23 ديسمبر، 2024 5:54 م

 دولة الفخامة ومعاليها      

 دولة الفخامة ومعاليها      

لا إعرف ان كانت حكومة “دولة” الدكتور حيدر العبادي سوف تكتمل مع نشر هذا المقال (اليوم الثلاثاء) بترشيح “معالي” وزيري الدفاع والداخلية. فمنذ ان أصدر “فخامة” رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم كتاب تكليف العبادي لرئاسة الحكومة خلفا لدولة “الحاج” نوري المالكي فقد انشغل الناس بالتغيير. وطوال الايام الماضية انشغلت وسائل الاعلام بمن فيها مواقع التواصل الاجتماعي ببعض ما بدا وكإنه احد مظاهر التغيير وذلك بقيام رئيس الجمهورية بالغاء لقب الفخامة  ورئيس الوزراء بالغاء لقب لدولة, فيما لم نسمع او نقرا ان وزيرا واحدا ممن رددوا القسم او ممن لم يرددوه بعد قد الغى او ينوي الغاء “المعالي” عن سيادته. الفرحون بالغاء الالقاب استندوا في فرحهم هذا الى انه يمكن ان يكون اول الغيث. اما غير الفرحين   فانهم يضعون اكثر من خط  تحت مفردة تغيير في حال اعتبرنا ان مشكلتنا طوال السنوات الاحد عشرة الماضية تكمن في الالقاب لا السلوك والممارسات والسياسات.
واول ما اراه منسجما مع الغاء الالقاب هو تثبيت وزيرين للدفاع والداخلية   فتكتمل الحكومة حتى نردد جميعا “زمّر ابنك ياعجوز” مثلما يقول المثل. فالعراقيون قد يحتاجون وزيرا سنيا للبيئة لان السنة لديهم خبرة بيئوية لايضاهيهم فيها الشيعة   ولا التركمان ولا المسيحيون. والعراقيون قد يحتاجون وزيرا شيعيا للسياحة والاثار لان خبرتهم السياحية والاثارية تفوق بمراحل خبرة الاكراد والكرد الفيليه والصابئة. والعراقيون قد يحتاجون وزيرا مسيحيا للعلوم والتكنولوجيا لان خبرتهم العلمية والتكنولوجية  تفوق خبرة الشبك. ولكن العراقيين عربا وكردا وتركمانا, مسلمين  ومسيحيين, شيعة وسنة, صابئة  وازيديين  يريدون وزيرا عراقيا للدفاع واخر للداخلية لا “فوكاهم ولا جواهم”. من جهتي اتمنى على العبادي الذي رفع الدولة بوصفها لقبا تثبيتها كمؤسسات باتخاذه القرار الاشجع بين قراراته للسنوات الاربع المقبلة وهو ان ياتي بعراقيين كفوئين للداخلية والدفاع من الشارع (من علاوي الحلة او فضوة عرب او النعيرية وكيارة او كسرة اوعطش او تلعفر او طويريج او الخالدية او سنجار او كلار او الحويجة او القرنة ) ويطرحهما امام المشرعين لينالوا الثقة كعراقيين خالصيين لا ممثلين لكتل وطوائف واحزاب واديان ومكونات ومذاهب. عند ذاك نقول ان العبادي تصرف كرجل دولة. فالاكتفاء برفع لقب الدولة الذي يسبق اسمه لن يعفيه من مسؤولية الاخفاق القادم لاسيما ان الرجل ربما مثل سائر ابناء طبقتنا السياسية الحالية يحمل لقبا ازليا غير قابل للازاحة هو “الحجي”. انا لا اعرف في الواقع ان كان الرجل  حاجا ام لا. فاذا كان حاجا فهذه مشكلته وان لم يحج فالله سبحانه وتعالى يقول “من استطاع اليه سبيلا”. اما ان يلغي لقبا مثل الدولة بينما الدولة الحقيقية تعاني ما تعانيه من خلل بنيوي في كل شئ ويثبت على نفسه وعلينا لقب “الحجي” فسوف اكون اول المتظاهرين في ساحتي الفرودس والتحرير لقناعتي الراسخة ان لقب الدولة والفخامة والسعادة والمعالي بل حتى الفوهرر وملك الملوك والغازي والنجاشي ارحم ملايين المرات من لقب … الحجي.