تحت هذا العنوان أبدأ هذا المقال الذي يعبر نوعاً ما عن معاناة أغلب المواطنين في الدولة التي تقاد نحو الخراب و الشعب الذي يقاد نحو العذاب .
اليوم وبشكل عام نعاني ما نعانيه من المشاكل في ظل الأوضاع والأزمات التي يمر بها البلاد فالبعض يعاني من مشكلة البطالة والآخر يعاني من مشكلة السكن و منهم من يعاني من كلاهما .
لو أراد أحد المواطنين الخروج من منزله لقضاء بعض الإحتياجات وعمل بعض الزيارات سيكون طريقه كالآتي : عندما يخرج المواطن من باب المنزل سيذهب ليفتح باب سيارته لكنه سيتذكر الحوادث الذي سمع بها عن العبوات اللاصقة التي توضع تحت السيارات و تسبب حالات الوفيات أو الإصابات البالغة فيقوم بفحص سيارته للتأكد من عدم وجود عبوة لاصقة تحتها تسبب وفاته أو فقدانه لأحد أعضائه كباقي الضحايا وعندما يتأكد سيركب سيارته بأمان و يبدأ مسيرته وعند وصوله إلى أول سيطرة لقوات الأمن سيشعر بالخوف لا إرادياً وسيبدأ على الفور بالتفتيش في جيوبه ليتأكد أنه لم ينسى هوية الأحوال المدنية و بعد التأكد يمر بالسيطرة لكن لا يزال الخوف بداخله رغم أنه لم يكن مخالفاً للقانون وبعد ذلك سيتجه نحو المكان الذي يريد الذهاب إليه فعند دخوله المنطقة التي يريد دخولها وعند أول سيطرة لقوات الأمن فيها سيتم طلب بطاقة السكن منه و إذا به لم يحمل بطاقة السكن المطلوبة لأنه لم يكن من ساكني المنطقة و هذا ما يمنعه من دخولها في الوقت الحاضر .
هذه إحدى أبسط المعاناة لأحد المواطنين حين أراد القيام بواجب الزيارة لأحد أقاربه فيحصل معه كل ذلك فكيف سيكون الوضع في باقي المعاناة التي نمر بها كل يوم ؟
هي سياسة التجويع إذن !! يجعلك جائعاً لكي يرمي لكَ أي شيء يريده لتشبع به حتى لو كان ذلك الشيء أقل بكثير من حقك ، و أقل مما تريده أيضاً فهذه السياسة متبعة في بلدنا الحبيب والكثير من البلدان الأخرى .. يجعلكَ تريد ذرة من الأمان لكي يعطيكَ تلكَ الذرة فقط لتنعم بها و لا تكون طامعاً بما هو أكثر .. يجعلكَ تريد القليل من الغذاء لكي يعطيك ذلك فقط حتى لا تطمع بالكثير منه .. حتى في العمل الصحفي والإعلامي لا يعطيك الموافقات بسهولة لكي لا تطمع بما هو أكثر و تتمادى في عملكَ بما يضر مصالحهم .. وهكذا يستمر المسلسل العربي ..
نداء في هذا المقال إلى من لم يصيبه فيروس المناصب ولا داء الكراسي فتلك الأمراض أصبحت من الأمراض المزمنة ..
إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..