزاقهم ويشيع الفرح والحب والأخوة وتزدهرالحياة وتضحك الأيام ويستعيد العراق شبابه وتتحرك اراجيح الطفولة في كل مكان الإرهاب لا يرد ذلك والشعب العراقي يريد ذلك فهل تستطيع انت ذلك؟! المجد لله في العلا وعلى العراق السلام وللعراقيين المسرة .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب