19 ديسمبر، 2024 9:50 ص

دولة الرئيس … احفظ كرامة الانسان في (افاق) قبل حفظها لباقي العراقيين

دولة الرئيس … احفظ كرامة الانسان في (افاق) قبل حفظها لباقي العراقيين

عندما يتقدم صحفيا كبيرا مثل محمود المفرجي بشهادة حول ما يجري من انتهاكات واهانات للصحفيين يمارسها المدير العام لقناة افاق الفضائية  التابعة لحزب الدعوة الاسلامية الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي بحق العاملين في القناة لا يجب ان يمر مرور الكرام ، فحتى لو كان المالكي واعضاء حزبه لا يعلمون بهذه الانتهاكات فهي محسوبة عليهم ويدانون بها .
من المعروف ان الزميل المفرجي عمل في وسائل اعلام كبيرة وهو صاحب انجازات ويُعدّ من الصحفيين ليس المتميزين فحسب ، انما من الاشخاص الذين تعول عليهم الصحافة العراقية كثيرا لما يملكه من خبرة ومهنية يتمنى الجميع ان يصلوا لما وصل اليه ، لكننا لم نسمع من المفرجي يوما انه اشتكى وكتب عن ما يجري في كل المؤسسات التي عمل بها مع علمنا بان اي مؤسسة فيها اختلافات مهنية كثيرة ، لكن ما معنى ان يدلي المفرجي بشهادته في مقالة بعنوان (اطالب حزب الدعوة الاسلامية بفتح تحقيق وانقاذ العاملين في احدى وسائل اعلامه) المنشورة في موقع كتابات يوم السبت الماضي ، اذا لم يكن ضاق ذرعا من هذه الانتهاكات شعر بخطورتها على كل العاملين في قناة افاق الفضائية .
ان المفرجي قدم خدمة مجانية لحزب الدعوة الاسلامية بكتابته لهذا المقال (في حال فعلا ان حزب الدعوة لا يعلم بهذه الانتهاكات) ، والا ان الذي يؤمن بالدين الاسلامي كنظام سياسي متكامل وكمنظومة اجتماعية متكاملة ، فيها الاخلاق وحفظ كرامة الانسان عنوان لها ، لا يمكن ان تكون احدى مؤسساته مكانا لانعدام الاخلاق واهانة الانسان .
ثم كيف يسمح نقيب الصحفيين مؤيد اللامي بان يهان الصحفيين ويحط من قدرهم ، واذا كان اللامي يسمح فكيف يمكن لرئيس الوزراء نوري المالكي ان يسمح بان تنتهك حقوق الانسان في مؤسسة من مؤسسات حزبه ، وكيف يمكن له ان يضع شخصا يقوم بهذه الممارسات والارهاب الوظيفي في هذه المؤسسة ؟ اهذه هي الدولة التي يريد المالكي وحزب الدعوة بنائها ؟
ان ما ادلى به المفرجي من شهادة واستعداده بان يشهد بها امام قيادات حزب الدعوة ليست جديدة ، فلطالما سمعنا بهذه الممارسات من صحفيين من داخل قناة افاق (التي لم يذكرها المفرجي في مقالته) لكن كيف لنا ان نتكلم اذا كانوا هم ساكتين ؟ ، كما يحق لنا ان نتسائل .. اين القائمين على القناة واين المسؤولين عنها من هذه التصرفات ؟ فاذا كانوا يعلمون بهذه الممارسات (فهنيئا لكل الصحفيين في العراق) ويعني انهم قابلين بهذه التصرفات ، واذا كانوا لا يعلمون فهذه مصيبة اخرى بحد ذاتها .
كما نتسائل ايضا .. هل الصحفيين الذين يعملون في افاق يرسل بطلبهم ليساعدوا بابراز مهنيتهم وفع مستوى القناة ، ام ليهانوا ويعتدى على كرامتهم ؟ .. فهذه الامور يجب كلها ان تكون فوق الطاولة ، لاننا نتكلم عن قناة غير عادية انما عن قناة تابعة لحزب له تاريخه ويحكم بلد من المفروض ان يكون ديمقراطي .
ولا اعرف لهذه القناة كيف لها ان تتخلى عن صحفي كبير مثل محمود المفرجي ، الا اذا كانت لا تحترم الكفاءات والقدرات المتميزة ، وكيف لها ان تحترم الكفاءات اذا كانت لا تحترم الانسان اساسا .
ان جميع الصحفيين في البلد مندهشين للتقدم الذي طرأ على القناة منذ ان عمل المفرجي وقيادته لقسم الاخبار فيها ، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في جلسات عديدة جمعتنا ، لكن هل يكافئ المفرجي بان يقال لانه كان يعلن رفضه لممارسات المدير العام للقناة ، ويمانع ممارساته باقالة بعض الصحفيين ليس لخطأ ارتكبوه ، انما لانهم لا يعجبونه على الصعيد الشخصي ولا يتملقون له ؟
لهذا انا اصر بنفس الاصرار الذي اصر عليه المفرجي بان يفتح تحقيق بالمسألة باشراف رئيس الوزراء نوري المالكي شخصيا ، لان هذه الانتهاكات لو استمرت بهذا الشكل الفاضح فستكون فضيحة كبيرة لحزب الدعوة لا نتمناها له ، وان اعلان رئيس الوزراء نوري المالكي بفتح تحقيق فيها ستكون انتصارا كبيرا للصحافة العراقية وستكون دليلا على رعايته للصحافة العراقية وللصحفيين ، بل انها ستكون ثورة كبيرة يفجرها المالكي تشكل انذارا لباقي المؤسسات الاخرى التي تتعامل بهذه الكيفية من التعامل المتدني غير اللائق الذي لا يعبر عن الوجه الجديد للعراق الذي يسعى المالكي الى بنائه .
كنت اتمنى ان يطلع رئيس الوزراء نوري المالكي على هذه القضية بصورة شخصية وعلى مقالتي هذه ، ليكون على اطلاع عليها ، لانه فيما يبدو ان مستشاريه ومعاونيه لا يوصلون اليه ما يجري في قناة افاق من انتهاكات ، فليس من المعقول ان يتصدى المالكي لحرب الارهاب وتنظيم داعش الارهابي في الانبار لمجرد انه سمع بانتهاك هذا التنظيم لكرامة الانسان في الانبار ، ولا يعلم بما يدور من انتهاكات واهانات في داخل احدى مؤسساته .

أحدث المقالات

أحدث المقالات