23 ديسمبر، 2024 4:23 م

دولة ميليشيات المالكي

دولة ميليشيات المالكي

منذ أن انسحب جيش الاحتلال الأمريكي من العراق في عام 2011،والمالكي يؤسس لدولة الميليشيات ،ويعدها إعدادا عسكريا تسليحا وتدريبا وتمويلا، وبإشراف وتوجيه ورعاية إيرانية بقيادة قاسم سليماني شخصيا ،وهكذا ظهرت ميليشيات الخز علي عصائب الحق وحزب الله العراقي بزعامة واثق البطاط وميلشيا بدر بقيادة هادي العامري وهكذا بقية الميليشيات الأخرى مثل جيش المهدي وسرايا السلام وبقية الله واليوم الموعود وأبو الفضل العباس وغيرهم عشرات الأسماء برؤؤس متعددة ومتنوعة والراعي واحد هو ولي الفقيه الإيراني ،إذن نحن أمام جيوش ميليشياوية تعيث قتلا وتهجيرا واغتيالا واعتقالا وسحلا وحرقا بالعراقيين ،وبغطاء حكومي علني وعلى لسان نوري المالكي نفسه ،فهي تمارس عبثها هذا بالزى العسكري وبالهمرات والمركبات الحكومية وبالسلاح والأوامر الرسمية ،فماذا بقي من حكومتك يا نوري المالكي ،حتى انك قلت عن الميليشيات (انها الظهير القوي للجيش)، نعم هي الآن من يقود جيشك ويصدر له الأوامر ،ومجزرة بهرز وجامع مصعب بن عمير(رض) وسارية وغيره أمثلة صارخة عن قوة نفوذ هذه الميليشيات ،وما يعرض على صفحات التواصل والفضائيات من أفلام يوتيوب عن إجرامهم بالصوت والصورة والكلام الطائفي البغيض يندى له جبين اي عراقي شريف،وأصبحت جرائمهم على كل لسان في العالم وكلها بفضل فتوى المرجع في النجف الجهاد الكفائي التي أحرقت وستحرق العراق بالدم ،وشرارتها جريمة الميليشيات في جامع مصعب بن عمير (رض)،نحن امام منعطف خطير جدا نحو الهاوية السحيقة من الحرب الطائفية الأهلية  التي يقودها نوري المالكي بالبراميل المتفجرة والصواريخ والطائرات والميليشيات الطائفية المسلحة التي تقود جيش المالكي نحو خراب العراق  وإغراقه بالدم ،مقابل صمت دولي وعربي مطبق ،ولنأت إلى صلب الموضوع والدور الامريكي-الايراني الان في العراق،والعراق يعيش حربا حقيقية على اكثر من جبهة ،فهناك جبهة ثورة العشائر ضد حكومة المالكي وميليشياته الطائفية لتلبية مطالبها وحقوقها المشروعة ،وهي ثورة شملت العراق كله.

وتلقى تأييدا عراقيا وعربيا ودوليا وأمريكيا اعترافا ومطالبة ،وجبهة حرب المالكي مع الدولة الإسلامية في أكثر من محافظة تتواجد فيها الدولة الإسلامية مثل نينوى وصلاح الدين وكركوك والانبار وديالى،وهناك جبهة أخرى تديرها الأحزاب الكردية مع الدولة الإسلامية في نينوى وديالى وكركوك،لاستعادة ما تسميه الأحزاب الكردية (المناطق المتنازع عليها)،والتي قامت الدولة الإسلامية بإعادتها الى وضعها الطبيعي قبل الاحتلال،إذن نحن في حرب متعددة الرؤوس،ومتعددة الأعداء( كلهم أعداء كلهم)،والضحية هو الشعب العراقي الذي يدفع انهارا من الدماء الطاهرة الزكية في حرب خاسرة لا رابح فيها سوى أعداء العراق(امريكا وايران)،وكل هذه الحروب تديرها وتدعمها وتشرف عليها وتخطط لها كل بأجندته (امريكا وإيران) ،لخدمة مشاريعهما في المنطقة وهي مشاريع معروفة للجميع فضحتها الأحداث والوقائع على الأرض في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وليبيا)،فما هو السيناريو الأمريكي بعد فشل سياسته في المنطقة وخاصة في سورية والعراق،وتنامي وصعود نجم الدولة الإسلامية بقوة في المنطقة كلها وتهديدها للمصالح الأمريكية بشكل واضح وعلني وعلى لسان ناطقها وبياناتها ،السيناريو الأمريكي الآن ،يقوم على تحشيد دولي  أوروبي،وإقليمي وعربي،إعلاميا وعسكريا،لتدخل بري عسكري واسع في كل من العراق وسوريا ،بحجة مواجهة خطر الدولة الإسلامية في البلدين،بعد ان فشل مشروعها العسكري بعد احتلال العراق عام 2003 على يد المقاومة العراقية الباسلة ،إذن هناك سيناريو أمريكي جديد في المنطقة عجزت عن تحقيقه في السنوات الماضية في كل من العراق وسوريا،والسيناريو الجديد هو تنفيذ مشروع برنارد لويس لتفتيت وتجزيء وتقسيم المنطقة كلها على الأسس العرقية والقومية والطائفية ،ابتداء من العراق وسوريا ،ويتم هذا بالانطلاق هذه المرة من شمال العراق الذي يشهد معارك بين الدولة الإسلامية والأحزاب الكردية وحزب العمال الكردستاني ،حيث الحجة الأمريكية جاهزة إعادة المهجرين من الإخوة المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان في نينوى ،ونقول من كان السبب الأول في تهجيرهم وتهميشهم أليست إدارة المجرم بوش واوباما  ،بعد أن دمرت العراق وأطلقت يد إيران وميليشياتها في العراق لتعيث فيه قتلا وتهجيرا وتوصل العراق إلى حافة الحرب الأهلية ،لتنفيذ الأجندة الإيرانية الانتقامية على العراق ،هذا السيناريو الأمريكي يتناغم من انحسار نفوذ إيران الآن في العراق، وبروز النفوذ الأمريكي الذي تمثل في إرسال آلاف المستشارين العسكريين الأمريكان للعراق، بحجة الإشراف على جيش المالكي ،في حين تقايض إيران أمريكا على برنامجها النووي مقابل المشاركة معها في قتال ومحاربة الدولة الإسلامية في المنطقة.

