23 ديسمبر، 2024 2:40 ص

شباب بعمر الورد، تظاهروا، واعتصموا، بشجاعة مطالبين بحقوقهم فتفاجأوا بستوتة أردتهم بين قتيل وجريح، خبر عادي بدولة كالعراق.
مع احترامنا لكل المهن، وبعيدا عن فوضى سائقي الستوتات الذين غزوا البلد، دون أن يملكوا إجازات سوق، وأغلبهم قصر لم تتجاوز أعمارهم التاسعة، فالموضوع أكبر من هذا بكثير.
الموضوع عن بلدان تدمرت بفعل الحرب كألمانيا واليابان، وسحقت بماكنة الفساد كسنغافورة وماليزيا، او عانت الأمرين مثل راوندا، ومع ذلك نهضت وأصبحت بمصافي الدول المتقدمة بفضل دعم قطاع التعليم، وتسليم أصحاب الدراسات العليا أدارة بلدانهم.
العراق بلد يمتلك موارد وخيرات أكثر من البلدان المذكورة، ومع ذلك لم يستطع التقدم كثيرا منذ ال 2003 والى الأن ، وذلك مع أنه يملك أيضا الموارد البشرية اللازمة لأداره هذه الثروات بجدارة، ألا انه يعاني من أزمة حادة بالإدارة تضعه وبقوى ضمن نفس التصنيف مع الدول المعدمة ببلدان العالم الثالث، والسبب أن أغلب المفاصل الإدارية للبلد بيد أشخاص غير مؤهلين أو خونة لا ترغب حقيقة بتقدم البلد.
معظم الموارد البشرية المؤهلة من أصحاب الشهادات العليا، ليس فقط لم يستطيعوا اخذ دورهم بإدارة البلد، ولكنهم لم يستطيعوا إيجاد عملا أصلا، مع انهم نجحوا باجتياز المنهاج السبعيني الصعب للعراق للوصول لأعلى درجة أكاديمية للبلد.
ومع أن الجزء الأكبر من المشكلة بالنسبة للخريجين، هو المنهاج التدريسي القديم الذي لا يؤهل الكثيرين لسوق العمل بالعراق، وغياب التخطيط السليم مما ينتج عنه تخرج الالاف بتخصصات متشابه وهذا يقلل فرص العمل، لكن الموضوع يجب أن يختلف بالنسبة لأصحاب الشهادات العليا، وكان أبسط حقوقهم التظاهر والاعتصام.
وفي احدى ليالي الصيف اللاهب، فتحت الطرق، واختلطت دماء كفاءات العراق بشهاداتهم، وحاشى لله ان نتهم احد فقد يدخل لبيوتنا صاحب ستوتة، فخمة، مخمور، ويسحقنا تحت عجلاته فالدولة الآن لصاحب الستوتة.