24 ديسمبر، 2024 1:59 ص

دولة القانون وممارسة الاستحمار السياسي

دولة القانون وممارسة الاستحمار السياسي

قبل أن يربط ويصل قلمي البسيط بين الحروف الهجائية لبيان صورة ومعنى الاستحمار لابد من الاشارة بالبنان وتوجيه الاذهان الى من تجلبب برداء هذا المصطلح كثيرا فكان اسمه قرينا له وقريبا منه عند القراء والمتحدثين الا وهو الدكتور علي شريعتي. فالاستحمار يراد به تزييف ذهن الانسان ونباهته وشعوره وحرف مساره عن النباهة الانسانية فردا كان أو جماعة وعلى ضوء هذا التعريف يمكن لنا ان نرى الاستحمار السياسي على انه محاولة لاستغفال الناس ولوأد الحس الشعبي فيهم وقتل نباهتهم الوطنية عن عمد وحرف مسيرتهم السياسية بإتجاه التجزئة والتقسيم وصرف أنظارهم عن القضايا المصيرية والثوابت المشتركة لهم بتزييف بعض الحقائق وتوجيه الانظار الى قضايا يجد فيها المواطن ما يتناغم مع مشاعره الفردية ومصالحه الشخصية ودوافعه النفسية وبلوغ متعة معينة بها و من خلال ذلك يعمل على دفن الشعور بالمسؤولية للمجتمع وتمييع ارادته الكلية ومحاولة وضع الستائر امام اعينهم عن ما يهم مستقبل الوطن والمصالح العامة. فعندما ننتقل الى المشهد السياسي العراقي ونطرح هذا المفهوم على طاولة التجمعات والتكتلات السياسية ونمسك بمبضع الجراح وادوات المختبر لتشريحه وتحليله بجرأة وتجرد عن الايدولوجيات والانتماءات الفكرية والا صطفافات المذهبية لكشف مصاديقه وما ينطبق عليه من القوى السياسية وتحديد القيادات التي ترسمه منهجا في سلوكها السياسي نجد أن هناك برامج سياسية (استحمار سياسي ) امتازت به تنظيمات وقيادات عراقية معروفة تمارسه بشكل خفي وأعلام مبرمج لتزييف ذهن الانسان العراقي وإثارة الغبار حول الكثير من الصور الواضحة للحفاظ على مصالحها الحزبية ومكاسبها الوقتية ومن هذه القوى دولة القانون باتجاهها السياسي المعروف وما قامت به خلال السنوات التي حكمت بها البلاد الا دليل واضح ومؤشر كبير على ممارسة الاستحمار السياسي في مسرح فئات كثيرة من الشعب العراقي وسنذكر منها بع ض السياسيات التي اصبحت واضحة للمحلل والمتابع منها على سبيل الايجاز ووفق اسلوب التساءل البسيط. أفلا يعد صرف أذهان الناس والابحار بها بعيدا عن شواطيء حقيقة وحدة البلد وقدسيتها والتغطية على مخاطر التقسيم على الـتأريخ العراقي وحضاراته والسير بالناس الى مستنقع الجهل والمصالح الانية الفئوية من أقليم أو انفصال ومحاولة ايهامهم بقوة مدخولاتهم الاقتصادية عند حدوث ذلك والتعتيم على الخراب الذي يحل بالبلد مستقبلا الا يعد ذلك استحمارا سياسيا أفلا يعد التركيز على ثقافة الطائفة وتعزيزها وتجذيرها في النفوس لجعل الارضية خصبة للصراعات الطائفية واستنز اف طاقات الانسان العراقي من خلالها باللعب على حبالها ودغدغة عواطف الناس ومشاعرها وإثارة الخوف على مقدساتها لقبول الحرب الطائفية واحزانها كخيار لابديل له ألا يعد ذلك استحمارا سياسيا. أفلا يعد غرس التخوف وعدم الثقة في نفوس العراقيين بالاخر ورفضه كشريك في المواطنة بحجة الاغلبية السياسية او غيرها من الحجج التي تطعم بنكهة سياسية حتى تكون مقبولة من جهة وفي الجهات الاخرى المخفية الضرر الكبير على مصالح الناس الاجتماعية والسياسية أفلا يعد هذا استحمارا سياسيا. أفلا يعد محاولة تشويه الحقائق بتوجيه الاعلام وأبواقه ضد المخلصين والشرفاء من الوطنيي ن وأقصاءهم وتهميشهم ومحاولة اقناع الناس من خلال تنشيط المصلحة الشخصية والتركيز على نقاط الخلاف العقائدية وأثارتها أفلا يعد ذلك استحمارا سياسيا . وهناك الكثير من السلوك الغير المنضبط بقاعدة الصالح العام يمارس يوميا في الساحة السياسية من قبل دولة القانون حفاظا على شعبيتها ومصالحها وفي نهاية الحديث اود ان أذكر ان من يسلك هذا المنهج عليه أعادة النظر وقراءة حساباته مرة أخرى فأن الشعب العراقي واع وقادر على كشف كل الحيل السياسية وأنامله هي التي سترسم مستقبله السياسي والوطني . [email protected]