23 ديسمبر، 2024 1:27 م

دولة القانون وحُمى الانتخابات

دولة القانون وحُمى الانتخابات

في الوقت الذي تتسابق فيه الكتل السياسية الى ارضاء القريب والبعيد من السياسيين حتى يتجنبوا المشادات الكلامية والمزايدات الاعلامية قبل خوض انتخابات مجالس المحافظات نرى ان دولة القانون برئاسة السيد رئيس الوزراء اخذت منحى مختلف تماما بدأت بالتوتر المفاجئ والمبالغ فيه وضمن فترة زمنية قياسية مع كردستان العراق تزامن ذلك  مع حملة اعلامية سلطت الضوء على تجاوزات القادة الاكراد وبالتحديد انتهاكات رئيس اقليم كردستان للدستور العراقي رافق ذلك ارسال الاف الجنود من الجيش العراقي الى حدود الاقليم مما سبب توتراً كاد ان يؤدي الى اشتعال حرب قومية بين حكومة المركز وحكومة الاقليم والحقيقة ان دولة رئيس الوزراء كان محقاً في اغلب اعتراضاته على حكومة الاقليم ان لم نقل كلها ولكن اين كان الاستاذ نوري المالكي طيلة فترة توليه لمنصب رئاسة الوزراء والتي بلغت سبعة سنوات تقريباً عن هذه التجاوزات لحكومة الاقليم والجواب سيكون معلوماً بل وبديهياً لأي مطلع على السياسة العراقية انه وبالنظر لقرب انتخابات مجالس المحافظات ولعدم وجود منجزات حقيقية يتغنى بها المنضوون تحت قبة دولة القانون وتراجع الخدمات بصورة ملفتة للنظر وانتشار المحسوبية والفساد المالي والاداري في دوائر الدولة كان لابد من وجود شيئ يشغل الرأي العام عن هذه الاخفاقات لم يكن هناك شيئ افضل من جعل دولة القانون تحمل راية العروبة ضد طغيان الاكراد وبالتالي لبست دولة القانون ثوب العروبة وتم الترويج لهذا الثوب الجديد في جميع وسائل الاعلام العراقية والعربية وتصاعدت حُمى القومية عند هذا وذاك واستطاعت دولة القانون بالفعل جذب بعض القوى السياسية القومية الى ركابها بل وتحييد اغلب خصومها السياسيين لان الكتل السياسية كانت لاتريد الوقوع في جو الخلافات السياسية مع الاطراف المختلفة سواء في دولة القانون او مع التحالف الكردستاني وفي نفس الوقت تناسى غالبية الشعب العراقي تردي الخدمات الصحية والاجتماعية وانحدارها بشكل مخيف من سيء الى اسوء واصبح كل الحديث سواء في الشارع العراقي او وسائل الاعلام عن جذور الصراع العربي – الكردي وتاريخه ومسبباته وما هي القوى التي تدعم هذا وذاك فنجد من يتحدث عن قانونية موقف رئيس الوزراء ويدافع عنه ونجد من لايدعم هذا الموقف ومع الاخذ بنظر الاعتبار اني لست ضد موقف السيد رئيس الوزراء وكتلته تجاه ازمة اقليم كردستان بحد ذاته ولكن دولة القانون متمثلة برئيسها رفعوا شعار الدستور والقومية العربية لسبب بسيط انهم لايجدون شيئاً يتكلمون عنه حتى يرغبوا الناس في انتخابهم فكان لابد من وجود شيء يلمع صورتهم الباهتة في حرب الانتخابات القادمة كما فعل معاوية ابن ابي سفيان واصحابه في حرب الجمل حينما احسوا ان الهزيمة قريبة منهم رفعوا شعار (ان الحكم الا لله) ورفعوا القرأن على اسنة الرماح  حينها قال الامام علي ابن ابي طالب(عليه السلام) كلمته الشهيرة (كلمة حق يراد بها باطل) .