23 ديسمبر، 2024 4:11 م

الأسلام دين سماوي كما هي الأديان الآخرى , نقدر قيمها وندافع عن حرية معتنقيها , ومن الخطأ الفادح التعامل معها بمزاجية المتعلمن , انها قيم مجتمعية تاريخية نحترمها من خلال تقديسنا للمعتقدات الروحية لمجتمعنا , اننا هنا بصدد المتأسلمين , الوجه الآخر لعملة التطرف والتكفير والألغاء والفساد معاً .
يقول المثل ” الأصبع التي في الماء … ليس كالتي في النار ” , عندما نكتب او نتحدث عن الفساد ونحن بعيدين عن حرائقه , ليس كمن يدفع ضريبته في مواجهات يومية , اهلنا في تماس مباشر مع مؤسسات الفساد التي تفترس الآن اخضر ويابس الحياة اليومية للمواطن العراقي , انه ليس اكثر من تضامن معنوي , وهذا اضعف الأيمان .
ليس عبثاً او بطراً , ان نستغل المتوفر من وسائل الأعلام لأيصال اصواتنا الى اهلنا في الداخل , فالكلمة الهادفة والموقف المتضامن , يشكلا قطرة زيت ـــ مهما كانت متواضعة ـــ نسكبها في خزان سراج الوعي الذي ابتدأ يضيء عتمة الواقع العراقي , ومهما تعملقت مؤسسات الفساد , وتعددت وسائل التضليل والتجهيل والأستغفال , واتسعت مساحة تعاطي رذائل الرشوة والأرتشاء والأختلاس , فالأنحطاط , ومهما كان جبروته , سينهار امام ارادة شعب ادرك حاجته الى حياة كريمة في وطن آمن مزدهر .
حالات الفساد والأختلاس التي اشرنا اليها في مقالات سابقة والتي سنشير الى المتبقي منها لاحقاً في مركز الأنتخابات في المانيا وبرلين منها بشكل خاص ,ما هي الا لقيط مشوه خرج من رحم الفساد الشامل لحكومة الشراكة الوطنية سيء الصيت , الموقف الوطني ازاء ما يحصل من بشاعات اخلاقية , يشكل جهداً انسانياً اضافي لأنعاش الأرادة الوطنية للرأي العام العراقي , انه الأعداد لحفرة السقوط التي سينتهي اليها المستهترون بحياة الناس وكرامتهم وحرياتهم وثروة بلادهم وارزاقهم والتي نالت من المتبقي من ادميتهم , تماما كما كانت حفرة النهاية المخزية لجبروت الطاغية الجبان صدام حسين .
امريكا ارتكبت جريمتين داميتين بحق الشعب العراقي , الأولى عندما وضعت  العراق ومصير العراقيين في قبضة مجرمي الفكر القومي ( المصنع خارجياً ) عبر انقلابها الأسود في 08 / شباط / 1963 , وذبح الأنجازات الوطنية لثورة 14 / تموز / 1958 ومشروعها الوطني , وتصفية خيرة قياداتها المعروفة بنزاهتها وكفائتها وشجاعتها وصدق انتمائها الوطني , اما الجريمة الثانية , عندما دخلت العراق احتلالاً عام 2003 وسلمت المصير العراقي بيد زمر متطفلي المتأسلمين , واستغفلت العراقيين في ابتكار ديمقراطية من هجين اسلاموي ذات مخالب بعثية , انه ابشع عقاب يمكن ان يتعرض له شعب على وجه الأرض , والقادم اعظم , العراقيون الآن يخسرون مصيرهم على طاولة الوجه الآخر لعملة التكفير الطائفي .
ليس الأسى فقط , عندما فُصل حثالات السياسيين غطاءً على مقاس قدر فساد المرحلة , الأكثر وجعاً, ان نرى ذيول المستثقفين تعيد كنس الطريق امام مواكب الفساد الشامل , يهيئوا له فساداً اضافياً من داخل خرابهم الذاتي , تمكنوا بأمتياز على ابتكار القاباً ومصطلحات تعملق الهامش المتواضع كـ ” ديمقراطية العراق الجديد !! ” ديمقراطية تحمل مبررات الألتفاف عليها , عقليات متخلفة , تحمل قوافلها جثمان العقل العراقي , متجهة به نحو ابواب القرن السادس عشر او ابعد كثيراً , هنا المتأسلمون خذلوا دينهم واساءوا الى ائمة مذهبهم وخانوا الأرض والأنسان , خوارج التاريخ تعيد ذبح التاريخ , وبعد ان فسد الفساد بهم , اصبحت قلوبهم وسيوفهم على العراق , يتحاصصون ويفترسون ( لشته ) ديمقراطياً .
المتأسلمون : ما اسهل عليهم ان يغيروا جلودهم كالزواحف , لا جغرافية لأنتهازيتهم ونفعيتهم , مأزومون نفسياً وعائلياً واجتماعياً , ضمائرهم لا تعرف المصداقية , والسنتهم تتغرغر بالأكاذيب , سريرتهم خوارجية , قلوبهم في جيب يزيد وهم يتباكون مصاب الحسين , على استعداد اخلاقي واجتماعي , ان يكتبوا تقريراً على امير المؤمنين ( ع ) او وشاية على الحسين ( ع ) اذا ما تعلق الأمر برزمة دولارات , يفتعلون لأنفسهم تواريخ جهادية بعد ان خلعوا جلدهم الزيتوني , علاقاتهم الأجتماعية والمذهبية , تنتهي عند نقطة المنافع الشخصية , لا يفهمون نبل العواطف الأنسانية , ولا يفقهون الحب السوي , يعتمدوا ويشرعنوا عتمة الزنا كأقصر الطرق لجسد المرأة , وجوههم فقدت ذاكرة الخجل والغدر عندهم حسنة , يروجون لأنفسهم , ان اللـه ابقى لهم ابواب التوبة مفتوحة حتى آخر لحظة من عمرهم , تبريراً لعمر كامل من الأحتيال واللصوصية والفساد والخيانات .
اهكذا حثالات جديرة بتشكيل دولة مدنية مؤسساتية, يبنون وطناً ويحمون سيادته ويعيدون للناس امنهم واستقرارهم وسلامة وحدة عراقهم … ؟؟؟ .