19 ديسمبر، 2024 3:19 ص

دولة الرئيس علي الاديب و الدرك الاسفل من الثأر….!

دولة الرئيس علي الاديب و الدرك الاسفل من الثأر….!

لن استطيع ان اكتب رسالة هذه المرة , هكذا حدثت نفسي حين اردت الكتابة عن معالي السيد وزير التعليم العالي (العراقي) على الاديب (علي زندي سابقا) , اذ كيف لي ان اخاطب احد رعايا دولة ثانية دون ان تمر رسالتي بالمسار والروتين الدبلوماسي الرسمي المتبع في مخاطبة رعايا الدول الاجنبية عبر وزارة الخارجية العراقية والسيد هوشيار زيباري وصولا الى وزارة الخارجية الايرانية ثم الى الجنرال قاسم سليماني حسب الاختصاص بصفته ولي هذا الامر , حتى وان كانت الدولة الاخرى دولة شقيقة مثل الاخت ايران المحروسة , بل حتى وان كان الشخص المعني بالرسالة يحمل الجنسية العراقية المغصوبة الممنوحة له زورا وبهتانا وقهرا كالسيد علي الاديب (زندي سابقا ) مع اكثر من مليون ونصف ايراني دخلوا الى العراق بعد الاحتلال واستطاعوا بمعونة السياسيين العملاء الذين تصادف انهم استلموا حكم البلد ان يحصلوا على الجنسية العراقية وشهادة الجنسية وجواز السفر والبطاقة التموينية ,ويكون لهم حق التصويت والتزوير والتعيين في اهم المراكز الادارية واحتلال اكبر المراتب السياسية تحت عنوان مناضلين في حزب الدعوة ( غير العميل طبعا ) وفي دولة القانون بخدمة جهادية طويلة سابقة تحتسب مضاعفة لاغراض التقاعد !!!! , اعتقد ان الجنسية العراقية وشهادة الجنسية وجواز السفر لم تعد هوية وطنية صالحة للدلالة على صحة الانتماء الى هذا الوطن ( طبعا سيقال عني الان بعثي صدامي شوفيني قومجي … الخ ) وانا لست واحدا من كل هذه الصفات بالطبع , ليس تنصلا ولاانكارا ولكنها الحقيقة المحضة ليس الا , ثم انني عميل ايراني كما وصفني السيد صالح المطلك , وبهذا الوصف لا اصلح ان اكون بعثيا وصداميا وقوميا شوفينيا في الوقت ذاته , ( سيقوم البعض الان باقتطاع هذه الجملة الاخيرة وينشرونها على مواقع ومدونات كثيرة بمانشيت عريض : سعد الاوسي يعترف انه عميل ايراني ) لاحول ولاقوة الا بالله يبدو ان الكتابة هذه الايام وفي ظل الاجواء المسمومة المشحونة التي نعيش تشبه المشي في حقل الغام قد ينفجر فيك في اية لحظة , ولكن ما العمل وانا لا املك سوى قلم وكلمة للدفاع عن كل ماتربيت عليه من مبادئ ومقدسات واولها الوطن بكل ما به من حرمات دينية وقومية وثقافية وتاريخية وحضارية, ما العمل وانا ارى كل ذلك مهددا بموجة صاخبة تاتي من وراء الحدود تحمل معها ارث حقد قديم عمره الف واربعمائة سنة وحاضر كراهية متجدد وثأرا عمره ثلاثين سنة وكلها غارق بدماء كثيرة وحزازة صراع قومي لم يفلح الدين في اعلى اشراقاته السمحاء ان يؤاخي او يوائم امّتيه العربية والفارسية , لقد مرت على الوطن سنين عشر ثقيل وقعها جسيم ثمنها لم يدع لنا اخوتنا الايرانيون في الدين والجوار باب دم وثأر وانتقام الا فتحوه واشتفوا منه وجزّوا ضروعه حتى تمزقت , وليتهم شبعوا وارتووا , فقد ارادوا لهذا الوطن المتهم بعدائهم منذ مئات السنين ان يصبح تحت حكمهم وبامر كلمتهم تابعا ذليلا خانعا يقف ويقعي وينبطح كما يشاء جنرال خبيث منهم اسمه قاسم سليماني , العراق كل العراق فاتحة الدنيا وبدء حضاراتها يحكمه جنرال ايراني !!! ياللهول على حد قول الممثل يوسف وهبي , لقد تطاول واستمرأ هذا السليماني حين قرر يوما ان يكون حاكم العراق احد تابعيه الصغار فاختار نوري المالكي واصر عليه وحمى وجوده بكل ماله من سطوة وقوة ومال وعلاقات , ثم ما لبث ان سأم من فكرة العميل فاراد هذه المرة ان يضع احد ابناء جلدته على راس حكم العراق لذلك قرر ان يطيح بنوري المالكي بعيدا لياتي بالمواطن الايراني الشريف علي الاديب علي زندي سابقا رئيسا لوزراء العراق, لهذا السبب وجدت من العبث بمكان ان اكتب لهذا الزندي رسالة مباشرة وقررت ان اسطّر مقالة اضع فيها جرح القلب ودموعه على

وطني الذي هان فأهين من كل دني مجهول الاصل والنسب لايعرف ان يعد ثلاثة من اسماء اسلافه اوان يذكر ملامح اصله من فصله , ونحن امة تعير ذلك اهتماما كبيرا لاننا نؤمن بان العرق دسّاس , دسّاس جدا , اعتذر عن هذه المقدمة الطويلة وهاهو ذا مقالي الجريح النازف الذي لم تفلح كلماته النادبات ان تصف وجع القلب كما ينبغي له الوصف .

دولة الرئيس علي الاديب و الدرك الاسفل من الثأر

لم اصدق حين قيل لي ان علي الاديب وزير التعليم الحالي قد يكون احد المرشحين المحتملين بقوة لمنصب رئيس وزراء العراق , ولم اتخيل ان تبلغ الجرأة والاستمراء والاستهانة بنا كشعب لدى الجنرال الايراني قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى هذا الحد , يبدو انني واحد من آخر من لم يعرفوا ان العراق اضحى محمية او مستعمرة ايرانية بامتياز قاطع ودون ادنى شك , وان مقدراتنا كوطن تخضع لسلطات الانتداب الايراني , علي الاديب (زندي سابقا) مواطن ايراني مسجل في جميع سجلات النفوس والجنسية الايرانية ويحمل جواز سفر يؤكد ذلك ايضا , وهو لايخفي ولاينكر اصله لانه يعرف اننا في العراق نقول ان الذي ينكر اصله نغل ,والنغل ابن الحرام كما تعلمون والسيد علي زندي ابن حلال بلا ادنى ريب لذلك فهو لايتنصل من اصله وفصله وجذره وفرعه وهويته واسمه فهو زندي ابن زندي ابن 16 زندي , فارسي الوجه واليد واللسان والقلب والهوى والولاء والانتماء , وقد حملته الينا رياح خماسين الاحتلال الامريكي مع ماحملت من وضر وركام ومصائب وبلايا والقته فوق رأس جراحنا ومعاناتنا ليسهم بنضاله السياسي وتاريخه الجهادي وحنكته الفكرية في خرابات اكثر ومآس أشد وفوضى حالقة ماحقة على رأي رفيقه الفيلسوف نوري المالكي متعنا الله بعلمه وادام ظله , وحين ندور باحثين عن سبب هذه العفونة القاتمة التي ملأت حياتنا نجد ان امثال هذا الزندي الساقط علينا من مؤخرة الايام مع ركب حملة الحجاج ابراهيم الجعفري ونوري المالكي وصلاح عبد الرزاق وحسين الشهرستاني (المو ايراني طبعا ) وغيرهم من قائمة الدعوجية الافذاذ, لابد ان يكونوا مصدرا مؤكدا لها , وكلهم مناضل كبير يحمل على كتفه ارث تضحيات حزب الدعوة المتوّج بدماء عشرات الاف الشهداء كما يقولون دائما , ثم يفخرون في وقت آخر ان تعدادهم كحزب دوّخ البعثيين وصدام حسين لم يزد على 600 عضوا , اما كيف انقسموا وتكاثروا في ارقام وقوائم مؤسسة الشهداء الجدد فعلم ذلك عند الحاج حسن السنيد رئيس الامن والدفاع في البرلمان الذي حيرني في طريقة صبغ شاربه الاسود المتقاطع مع لحيته البيضاء ( شنو رصيف خو مو رصيف واشلون دبرها ما ادري وشلون خلوه رئيس لجنة امن ودفاع وهو سلاح سز هم ما ادري ) , لقد داس الجنرال قاسم سليماني بقدميه على قلوب ومشاعر ملايين العراقيين من المقاتلين والشهداء الذين خاضوا حرب شرف وكرامة ضد الجارة الوديعة ايران حين قرر وضع السيد علي الاديب ( زندي سابقا ) على كرسي وزارة التعليم العالي في تحد سافر وشهوة مسعورة لانتقام وثأر مرير من الكبرياء العراقي وروح النصرالوطنية المطرّزة بالاف قصص البطولة والمجد على مدى ثماني سنوات ضد من استهدف الارض والهوية والروح والوجود , واعتقد جازما ان ذات الشعور المرير كان حاضرا بقوة حين قرر اصحاب القرار في ايران ان يتمادوا اكثر في العبث بكرامة العراق فقرروا ان يبلغوا دركهم الاسفل من الثار حين شاؤا لهذا الزندي الملقب حديثا بالاديب ان يكون على قائمة المرشحين لرئاسة اعلى المناصب السيادية في العراق , ويبدو ان الجنرال سليماني رغم كل سيطرته وسطوته الواضحة على شوارب كل الحاكمين الجدد في بغداد لم يكن يجرؤ ان يفصح عن حلمه الاعمى في تولية ايراني فارسي كرسي حكم العراق الا بعد ان يجس النبض العام ويطلق بالون اختباره الاول فوق رؤوسنا بان يجعله وزيرا ثم ينظر وينتظر ماذا يمكن ان نفعل ضد ذلك من رفض واعتراض على هذه الاهانة ,وقد خيبنا ظنه جدا حيث لم ير منا الا الصمت الرهيب , لم يتخيل سليماني ابدا اننا بهذا الاذعان وهذا الخنوع والسلبية واننا بلاحول ولاقوة ولاحتى رأي , وان الحاجة والفاقة قد اعمتنا وان الظلم والقهر الطويل قد قطع دابر كرامتنا وان رؤوسنا المحنية قد شلتها الدمغات المتتابعة فلم نعد نهش او ننش , وان حاكمينا المجرمين قد بلغوا الى هذا القدر المخيف من الصفاقة والسفالة والطمع حد ان يستطيعوا النظر الى عورة الوطن عارية مكشوفة لمثل هذا الدخيل الحاقد يعبث مايشاء دون ان يتحرك فيهم عرق نخوة او تنبض فيهم نأمة رفض , اية دياثة هذه ايها الملعونون في كل كتب الارض والسماء وبكل نواميس الاديان الربانية والاخلاقية , حتى السياسة التي قال عنها فلاسفتها ومفكروها انها لغة الممكن والدبلوماسية والمراوغة واللعب بالسي ورق ( الثلاث ورقات ) لم تكن لترضى بهذا القدر من السقوط وهذا الوجه السافل السافر من الاذلال والاستسلام .

