9 أبريل، 2024 3:32 ص
Search
Close this search box.

دولة الرئيس

Facebook
Twitter
LinkedIn

حتى قبل ان تظهر النتائج النهائية للانتخابات يبدو انك الرقم واحد فيها ، ويبدو ايضا انها لم تأت لك باغلبية مريحة ، وتعلم ، اكثر منا ، حجم الاعاقة الذي واجهته من الخصوم وحتى الشركاء ، ولابد ان نصارحك ان من صوت لك ليس بالضرورة راضيا تماما بك ، بل كثير منهم ناقمين على من طرح نفسه بديلا عنك ، فانت تعلم ان الناخب الشيعي ، البسيط ، وضع نفسه امام خيارات ثلاث ، رغم ان لااحد منعه او اوحى له ولو ضمنا بعدم اختيار خيار رابع ، حتى المرجعية الدينية لم تصدر منها اي اشارة تؤكد ان على الناس الاختيار بينكم ، انتم الثلاثة ، ولو امتلك الناخب وعيا اكبر وعلم بوجود بدائل اخرى لكان الامر مختلفا تماما ، ولابد انك تعلم ان الحصول على ولاية ثالثة امر ممكن جدا مع شركاء وخصوم من نوع شركائك وخصومك ،لان دينهم الدينار وقبلتهم المنصب وربهم الانا وبعدي الطوفان ، مثلهم كمثل جماعتك المقربين ، ولكنهم اذا كانوا قد وضعوا العصى في عجلة قاطرتك بالامس فانهم هذه المرة سيحطمون السكة ، سياخذون المال والمناصب ولن يرضوا عنك حتى لو انطبقت السماء على الارض ، وان نجحوا في تكرار تجربة مجالس المحافظات ، مثلما حدث في بغداد وديالى فسنخسر نحن ، وتخسر انت ، ولاني اصدق انك غير راغب بالسلطة لا مثلما يصورون واعتقد انك تمتلك من الوطنية والقوة والشجاعة والحرص على هذا الوطن مايكفي لتقوم بتضحية عظيمة تسحب فيها البساط من تحت ارجل الجميع وتضع العراق على السكة الصحيحة ، بأن تقوم بترشيح احد شخصين لرئاسة الوزراء ، اعتقد انهما سيكونا موضع ترحيب من الجميع ، في الداخل والخارج ، الاول مهدي الحافظ والثاني جاسم الحلفي ، فهؤلاء لا كمثل خصومك والشركاء ، لن يعنيهما المال والسلطة والثروة ، ولن يرغبا بانتقام او تصفية حسابات ولن ياخذا العراق الى نزعات متطرفة او ضيقة او تابعة او يتحكم به الجهلة ، لن ينظر السني لهم على انهم شيعة ولن ينظر لهم الكردي على انهم عرب ولن ينظر لهم المسيحي على انهم مسلمين ، دول الجوار التي فعلت الافاعيل امام اي فرصة قد تنجح بها سوف يتغير موقفها امام مثل هذه الاسماء ، وستكون بطلا وطنيا شجاعا استطاع ان يجد حلا لمعضلة تجاوزت العقد من عمر هذا الشعب المبتلى بالمحن ،  . وانت بهذا تتخلص من وزر اثقل كاهلك ، يوم وضعت نفسك في كيس مغلق مع مجموعة من القطط ،  هؤلاء الذين يعتاشون على غرز مخالبهم في جسدك  ،

وايضا هي رسالة توبيخ قوية لكل المقربين من حولك ، الذين شوهوا صورتك اكثر مما فعل خصومك ، وكمثال واحد فقط يكفي ان اذكرك ، انك الوحيد في العراق الذي لايعلم سبب عدم كفاءة الجيش والاجهزة الامنية ، والسبب الذي نعرفه جميعا ، عداك طبعا ، ان اغلب القادة والامرين لا يستلم منصبه الا اذا دفع ، اظن تعرف معنى دفع ، وهو بالتالي رجل اشترى منصبا يريد به استعادة امواله وفوقها الارباح ، لذا تجد المنتسب ، وهو يرى ذلك امام عينه ، قليل الايمان بقضيته وواجبه الوطني ، الذين من حولك ، حولوا الجيش الى مؤسسة استثمارية ، فلا تنتظر من هذا الجيش او الشرطة اي نصر في مقارعة الارهاب ، طبعا اؤكد عدم علمك ، لان لو كان لك يد في هذا لما تورعت الدوري ولاالساعدي او الملا عن اتهامك ،  لكنهم لم يشككوا بنزاهتك وظني انك كذلك ، وكلي ثقة بوطنيتك وحرصك على وحدة العراق ارضا وشعبا ، لذا ادعوك دولة الرئيس لتبني هذا المقترح الذي اذا تم سيكون العراق فعلا على اعتاب عصر جديد ،وبدورك في مجلس النواب وبشيء من الجهد لانجاز بعض التشريعات والغاء بعض القوانين وتقليص لرواتب النواب وامتيازاتهم ومخصصاتهم ، وبدعمكم لحكومة يتبنى ، وحده ،  تشكيلها رئيس الوزراء المقترح ويتحمل مسؤوليتها ، وسعي مستقبلي لتعديل نظام الحكم الى رئاسي ينتخب فيه الرئيس بالاقتراع المباشر ، يضمن لك الحق في الترشح في قادم السنوات يتيح لك حرية العمل وخدمة الوطن وفق اسس ومعايير وطنية بعيدا عن نظام المحاصصة الذي جلب الويلات للبلاد ، واعلم دولة الرئيس ، كلما زادت اعداد المصوتين لك في هذه الانتخابات ، وظني انها سوف تزيد بكثير عن سابقتها ، زادت الحاجة لتضحية من نوع التي اطلبها منك ، واذكرك ان عبد الكريم قاسم رفض ان يسلم الناس سلاحا عندما جاءت الحشود لدعمه ضد الانقلابيين في شباط الاسود ، واقصد من هذا تضحية الرجل بنفسه حفاظا على ارواح شعبه ، فحافظ على ارواحنا ، لقد امتلأت الارض دما ، وثق لن يدعوك تنجح ، ليس للسعودية وقطر غير المال تخسره وعندهم منه الكثير ، وليس لايران اقدس من مصالحها الوطنية والمذهب ليس من اولوياتها ، وتركيا تمتلك الكثير من الاوراق تستطيع ان تؤذينا بابسطها ، فاحزم امرك وتوكل على الله واستبقهم واختر واحدا ممن ذكرتهم ، قبل ان يجتمعوا تحت سقيفة فيولوا ما لانرضى ولا ترضى .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب