27 ديسمبر، 2024 12:28 ص

دولة النجاحات في ثلاثية القدر العراقي

دولة النجاحات في ثلاثية القدر العراقي

كلمة سواء، بين الروح والجسد، لم تنطقها الصدفة، ولم تصنعها المفاجأة، ولم تؤهلها دائرة الطارئ أو الإضطراب، دواء لجلاء القذى والشجى، فاز بأول الإمتحان، فترجم الرؤيا الى واقع ملموس، وعلى الجدار القوي السليم وضع سلم النجاح، ليتسلق الجميع بثقة، يقطع الطريق أمام محطات المتبضعين لإرباك سياسي، أو تصفية الحسابات من مراهقي الساسة وصناع العثرات أمام مسارات بناء الدولة.

    مع حتمية المراجعة لإدامة أدوات الإستقرار السياسي، لابد من تفكيك منظومة الفوضى، وتهشيم متاريس الضد من المسيرة، وصفع حواضنه المتربصة لبنیة النظام السیاسي في بعديه الإقتصادي والتشريعي، والمتخندقة لإغتيال النجاحات الحكومية والخدمية، وشنقها بحرائق سياسية مفتعلة، تعاضدهم هالة إعلامية مغلفة بالمصلحة العامة، لكنها مبطنة بأدوات غرس الفشل، لإضعاف ثقة أبناء الشعب وإضعاف التسليح الفكري فيهم، وجعل الدولة أمام رأي كاذب جله إنتكاسات مصنعّة بسياسة تجهيل وأذرع تشويه، في محاولة فرض العقل المؤدلج، ومن ثم تغييب الرؤيا وتغييب الإستعداد إليها بوقود خفيف، مع أنهم وأدواتهم في عقم وجرب فكريٍ ودوران مخزيٍ، بوصلتهم عمياء وعيونهم رمداء في مشروع مظلم، زجوا أنفسهم في بالوعة تشضي قذرة، ظناً منهم أنهم سيربحون، طالما في نفوسهم غايات لقرصنة أي من خطوات النجاح.

   على ضوء حديثه فالقوى السیاسیة الوطنیة في العراق، مدعوة الى دراسة وتشخيص مواطن الخلل، ومن ثم الشروع لإصلاح بنیوي ینسجم مـع طبیعة نظام الدولة، إنطلاقاً من مؤسساته الدستوریة، وترسيخ معادلة (العراق أولاً .. والعراق للعراقيين) والشروع في إصلاحاتٍ عميقة لبُنية النظام السياسي، يأتي بوحدة الكلمة، والـمشاركة فـي القرار يؤكد مدى التوافق الوطني، الذي يمثل ثلاثیة القدر الـعراقي، في سلوك مرحلة النضوج في إتخاذ القرارات الصحيحة، إزاء البیئة الـعراقیة وخصوصیته المجتمعیة المركبة، فالنجاح مهم وألأهم هو الإستعداد والتحضير إليه، فهناك من يسبحون في إتجاه قارب النجاة، فيما يضيع أخرون الفرصة بإنتظاره، وهنا يكمن معنى الإصرار والإرادة، فالأزمات ممكن أن تتحول الى فرص للنجاح.

 

     ومن هنا، فأن ثلاثية القدر والنجاحات، تكمن في إعتماد الدولة على مؤسساتها التنفيذية والتشريعية بشكل متوازن ومسؤول، بمعاضدة وإسناد إطار جامع يضم القوى السياسية الوطنية الممثلة للشعب، التي ترجمت ثقتها أليه بأنتخاب تلك الحكومة، وأستشعاره حجم ألأمانة والمسؤولية والموقف، يضمن لها سياسة خارجية متقنة، وللداخل إستقرار سياسي، يمكنها من المضي في مشروعها الخدمي، الذي بانت ملامحه على جميع ألأصعدة، وبالنتيجة حكومة تغادر التلكؤ وتمزق شبكات الإفساد، وتسير بإتجاه دولة المؤسسات وحكومة ألإعمار.