23 ديسمبر، 2024 2:59 م

العراق العجيب الذي جبل ولا ادري اي قدر جعله ان يجبل على التخلف الدائم وان يكون دوماً تحت سياط (الاقطاع) وحكام الصدف والمعتاشين على مقدرات العامة ذوات النهج الدكتاتوري المقيت والذين لا نجد فيهم مسمى للديمقراطية او اعطاء الاخرين فسحة الحرية الا الحريات التي يروقون تسويقها في ظل خطبهم الجوفاء والعصماء وانها لحيرة جديرة بالانتباه اذ ليس من المعقول ان تمتد ايادي الخراب لكل شيء في حياتنا. من هنا يصح القول اننا في دولة بسكويت وهذا وصف كون الهشاشة التي يحملها البسكويت تتناسب مع هشاشة دولتنا.
فالدكتاتورية الصدامية كانت تعتقد اننا دولة مارد لا يدانيه احد وهي دولةانظباطية من نوع جديد واذا بها تتساقط وتتهدم وتنهار في كل المجالات امام الماكنة الامريكية , ورب سائل يقول هذه امريكا ونحن نقول ان الدولة الرصينة بحب شعبها لا يمكن ان تسقط وتلك هي فيتنام وكوبا وكوريا وايران تقف شامخة بوجه اي رياح هوجاء تسول لامريكا ان تدفعها نحو هذه الدولة اما وحالنا فنحن بسكويت هش بضاعة مغشوشة سيئة يذوب بأي لحظة يلامس فيه ماء او رياح.
ومن العجائب والغرائب ان الدولة يبدو انها هاوية لاستيراد البسكويت الفاسد لاطعامه لفلذات اكبادنا لاطفالنا الجيل الموعود.
اي انحراف اخلاقي تمثله هذه السياسات واي انحراف يملكه هؤلاء السادة , انها نقطة تتلاشى عندها القيم والمباديء لتغدو جيفة يسوقها بناة الدولة الجديدة.
وفي ظل العتمة السياسية تتبادر لدينا متى تستطيع ان نقضي على هذه الهشاشة ونزق فيها هرمون التجديد والتغيير لمواكبة ما يجري في العالم. وهل اننا نبقى مقيدين بقيود هذه الحكومة السلفية الفكر والمتخلفة الانجاز والمجردة من الايمان بالنظر الى اعادة برمجة الواقع السياسي للعراق , هذا الواقع الذي تشير اليه كافة السجلات العالمية ان كان في النزاهة او الحريات او الاقتصاد او التعليم او الرعاية الاجتماعية والصحية والبطالة وغيرها من مسلمات الحياة الكريمة للناس نراه في المرتبة الاولى , اذن نحن لا نشك في دولة البسكويت بحاجة الى تغيير جذري يبعدها عن كافة الاجندات الخارجية والتبعية والطائفية والمحاصصة , نعم نريدها دولة تاريخ وحضارة ومجد وعلم وفن ومطرقة تباهي الامم ونتباهى بعراقيتنا الوطنية وللاسف الشديد اقول ان تلك تمنيات واحلام ربما تصبح مقيته بعد افل هؤلاء المزدوجين الذي تراهم يحرمون اكل الدجاج البرازيلي بدعوة غير مذبوح على الطريقة الاسلامية في حين استحوذوا على مال الشعب واراضيه وقصوره والبعض تراه يسكن فلل في الخارج وعيونه ثاقبة نحو عاهرات الغرب بابخس صورهن حيث يخر راكعاً ساجداً امام هذه (الموبقات) وعندما تأتيه وجبة الغداء يسأل هل هذا لحم خنزير او دجاج مذبوح على الطريقة الاسلامية ام انه مطبوخ بزيت نباتي غير زيت الخنزير.
بالله مثل هؤلاء يبنون ويعيدون امجادنا حقاً ان هؤلاء بسكويت هش لا يصلح حتى لدفع فلس لشراءه.