بعد أن بدأ مشروع الحراك الشعبي المدني في العراق في فبراير 2011 و بلغت ذروته عام 2015 نتيجة لفساد أحزاب سلطة المنطقة الخضراء الدينية المرتبطة بإيران و وليها خامنئي و برعاية و غطاء المرجعيات الأعجمية في العراق و تبلورت أهدافه بشكل واضح و صريح من خلال المطالبة بعزل رجال الدين و أحزابهم الدينية عن السلطة و تأسيس الدولة المدنية في العراق و هي أهداف عند تحقيقها فإنها تعني القضاء على الحلم و المشروع القومي الإيراني الساعي للتمدد في المنطقة العربية من خلال بوابة العراق و غطاء الطائفية و مباركة المرجعيات الأعجمية , بعد استمرار هذا الحراك المدني و وضوح أهدافه استشعرت ايران بالخطر الذي يهدد مشروعها القومي الطائفي في العراق و المنطقة و تحديدا تهديده لأدوات مشروعها و هم أحزاب السلطة الدينية في المنطقة الخضراء و من يقف ورائهم من مرجعيات أعجمية فبدأت بمحاولات لإنهاء هذا الحراك بركوب موجته من خلال تلك المرجعيات المرتبطة بها و بعض رجال الدين ممن لهم نصيب من سلطة المنطقة الخضراء و هو أمر حذر منه ولازال يحذر المرجع العراقي الصرخي الحسني المعروف بموقفه الرافض للاحتلالين الأمريكي و الإيراني و المعروف بأنه المرجع الشيعي الوحيد خارج المنظومة الإيرانية بل معارض و رافض لسياساتها التوسعية و حذر في أوقات مبكرة و لمرات متكررة من خطر النفوذ الإيراني على العراق و المنطقة العربية من خلال بياناته و مواقفه و لقاءاته المتعددة و كما جاء في بيانه ((من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني)) بتاريخ 12/8/2015 الداعم للمتظاهرين و حراكهم المدني بقوله ((…لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران من أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين و إرجاع الأمور إلى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وإفرازاتها الفاسدة المُفسِدة ،…)) و قد سبقه المرجع الصرخي بمبادرته الوطنية المعروفة بمشروع الخلاص الذي أطلقه بتاريخ (8/6/2015) و التي تعتبر الوسيلة الوحيدة و الأقرب لتحقيق هدف الحراك الشعبي المدني بتأسيس الدولة المدنية و كما جاء في فقرات تلك المبادرة ((… قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق … حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان ويشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن … إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح …)) و هو ما كان له الأثر الحقيقي في إفشال خطوات ايران لركوب موجة التظاهرات مما دفعها للتعبير والاعتراف بالخطر الذي يهدد وجودها ومتضمنا لمحاولة بائسة لاستعطاف المنبطحين واللاعقين في قصعها و كما جاء في خطاب خامنئي يوم (21/3/2016) بمناسبة عيد النوروز الفارسي و روجت له فضائيات أحزاب السلطة المرتبطة بإيران و الذي قال فيه أن التظاهرات مخترقة من قبل المرجع الصرخي لترويج شعارات ضد ايران و قاسم سليماني .و هو تصريح بحد ذاته يحمل أبعادا كبيرة من أهمها تأكيد الهوية الوطنية و العربية للمرجع العراقي الصرخي و مدى تأثير طروحاته و مشاريعه على الشارع العراقي و التي تحولت إلى شعارات و أهداف للتظاهرات و حراكها المدني و مدى الخطر الذي تستشعره ايران من وجود المرجع الصرخي على مشروعها التوسعي القومي الطائفي.