بلا مقدمات وبلا زخرفة كلامية
عندما قال نبي الرحمة محمد، عليه وآله الصلاة والسلام، (أئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله (ص) ، قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونُسيت الثالثة)
هم قالوا عن محمد خاتم الأنبياء، أنه يهجر، وتركوا توصياته وتجاهلوا كلامه، فكيف بعبد المهدي، الذي وقع إتفاقية نفطية، مع إقليم كردستان، مبنية على الربح المتبادل، وحفظ هيبة البلاد أمام دول العالم، كي يتعاملوا مع وزارة النفط لوحدها كمنتج نفطي في البلد.
حاربوا عبد المهدي وأتهموه بالخيانة مرة، وبالجنون مرة أخرى، وبالتفريط بحقوق الجنوب مرات أكثر .. ولم يلتفتوا الى ما سيحققه عبد المهدي، بهذا الأتفاق.
عبد المهدي وجه ضربة قاضية، لكل منتقديه، جعلهم أضحوكة أمام جمهورهم، أفقدهم حتى أحترامهم لذاتهم، بعد أن أعلن أنه قد وصل بوزارة النفط، لأعلى مستويات أنتاج النفط في تاريخ العراق.
هذا الأنجاز لم يكن نتيجة صدفة، أو (ضربة مغمض)، بل أنه ضربة معلم، عرف كيفية الضحك على جميع من حوله .. فقد أقنع الأكراد بالأتفاق النفطي، وأغلق بوجههم باب الأنفصال، الذي يحلمون به منذ زمن بعيد وربط نفطهم بالنفط العراقي في بقية البلاد . مع أعطاءهم مجال من الأريحية في التصدير، تجعلهم مقتنعين أنهم ربحوا ماديا، بينما أستحصل منهم معنويا أكثر مما أخذوا.
أما منتقديه من دولة القانون، الذين لم يدخروا جهدا لتسفيه الأتفاق، وأبراز كل العيوب، لم يخطر ببالهم أن عبد المهدي، سيصل بالأنتاج النفطي لرقم، جعل حتى الرئيس الامريكي اوباما، يهنيء الحكومة العراقية لتصاعد أنتاج النفط.
عبد المهدي سياسي غريب من نوعه، في العملية السياسية العراقية، فهو (يعارك) منتقدي عمله من خلال أنجازاته ..
دولة القانون قالت، ان عبد المهدي يهجر، كما فعلوا مبغضي محمد وال محمد، مع الرسول، واليوم أثبت عبد المهدي صحة رؤيته، كما ثبت لهم، أن محمد كان يبحث عن خلاص الأمة، مع حفظ المقامات، فلا عبد المهدي كمحمد، ولا دولة القانون كمبغضي محمد، ولكن تتشابه الروايات، فهل يتعضون ؟؟