23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

دولة المالكي العميقة… لا تجعلوها تنتصر

دولة المالكي العميقة… لا تجعلوها تنتصر

الاستحواذ على السلطة لمدة ثمان سنوات قضاها المخلوع نوري المالكي في منصبه كرئيس للوزراء جعل منه دكتاتورا يجمع في يديه كل الوظائف الامنية المهمة في البلد.

لم تنتهي الثمان سنوات العجاف التي قضاها الشعب العراقي تحت سلطة هذا الفاشل هكذا بل شهدت  تدمير شبه كامل للبنى التحتية وتنامي الطائفية وترعرعها وغياب ابسط الخدمات واشتداد الخلافات بين اقليم كردستان وبغداد وبين الحكومة والسنة والذي ادى الى سيطرة داعش على ثلث العراق او يزيد وجعل العراق ساحة مستباحة لتصفية الحسابات وتصارع المشاريع، اضافة الى النزوح الجماعي والتغير الديمغرافي في  المحافظات السنية والانهيار الامني وسيطرة الميليشيات والعصابات الاجرامية على الشارع البغدادي خاصة والعراقي عامة، فضلا عن بيع المناصب والمتاجرة بدماء الشعب وامواله والتدخل في شؤون الدول العربية ودعم الارهاب.

لتتغير اللعبة في الانتخابات الاخيرة ويحدث الانقلاب ضد المخلوع ومن اقرب شركاء نتيجة لسياسته البائسة وعقليته الرجعية في الحكم فقد تخلت عنه ايران والولايات المتحدة الاميركية فضلا عن تخلي اغلب قوى التحالف الشيعي عنه بل حتى المرجعية الدينية في النجف طالبت باستبداله بشخصية تحضى باجماع وطني..
لينتهي العراق من اسوء حقبة زمنية عاشها في تاريخه بتولي السيد العبادي رئاسة الوزراء الذي نال الدعم المطلق من جميع مكونات الشعب العراقي الا قلة قلية من عبيد المالكي والمستفيدين منه.

لكن دولة المالكي العميقة وماكنه الاعلامية واجهزته الامنية وميلشياته التي عمل على ايجادها لمدة ثمان سنوات لم تترك الموضوع ليستمر ولينعم الشعب العراقي بنوع من الاستقرار السياسي والامني، ليتحول الهمس والحديث بالاشارة عن محاولات المخلوع للاطاحة بحكومة العبادي الحالية من السر الى العلن وهذا ما اكده نواب من كتل سياسية مختلفة موجهين اتهامات مباشرة لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي بتدبير مخطط لاسقاط حكومة حيدر العبادي.

 

وهذا ما اكده النائب عن اتحاد القوى العراقية ابراهيم العبيدي في لقاء متلفز بقوله “ان السيد العبادي اتهم المالكي بالتخطيط للاطاحة بحكومته من خلال بث الشائعات التي اشارت الى سقوط نحو 140 جنديا في حادثة الثرثار بمحافظة الانبار فيما تجاهل الاف الضحايا الذين سقطوا جراء سياسته الخاطئة، التي ادت الى نزاع داخلي اوصل تنظيم داعش الى انتزاع ثلث مساحة العراق اضافة الى الخلافات الاخرى التي ادت الى عرقلة مسيرة البلاد” واضاف العبيدي ان العبادي تحدث في جلسة مجلس النواب السرية عن الكثير من الحقائق التي واجهت وتواجه حكومته، اغلبها كان بفعل المالكي وانصاره وكتلته البرلمانية اضافة الى الولاءات المعقدة في الجيش العراقي التي نسجها المالكي لتكون قوة بديلة يستخدمها متى شاء.

ويضيف عضو كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري النائب مازن المازني ان من اهم المواضيع التي طرحها العبادي في الجلسة السرية هي قضية وجود جهة سياسية داخل التحالف الوطني تحاول اسقاط حكومته من خلال استغلال حادثة ناظم الثرثار.
كما حذر خبراء من ان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يسعى لاحداث فوضى امنية وتمعيق الفجوة الطائفية في العراق لافشال عمل الحكومة وتعطيل دور البرلمان وهو يستغل منصبة السيادي الحالي كنائب لرئيس الجمهورية للتخطيط وتنفيذ اجندات سياسية ذات انعكاس امني لاحداث الفوضى وارباك الوضع بشكل عام، ساعيا هو وفريقه السياسي لافشال الحكومة الحالية ووضع العراقيل امام رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وحذر الخبراء من التورط في قضايا امنية مثل تحرير الموصل او غيرها دون حصول اجماع وطني وباشراف دولي حتى لا يتم استغلال ذلك من قبل المالكي وادواته الاعلامية والسياسية كما حدث في حادثة ناظم الثرثار.
كما ان المالكي يمتلك ماكنة اعلامية كبيرة يديرها ويخطط لها فريق اعلامي متخصص وظيفتها التشويش على الحقائق وتغيرها عبر الشائعات والاكاذيب التي يبثها عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وهذه الماكنه الاعلامية تمول باموال الشعب المسروقة.

لماذا نحذر من المالكي ودولته العميقة ؟؟

اولا: لان دولة القانون ونوابها لايزالون يشاغبون داخل مجلس النواب ليثيروا الفتنة والفوضى وليعطلوا العمل التشريعي، وما تصريحات الصيادي والصيهود وعالية نصيف وحنان الفتلاوي الا دليل على هذه الدولة، محاولين عرقلة عمل المجلس عبر الفوضى واثارة الجدل دون سبب، فهم اداة خسيسة بيد سيدهم المالكي.

ثانيا: سيطرته على السلطة القضائية بمساعدة مدحت المحمود ذراع المالكي واطمئنانه الى انه لم يتم احالة المتورطين في جرائم قتل المتظاهرين وسرقة المال العام وقضايا الفساد الاخرى الى القضاء.

ثالثا: سيطرته على قناة العراقية وقناة افاق وغيرها من ابواق السلطة، ناهيك عن شراء ذمم مئات الصحفيين الذين هم اداء ارباك للحكومة وعملها عبر بث سموم الحقد والطائفية والتركيز على السلبيات وتضخيمها.

 
رابعا: اضافة الى سيطرته على الاجهزة الامن

ية والتنفيذية من قيادة عمليات بعض المحافظات وغيرها من التشكيلات فضلا عن اختراقه لصفوف الحشد الشعبي ومحاولة تسيسه.

كل تلك مؤشرات على وجود دولة داخل دولة زرعها المالكي في المؤسسات والتي تمثل عائقا كبيرا لحكومة العبادي بل وتسعى في الكثير من الاحيان الى افشال حكومته عبر بيان عجزها وانبطاحها ..!!

الحل هو في الوقوف بوجه المالكي وماكنته الاعلامية وفضح كل من يحاول عرقلة عمل الحكومة او البرلمان دون محاباة او مجاملة حتى يعرف الشعب العراقي من هو عدوه الحقيقي ومن يسعى الى تدمير البلد ويسبب له الازمات