23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

دولة الرئيس ..قدّملي برهانك !

دولة الرئيس ..قدّملي برهانك !

لاأدري إن كان السيد عادل عبد المهدي يحب المزاح الى الدرجة التي يطالب فيها المواطن بتقديم الأدلة على وجود الفساد في البلاد ، ويبدو إنها مزحة ثقيلة على القلب والعقل معاً حين يهدد جنابه بسوق من يتهم مسؤولا بالفساد الى سوح القضاء إن لم يقدم برهاناً على كلامه !
وهكذا تنتج لنا لجنته ، لجنة محاربة الفساد ، تقليعة جديدة لحماية الفاسدين ، وترمي الكرة في ساحة المواطن الذي عليه الآن أن يكون بديلاً عن كل لجان محاربة الفساد العاطلة عن العمل !
ولم يسأل جنابه النائبة السابقة حنان الفتلاوي عن دليلها الذي مابعده دليل ، حين قالت ” لقد اخذنا العمولات وتقاسمنا الكعكة ” ولم تكمل دليها بالقول ممن أخذوا العمولات ولماذا ومقابل أي صفقة فساد ..!
كما لم يسأل جنابه النائب السابق مشعان الجبوري وهو يصرخ من على شاشات الفضائيات ” كلّنا حرامية ” ، من هم حراميّة هذا الزمن ، الذي يبدو ان السيد عبد المهدي مازال يبحث عنهم ولكن بعد ان يسوقنا نحن الى القضاء لأننا نهذر بما لانعرف بافتقادنا الى الدليل !
سنصمت دولة الرئيس ولكن من حقنا ان نسألك سؤالاً بريئاً براءة الطفال ، عن أي من ملفات الفساد الكبيرة “تحارش” بها جنابه وهي مكتملة الدلائل والادلة والاشخاص والتواريخ والمبالغ والاعترافات ؟
مزحة ثقيلة من الطراز العراقي المميز ، يواجهنا بها عبد المهدي لنفك دلالاتها الكارثية على إيقاع تهديداته المبطنة ..!
سنسأله : هل تعني جنابك أن لانتحدث عن صفقات السلاح التي أزكمت رائحتها الإنوف لاننا كمواطنين طيبين لانملك دليلاً ؟ ومن أين ناتيك بدليل عن صفقات حدثت وتحدث خارج البلاد وفي الغرف السوداء السرّية والحسابات المحميّة في البنوك ؟
سنسأله : هل تعني جنابك إن علينا أن نصمت لأننا لانملك دليلاً على فساد المستشفيات التي بنيت على الورق ؟
الأسئلة كثيرة لكن أكثرها غرابة هو :
هل هذا منطقي ؟
أي أن يقوم المواطن بمهمة هي من صلب مهام الحكومة والبرلمان دستورياً وشرعياً كما يحلو للفاسدين أن يقولوا وتكليفا شرعياً !!!
فاجأنا عبد المهدي كما فعل غيره من قبله بأنه لايصلح للمهمة التي أوكلت اليه ، قال المالكي “كلّنا فشلنا ” بتصريح واضح في لقاء متلفز ..وفشل العبادي في الضرب بيد من حديد على حيتان الفساد ..وها هو السيد عبد المهدي لايتخلى فقط عن أهم فقرة في برنامجه الحكومي بمحاربة الفساد ، وإنما وعن سابق عمد وتصميم ، يعلن على الملأ قراره المبطن بحماية الفاسدين من أي كشف يقوم به المواطن ، الذي عليه أن يعمل كوكالة أمنية بديلاً عن هيئة النزاهة والرقابة المالية ولجنة محاربة الفساد ، كي يقدم الدليل للسيد عبد المهدي..الدليل الذي يكشف له فساد الأبنية المدرسية والمنافذ الحدودية وجولات التراخيص وأجهزة كشف المتفجرات..الخ !!
ماذا نعدد للسيد حفظه الله ورعاه كي يفتح ملفاً واحداً على مصاريعه ، وكمواطن عاجز عن تقديم دليل للسيد عادل ، لكني أتحداه أن يكشف بشفافية عن أحد ملفات الفساد الخطيرة والكبيرة في البلاد ، وعليه أن يقبل التحدي بدل جلوسه على كرسي متغيروهو يصدح ، بأغنية الراحل محمد القبنجي، للجمهور العراقي :
“قدّملي برهانك ” !!