“مات في القرية كلب فاسترحنا من عواه, خلف الملعون جروا فاق بالنبح أباه”.
يزيد صفحة سوداء من تاريخ بني أمية الأسود النتن, المشبع بالدم والقتل والتنكيل, في غفلة من الزمن أصبح هذا العتل الزنيم يتحكم بمصير الأمة, التي أرتضت أن تُأمر عليها أبن ميسون الغنية عن التعريف! وأبن مرجانة, أول مثلبة عن الفاجر يزيد أنه مشكوك بنسبه, فهو كما تتحدث الروايات ليس من صلب معاوية!
تربى خليفة العهر في البادية, وسرعان ما أحاط نفسه بمن تبقى من الدولة البيزنطية الذين تخلفوا عن ركب الإسلام آنذاك, فأتخذ الغلمان, وكان يجاهر بالمعصية, وشرب الخمر, واللعب مع القرود, نديمه قرد يعرف بأبي قيس, وأنيسه كاس خمر, وهو بين هذا وذاك بهيمة من بهائم الشيطان.
هو أول من البس الكلاب الحلي, وجعل لكل خلب خادما يخدمه, أشتهر بزنا المحارم ويشهد بذلك زمرة البلاط الأموي, حتى أن معاوية عندما أراد أن ينصبه من بعده بادره زياد أبن أبيه بالقول ” كيف تفعل ذلك ويزيد معروف بشرب الخمر, واللعب مع القرود, والسير على الدفوف”؟, فشهد شاهد من أهلها.
الذهبي هو الآخر وصف أمير الفاسقين في كتابه, “كان يزيد فاجرا فاسقاً متهتكا متعطشاً لسفك الدماء”.
أما سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام ) فقد اختصر سلوك يزيد, بتلك العبارة الخالدة, عندما قال “يزيد شارب الخمر قاتل النفس المحترمة, ومثلي لا يبايع مثله”.
مسخ بهذا المستوى من الفسق والفجور, طلع خبيث من شجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض, مالها من قرار, عاث بالأرض فسادا في فترة حكمه, التي دامت ثلاث سنوات وستة أشهر, في كل عام من تلك الأعوام يقدم على أرتكاب جريمة, تقشعر لها الأبدان.
في السنة الأولى قتل سبط النبي الأكرم, وآل بيته (عليهم الصلاة والسلام), وسبى النساء و الأطفال.
في السنة الثانية أباح مدينة خاتم الرسل (صلى الله عليه وعلى آله وسلم), فقتل 700 من المهاجرين والأنصار, ولم يبق بدري بعد ذلك, وقتل عشرة الاف من الموالي وأباح النساء لجيشه, فهتكوا الأعراض وأنتهكوا الحرمات, وفي السنة الثالثة قصف الكعبة المشرفة بالمنجنيق, بعد ذلك قصف الخالق عمره سريعا, فهلك الى جهنم وساءت مرتفقا.
لم يُقدم بنو أمية للتاريخ سوى العفن, ولم يقدموا للإسلام سوى المؤامرات, والدسائس يدفعهم لذلك الحقد الأعمى على خاتم الانبياء, فكانوا أنيابا غُرست في كبد النبوة,
ورغم ذلك كله يلقبهم أتباع الشيطان بخلفاء المسلمين, ولا عجب في ذلك فشبيه الشيء منجذب اليه.
وجد الفيروس الأموي حواضن في بعض النفوس الضحلة, وبدأ المرض الأموي وهو بغض آل بيت النبوة ينتشر, في تلك المستنقعات الأسنة, فأنتجت عقول سلفية رجعية تحمل نفس المضمون القذر, بمسميات مختلفة, القاعدة النصرة ,وداعش وغيرها من تلك الكيانات الهزيلة المتهالكة, وبدا معها حلم البحث عن حدود, ومواطن لتلك الأوبئة.
لم يتعظ شذاذ الأفاق من مصير يزيد الفاسق, ودولة بني أمية, فراحوا ينبحون كما فعل أسلافهم, فسقطوا في مستنقع الرذيلة, وأغترفوا من برك بني أمية الآسنة, وواقع حال تلك الجماعات يفصح عن لسانها.
داعش دولة الزناة, تبحث عن حدود في الشام والعراق, فكان رد غيارى العراق سريعا, رؤوس تُحصد, وحلم يتبدد, وجرذان تبحث عن مأوى, وجيف نتنة تملأ الأرجاء, فكما نفق أميرهم يزيد, سينفق أتباعه, فيستريح الناس من نباح الكلب, وعواء الجراء, وأن غدا لناظره قريب.