وإبعاد خطرها على إيران حسبما تدعي،إذن دولة الميليشيات التي يقودها ويرعاها المالكي لقتل اكبر عدد من العراقيين ،هي الآن تواجه مأزقا حقيقيا في العراق ،يتمثل في تشكيل حكومة حيدر العبادي التي يعول عليها اوباما وإدارته كثيرا ،وهي تواجه الفشل المؤكد أمام (تآمر المالكي عليها لإفشالها)، بأخذ العراق الى الجحيم كما صرح ونفذ وعده في مجزرة جامع مصعب بن عمير وتعليق المكون السني في العملية السياسية مفاوضاتها لتشكيل الحكومة ،أي بمعنى لا يمكن لحيدر العبادي انجاز مهمته ومهمة إدارة أمريكا في تشكيل حكومة (يشترك فيها الجميع) حسب طلب اوباما نفسه ،والتي اشرف هو ووزير خارجيته جهدا واضحا ومهما في إزاحة المالكي عن المشهد السياسي بالتهديد المباشر(نحذر المالكي من إثارة القلاقل)، وبهذا تفشل مهمة العبادي وتنتصر خطة المالكي ومؤامرته ،هنا لابد لإدارة اوباما أن تنفذ طلب المكون السني (بإيقاف الميليشيات عند حدها وجرائمها في العراق) وهو شرط السنة الوحيد لحكومة العبادي،واوباما الآن أمام موقف محرج جدا أمام البيت الأبيض والرأي العام العالمي وأمام العراقيين ،فهو يقاتل الدولة الإسلامية(السنية ) ويتجاهل الميليشيات الشيعية)، بازدواجية واضحة لم تعد مقبولة لدى العراقيين ،الذين يرفضون وجود الميليشيات الطائفية الإيرانية ضمن صفوف الجيش وقادتها في الحكومة والبرلمان ،وهذا الخيار الأصعب لاوباما وحلفائه ،ومعضلة مستحيلة أمام حيدر العبادي في تشكيل حكومته المرتقبة،وهذا ما يريده بالضبط نوري المالكي وميليشياته الإيرانية لتدمير العراق والذهاب به الى الجحيم كما وعدنا هو ،إذن دولة الميليشيات المالكية هي من سيستمر بحكم العراق رغم انف أمريكا  ورئيسها اوباما ،فهل يستطيع اوباما من إنهاء وجود الميليشيات في العراق وجعلها منظمات إرهابية وإلقاء القبض على قادتها ومعهم نوري المالكي وإحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل جراء الجرائم التي اقترفوها ضد شعب العراق اعتقد إنها المهمة المستحيلة الآن أمام أمريكا وحلفائها ،لان إيران هي اللاعب الأساس والداعم الأساس والراعي الأساس لهذه الميليشيات ،ويحتاج اوباما إلى صفقة كبرى معها لتنفيذ هذه المهمة التي تبدو الآن أكثر من مستحيلة لتشابك الأحداث وتداخلها في المنطقة ،ولكن دولة ميليشيات المالكي لابد ان تزول لكي يعود العراق عراقا لكل العراقيين ،ووطنا لجميع العراقيين وليس للغرباء………