23 ديسمبر، 2024 1:53 م

دولة القانون. ويقولون مالا يفعلون

دولة القانون. ويقولون مالا يفعلون

تكبدنا كعراقيين خسائر كبيرة بسبب تصديقنا لكذب ادعاء الفاسدين، وتكذبينا لرموزنا المنتجبين، فها أنا أتذكر آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي في الانتخابات السابقة وهو ينادى بطرد وزير التربية الطائفي السابق، ولكن وفي تحد واضح وصريح للمرجعيات العظمى من قبل دولة القانون وهي القائمة التي تدعي احترامها وإتباعها للمراجع، يصبح هذا الرجل نائبا لرئيس الجمهورية ثم رئيسا لها بفعل فاعل وغياب الرقيب السائل.
وهم اليوم يتشدقون بمنجزاتهم الوهمية المجوفة، التي يتغنون بها على مسامع الفقراء والسذج، وليجدوا من هذه الطبقات طبل ينقرون عليه بعصي أوهامهم، ليعزفوا الحان ينام بها الفقير على فرش من سندس وإستبرق، ويصحو على أطفاله في أحسن المدارس، ووظيفته المحترمة اللائقة التي يذهب إليها بسيارته، ويسافر ويأكل ويشرب. إلى أن يتوقف لحن خطب الكاذبين، فيصحو المسكين على واقع دميم قبيح، كوجه داعشي لعين. ويصعد الفزاعي على المنصة فيقول حسبنا فخرا أننا أتباع محمد باقر الصدر، ويحتفلون ويرقصون وينكرون ذكرى وفاة جدته الزهراء عليها السلام. وقد طلب منهم سابقا ابنه السيد جعفر رفع صور والده من مقرات حزب الدعوة، لأنهم حسب رأيه يشوهون صورة والده. السيد جعفر الذي خدعوه بالانتخابات السابقة واحضروه صورة معهم، والناس البسطاء حبا بوالده العظيم أهدوا له الأصوات، وبصموا له بنعم على البطاقات، حتى اكتشف انه في الجانب الخطأ واتضحت له نواياهم ومدلهمات معتقداتهم. فغادر العراق مسرعا، ومن برلمانهم السارق مستقيلا.
نوري المالكي: (لم يخبرني أن المولدات تعمل بالغاز)!
حسين الشهرستاني: (بل أخبرته وهو لا ينصت).
حوار مهزلي دار بين رئيس الوزراء ونائبه لشؤون الطاقة من خلال وسائل الأعلام وها هم اليوم يعودون معا يدا بيد لا سلاح باليد إلا ما رحمت دولة القانون من شيوخ عشائر وشخصيات لا يعرف صالحها من داعشها، تمولها وتهديها الدولة المال والسلاح.
وماذا يقصدون بشعارهم معا؟ (معا لنبني العراق، معا لمحاربة الإرهاب، معا…الخ)! هل معا تعني فيما بينهم دولة القانون التي لم تنجح أبدا حينما انفردوا بالسلطة خلال الثماني سنوات الماضية.
أم معا هم والشركاء السياسيين الذي لم يبقى منهم أحد إلا وتهجمت عليه حنان الفتلاوي وغيرها، التي تطالب بقتل نفس العدد من الطائفة مقابل عدد قتلى الطائفة الأخرى (فتنة نائمة، كوحش لا يحرك إلا ذيله فنعاني الويلات، لعن الله من أيقضها) وتم إقصاءهم بين محروم من المشاركة في الانتخابات، مستقيل ومعتزل للعمل السياسي، والمهمشين وغيرهم.
أم هم والشعب وفي هذا يطول الحديث.