لا ادري من أين أبدا وعن أي هم اكتب عنه في زمن كثرت فيه الهموم والمصائب وعمت فيه الشكوى والبلوى وتكالبت فيه قوى الشر وأصبحت الفوضى السمة الأبرز في الحياة العامة العراقية , وظهور الفتن والطائفية السياسية والدينية والعشائرية والقبلية وغياب الاستقرار واختلال موازين الأخلاق وانخفاض الذوق العام وسط هذا المحيط المؤلم هذه الأيام , بدأت الشخصيات السياسية والأحزاب والائتلافات والكيانات السياسية بطرح أفكارها وبرامجها بهدف جذب اكبر عدد ممكن من الناخبين إلى صفها والتصويت لصالحها قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة والتي تنطلق في الثلاثين من نيسان المقبل بالتالي كله أمر اعتيادي يجري في معظم الدول المتقدمة , لكن المثير للشفقة هنا في العراق هو تباكي معظم المرشحين على أمور هي أول من يعلم جيدا بأنها صعبة التحقيق في هذا الزمن الأغبر , وإذا نظرنا نظره سريعة وخاطفة تظهر لنا نقطة جديدة وحديثة من خلال الندوات والحوارات والتصريحات الصحفية والتلفزيونية هي الاتهامات المتبادلة والهجوم على الأخر من اجل إقصائه وتهميشه وهذا ما حدث ويحدث الان على الساحة السياسية العراقية بعد إقصاء عدد كبير من الكيانات والأحزاب والشخصيات السياسية , أن المشهد السياسي الديمقراطي العراقي هو مشهد قاسي بالفعل بل هو عنيف في تجلياته لان المواطن العراقي اليوم يصاب اليوم بالحيرة وهو يري سياسيين امضوا جل حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون على أن يلعبوا لعبة البوكر السياسية فيضعون جميع أوراقهم مستندين الى عامل الحظ أن يحقق لهم الضربة الكبرى كما حدث لسياسيي المرحلة الماضية خلال الانتخابات البرلمانية للأعوام الاولى – الثانية , في حين وافقوا على الدخول في كيانات وائتلافات لم يرغبوا في دخولها ونظر بعضهم الأخر بان هذا الفلم الوثائقي قد يكون الطريق إلى فيلم روائي طويل في وقت يعرف فيه بعضهم الأخر كل من يدرك ألف باء السياسة أن شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمرفي عرض سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل أن تتحول إلى مرحلة الأفلام الروائية الطويلة , بقيادة دولة رئيس الوزراء العراقي نوري باشا المالكي الذي يطمح بولاية ثالثة , كون السيد المالكي لا شريك سياسي له , هكذا حالنا نحن العراقيون شعب يعيش في وطن بلا قلب , هنا لا أريد أن أثير أو أستفز مشاعر أحد ، فباستثناء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، تلاعبت المصالح والأغراض الشخصية والسياسية والحكّام والحكماء الجدد والثورات والنكبات والحروب والقوي المعادية في تزوير وتشويه صورة وحقيقة تاريخ أمتنا العراقية المجيدة , والعراقيون يُصدقون بأكاذيب غيرهم بينما لا يصدقهم أحد ، ويتندرون بكوارثهم ويتمتعون ويتلذذون بالمعارك التي جرت بينهم ، بدءاً من حرب العراقية – الإيرانية , ووصولاً إلى الحرب العراقية – الكويتية , ومما يندي له الجبين والسخرية والندم إن الوطنيين العراقيين الأصليين في بلدي بلدي الرشيد اليوم لا يمكن أن يدخلون قبة البرلمان العراقي ما دام هنالك احتلال مزدوج إيراني , أمريكي بغيض ,