جنرال ايراني واحد يتلاعب في مقدرات مصير وطن عظيم طالما اذل رجاله الابطال على مدى ثماني سنوات امثاله الكثير من الجنرالات الايرانيين , وعفروا وجوههم بتراب الموت والاسر والهزيمة والعار , يبدو ان هذا المخبول المهووس بسعار الانتقام والثأر منّا قد رفع سقف امانيه واحلامه ليطمع بان يصنع رئيسا للعراق بيديه ويختاره زنديا ايرانيا هذه المرة , ويبدو ايضا ان قصة الجاسوس الصهيوني ايلي كوهين الذي اوصله الموساد الاسرائيلي الى ارفع المناصب القيادية في سوريا يوما ما بل مرشحا لرئاستها لولا ان افتضح في مصادفة غريبة وكان مصيره الاعدام شنقا رغم المحاولات الاسرائيلية العالمية المستميتة لانقاذه وفدائه , قد اعجبته ويريد تنفيذها في العراق مع تغيير في نهايتها الدراماتيكية القاسية حين سيُنجح كوهينه في الوصول الى الرئاسة والحكم .

هل ستصمتون هذه المرة ايضا ايها العراقيون , هل ستقبلون ان يحكمكم ايراني عدو ويملك مصائركم بيديه الحاقدتين , هل سترضخون الى صوت السم الطائفي الذي يروج ان الايراني الشيعي خير من العربي السني حتى وان كان ابن الوطن والقومية واللغة والتاريخ المشترك , صحيح ان لافضل لعربي على اعجمي كما قال نبينا العظيم محمد ص , ولكن لاحكم لاعجمي على عربي ابدا وانظروا الى التاريخ يشهد , فكيف يريد ان يحكمني مثل هذا في وطني وبيتي واهلي , لايمكن ان يكون ما نمرّ به حقيقة ابدا , ولايمكن ان يكون كابوسا ايضا , فحتى الكوابيس لها حدود وهي مهما تغولت وارعبت تبقى ارحم من كل هذا الذي يجري علينا , ايها العراقيون ان لم ترفضوا لاجل الوطن فارفضوا من اجل احسابكم وانسابكم وعودوا اليها تجدوا فيها ملاذا , انتم تاج الامة ومشارق تاريخها ومهد حواضرها وسيوف كرامتها الباترات .

–: عمي يا احساب ياانساب !! , قبل ايام شاهدت على اليوتيوب دام ظله بعضا من شيوخ عشائر العراق (شيوخ مابعد 2003) وهم يجلسون امام معالي الوزير علي الاديب (زندي سابقا) ليضعوا في رقبته امانة مطالبهم بالموافقة على تشكيل مجلس صغير يضمهم ليقدم احيانا بعض الاستشارات التي قد تفيد الحكومة , وكان معالي الوزير يستمع لهم وهو يضع رجلا على اخرى ويزدري في نفسه هذه الاصوات الذليلة المحمومة برغبات وشهوات ادنى انواع السلطة , باسطا جناحي غروره وانتصاره وتشفيه بصغار وعمى ما يرى من هؤلاء بينما كان طيف المتنبي المسكين يرفرف مذبوحا في ارجاء المضيف الواهن بهؤلاء الشيوخ –هدّ الله اركانه وقصف اعمارهم _ وهو ينتحب وينثر رمال الكرامة العربية على راسه ويقول :

وانما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكها عجم

لا ادب عندهم ولاحسب ولاعهود عندهم ولا ذمم

* تذكروا ايها العراقيون : ولاعهود عندهم ولاذمم , ولاعهود عندهم ولاذمم , وعاد ظلت بكيفكم وبديكم , اودعانكم ( يابه )……!!

* رئيس تحرير صحيفة الشاهد المستقل

أحدث المقالات

أحدث المقالات