خير الكلام كلام الله ، قال تعالى عز في علاه ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) صدق الله العظيم .
دولة الرئيس المحترم …. لو تصفحنا التاريخ السياسي القديم والحديث بروية وتُؤَدة سنجد ان هناك ( حكاما ) رحلوا الى مزابل التاريخ وطُويت صفحتهم السوداء ، وهناك العكس ، هناك ( قادة ) خلدهم التاريخ وكُتبت أسماؤهم بحروف من نور ، وبقيت صورهم محفورة في قلوب وعقول وضمائر شعوبهم لأنهم تركوا بصمات طيبة لايمكن ان تُمحى من ذاكرة الزمن والأجيال لأنهم كانوا شرفاء وطنيين مضحين من أجل بلدانهم وشعوبهم والأمثلة كثيرة على ذلك … ان القائد الوطني الجيد هو الذي يمسك بيده ميزان الحق والعدل والمصلحة الوطنية وان تكون لديه ( رؤية ) ومنهاج وخارطة طريق واضحة قابلة للتنفيذ … القائد الوطني يجب ان يكون أول المضحين وان يكون رافضا للفساد بشتى الوانه واشكاله وان يكون رافضا للتبعية بكل اشكالها … القائد الحقيقي الجيد يجب ان تكون لديه القدرة على فهم الواقع السياسي بكل تناقضاته خاصة عندما يشتد الصراع بين ( الملائكة والشياطين ) وبين الخير والشر ولايقف وقفة ( المتفرج ) والمحلق في سماء النظريات ، عليه ان برمي بنفسه في كل معترك وفي كل الظروف التي تتطلب قرارات حاسمة وحكيمة ومنطقية ….. والسؤال هنا دولة الرئيس : ( هل نستطيع ان نبني وطنا لامظلومين فيه ولافقراء ؟؟؟ ) (1) ، يقول الأمام علي عليه السلام لولديه ع ( كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا ) نعم دولة الرئيس نستطيع ذلك وذلك بسواعد الرجال الشرفاء الوطنيين الأكفاء المهنيين من الذين ( يُحيون الحق ويُميتون الباطل ) وماأكثر الباطل في زماننا هذا من خلال مانسمع ونشاهد ونراقب … اذا اردنا ان نبني وطنا علينا اولا ان نتحلى بالصدق والأمانة والنزاهة والعفة والشرف ، وتفعيل سلطة القانون وان يكون فوق الجميع ( مهما كانت العناوين ) وان نُعطي كل ذي حق حقه ، وأن نُشهر سيوفنا بوجه الظلم والظالمين .. يقول نبينا العظيم ص ( اياكم والظلم فأنه ظلمات يوم القيامة ) .. اذا اردنا ان نبني وطنا علينا بناء وترميم منظومة القيم والأخلاق التي اصابها التصدع نتيحة الظروف المعروفة لأن كل الموبقات أساسها وجذرها غياب القيم والأخلاق وغياب الضمير … اذا اردنا ان نبني وطنا علينا برجال الدولة ( وليس رجال السلطة ) رجال الدولة الذين يمتلكون ( الأرادة والأدارة ) الحقيقيتين ومن غير الملوثين والأنتهازيين ….
دولة الرئيس … كن من صنّاع الحياة … الحياة الحرة الكريمة ، وكل الخيّرين معك وخلفك من أجل طي صفحة الماضي المرير ، قل الحق ولاتخشَ في قول كلمة الحق لومة لائم ، من اجل تحويل ( نحيب ) الأمهات الى ( ابتسامة ) …..
هذا ما في جعبتي اقوله بكل صدق وعفوية من اجل ايقاظ المشاعر واضاءة جنبات الفؤاد واثارة اعماق النفس الأمّارة بالسوء ، من خلال كلمات بسيطة لكنها هائمة رسمتها بمداد مشاعر العراقيين المرهفة والمتعبة والتي عرضها السموات والأرض وهي عندي كالجبال المحمّلة بالتعب ، وكالسُحب التي تبكي لهول الدمعة .. وأتمنى مخلصا ان تُمطر تلك السُحب ويفيض مطرها خيرا ونورا ينشر الضياء على النفوس المتعبة التي مُلئت بالضباب …
آخر الكلام : ياوطني نتمنى ان تأتلق ارضك وسماؤك بأنوار التعافي والسلام ….. السلام عليكم
1)) من مقال افتتاحي للسيد رئيس التحرير الدكتور ماجد أسد