19 ديسمبر، 2024 5:49 ص

دولتا الكويت والعراق تؤسسان لحضارة الروح

دولتا الكويت والعراق تؤسسان لحضارة الروح

لم يعد المثل الاستهلاكي المتداول: “يا جاري انت بدارك وآنة بداري” كافي لتأطير علاقة الاحترام المتبادلة، بين دولتي الكويت والعراق، توصيفا جوهريا لمكامن الشعور الجمعي، بين الشعبين الشقيقين، وتخارجاته التي تتثبت بموجبها نتائج من نوع المصالح المشتركة وايجاد سبل تقديم المنفعة والتماس العذر، عملا بالحديث النبوي الشريف: “جد لأخيك سبعين عذرا، واحمله على سبعين محملا”.
على قدر ما استدق منفذ الاعتذار، وسعته رحمة الله النازلة الينا على قلب محمد (صلى الله عليه وآله) آيات بينات من القرآن الكريم، وعلى لسانه (ص) في احاديث وضعت اللبنة المعرفية لعلم الحديث وتطبيقات الفقه اجراءً واقعيا.
والزلل عند الكرام مغفور؛ لذا تعمل دولة الكويت على انتشال الشعب العراقي، قبل الكويتي، مما جره الطاغية المقبور، من ويلات سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، على المنطقة برمتها، من خلال دولتي الكويت والعراق اللتين كانتا ضحيتي تخبطاته المباشرتين.
افاد الشعبان، من تلك التخبطات، من خلال ترويض الذات الجمعية على نسيانها، تفاؤلا بمستقبل آت ينطلق اليه العقلاء من التبصر، متأملين بالراهن؛ قصد الارتقاء الى مفاوز معبدة بالورد والياسمين، من دون تكاسل واسترخاء، انما جد وعمل مخلص لتحويل التعويضات الى مشاريع استثمارية، تسد المستحقات المترتبة للشعب الكويتي، على العراق، وخلال عملية السداد، تعود تلك الاستثمارات على الشعب العراقي بالمنفعة.
جاهدت الكويت، لحسم الملفات العالقة بينها والعراق؛ بغية التأسيس لعلاقات هادئة.. هانئة، تنشغل بالخير وتتعب بالفرح وتتحرك لتأمين دعائم بلدين وطيدي التفاهم، من دون سطور فارغة يملأها ارعن بزحف قوات هوجاء على شعب آمن في ليلة لا صباح لها.
تبت يدا ابي لهب وتب.
ومن اجمل تخارجات تبابه، ان الطاغية امحى ذكره، زائلا بأهانة فظيع، وظل الكويت والعراق شقيقان لا تنفصم عرى المودة بينهما، مهما طوق المغرضون العلاقة برسم بياني احمر.. الكويت لا تؤاخذ شعب العراق بجريرة الطاغية المقبور صدام، انما تسعى لمساعدته على محو آثار الخراب التي الحقها به.
أغلقت الكويت ملفات عالقة تعيق استعادة العراق لرشاقته الاقتصادية والسياسية، وفتحت ملفات المنفعة لشعب العراق الذي يتكئ على طيب نوايا أشقائه؛ كي ينهض من كبوة خمس وثلاثين عاما، قبض خلالها صدام على عنقه بالنار والحديد.
الكويت رئة يتنفس منها شعب العراق، صعيد مودة، تسفر عن تبادل المنفعة وحسن الجوار احتراما لحق كلا الشعبين، بحياة الدعة والرفاه المؤسس على اكتفاء وجداني صميم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات