لسنا بصدد استعراض العلاقات التاريخية العربية الكردية داخل العراق وما شاب أجواءها من توتر لما فعله الدعم السوفيتي … لوجود علاقات تاريخية متميزة للقيادات الكردية بالكرملين آنذاك … وبعدها مرحلة الإمدادات العسكرية واللوجستية التي قدمتها طهران الشاه للحركة الكردية في شمال العراق للمطالبة بحقوقها المدنية ولكن بشرط ان يكون الأكراد تحت خيمة بغداد دون التغريد خارج السرب فيما رسمته الدولتين الاقليميتين تركيا وإيران بعدم السماح لانفصال الأكراد وتأسيس دولة كردية لان ذلك ينعكس سلبا لوجود أكراد في البلدين يجعلان من ذلك الانفصال مطلبا قوميا يحتذى به والكفاح من اجله بلا هوادة في تلك الدولتين الجارتين … حقاً انها معادلة صعبة ليس لها هدف غير أضعاف بغداد .. ولكن ليس للأكراد من بد غير المجابهة لضراوة السلطة في بغداد وبطشها بالقيادات الكردية وبالشعب العراقي عامة .
دولة الرئيس بارزاني … حينما كان القتال بأشد ضراوته بين الجيش العراقي والمقاتلين الأشداء من الحركة الكردية في جبال العراق وحينما احس القائد الكردي الملا مصطفى البارزاني (رحمه الله) ان هناك اتفاق يجري خلف الكواليس للأعداد لاتفاقية الجزائر المشؤومة عام ١٩٧٥أرسل بطلب لأحد الضباط الأسرى في سجن قلعة كلالة وقابل النقيب الأسير يعقوب السيد كريم اليعقوبي وسلمه رسالة معنونة الى صدام حسين فحواها لا تفرط باي شبر من العراق وخصوصا شط العرب وتعقد اتفاقا مع طهران قد تندم عليه … وانا الملا مصطفى البارزاني أتعهد ان ألقي وفصائل المقاومة السلاح بشرط الاحتكام للقواعد الدستورية والقانونية في الحياة المدنية وإرساء دعائم الحكم الذاتي للشعب الكردي … هكذا اخبرني صديق العمر يعقوب اليعقوبي الذي كان محتجزا أسيرا في كلالة لدى فصائل المقاومة الكردية والذي أوصله الأكراد الى المناطق القريبة من كركوك وتم إخلاء سبيله للوصول الى مقر الفرقة الرابعة في كركوك آنذاك وقد استقبله ضباط الفرقة وقائدها وتم إرساله مع رسالة الملا مصطفى البارزاني الى مديرية الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع ولدى وصوله جاء صدام حسين لمقر مديرية الاستخبارات واستلم الرسالة وبعدها طلب بتصفيته ولولا تدخل مدير الاستخبارات العسكرية العام حينها معللا لصدام حسين ان النقيب يعقوب قد عرف بوصوله كافة ضباط الفرقة الرابعة ومقر وزارة الدفاع وعائلته وتصفيته تخلق المتاعب وتثير التسائلات ولكن ساطلق سراحه بتعهدات صارمة لعدم إفشاء سر المقابلة ورسالة الملا مصطفى البارزاني … هذا ما نقله لي صديقي وأخي أبا احمد رحمه الله..
أعود إليك دولة الرئيس بارزاني ان ما يمر به العراق من مرحلة مفصلية تمس سيادته وأرضه وحقوله النفطية وشط العرب في ظرف حرج غير متكافئ وان سلطة الحكومة في بغداد المعروفة بتبعيتها لطهران غير قادرة على حماية مصالح العراق.. عليك ان تستنهض روح العراقي الفذ الملا مصطفى البارزاني وتعلن بعراقيتك الأصيلة… ان الوقت غير مناسب لترسيم الحدود لانها تفريط واضح المعالم بأراضي العراق ومصالحه الكبرى … وأعيد الاستغاثة بك دولة الرئيس مسعود البارزاني كن كأبيك عراقيا اولا…! اللهم اشهد أني قد بلغت…
[email protected]