23 مايو، 2024 1:03 ص
Search
Close this search box.

دولة الخلافة ام دولة الخرافة

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد اعلان دولة الخلافة الاسلامية ومبايعة خليفتها ابو بكر البغدادي يطرح سؤال مهم “هل فعلا يوجد ما يسمى بالدولة الاسلامية؟”
في حقيقية الامر لم يكن هدف الاسلام او اي دين اخر تأسيس دولة، حتى ان القرأن الكريم وصف المسلمين بالامة ولم يصفهم بالدولة، وتعريف الامة يختلف عن تعريف الدولة فالامة هم مجموعة من الناس يرتبطون بروابط معينه تاريخ، لغة، مصالح مشتركة وغايات واحدة حتى وان لم يحكمهم نظام سياسي واحد والامة هي كل الاجيال السابقة والمعاصرة وحتى اللاحقة، بينما الدولة هي مجموعة من الافراد يخضعون لنظام سياسي محدد ومجموعة من مؤسسات الحكم ذات سيادة على الارض.

والدولة من غير الممكن ان تكون مسلمة لانها من غير الممكن ان تؤدي الشهادة واركان الاسلام الخمسة لتصبح مسلمة فالاسلام هو صفة للفرد. كما ان الدولة تضم كل افراد الشعب على اختلاف عرقهم وجنسهم ودينهم ومذهبهم ويجب معاملتهم بعدالة فلهم حقوق وعليهم واجبات.

يحدث خلط والتباس لجمهور من الناس بأن النبي الكريم محمد (ص) اسس دولة بينما الحقيقة هي غير ذلك، لقد نزل القرأن الكريم اول الامر في مكة المكرمة حيث كان النبي محمد (ص)  فيها يدعو الناس للاسلام ودين الحق وعبادة الله وحده لا شريك له ولم يكن يفكر في سلطة او جاه او مال او سيطرة وحدث بعد مضايقة قريش للنبي (ص) خروجه من مكة والتوجه الى المدينة من هنا بدأ الرسول (ص) بوضع بعض القوانين “او المفاهيم اذا صح التعبير” لترتيب امور المسلمين من المهاجرين والانصار وضل على نفس النهج في التبشير والدعوه للدين الجديد فلم يكن في نيته ان يصبح حاكما او ملكا حتى انه لم يكن يفكر في تأسيس جيش الذي هو جزء اساسي في تكوين الدولة، وعندما اعلنت قريش انها ستقوم بمحاربة المسلمين كان لابد للناس بالدفاع عن نفسهم فأستشارهم وجاء ردهم بالقبول لخوض الحرب دفاعا عن ارواحهم واهلهم وردع المعتدي ولم يكن دفاعا عن دولة او سيادة وطن وهذا هو الفارق الذي يولد الالتباس لدى الناس.

واما بالنسبة للاسلام في عهد الخلفاء الراشدين حيث كان بداية لانتشار الاسلام خارج نطاق الجزيرة العربية لذلك ترتبت عليها عدة امور وبدأت بالتوجه نحو مفهوم تكوين دولة، واما بالنسبة للعصر الاموي والعباسي و…الخ فلا يمكن وصفهم بدول اسلامية حيث ان هدفهم كان السلطة والجاه والتوسع والغنائم حتى ان نشرهم للدين الاسلامي لم يكن بصورة سلمية مثل الرسول الكريم (ص) بل كان بالاعتداء وتجييش الجيوش والحروب كما وتم اعلان مبدأ الوراثة في الحكم بدل مبدأ الشورى وغيرها من الامور التي لم تكن اساسا في نهج الرسول محمد (ص) حيث نجدهم اقرب الى تكوين دولة منه الى تكوين الامة التي تكلم عنها القرأن ودعا اليها النبي (ص).

الان نحن لانستطيع العودة الى عهد الخلفاء الراشدين وذلك لان عصرهم لن يتكرر ابدا، وضع الخلفاء الراشدين يختلف فهم جميعا خلفاء معصومين معاصرين للرسول محمد (ص) وهذا الذي لا نجده الان ولن نستطيع ايجاده.

لذلك من الضروري فصل مفاصل الدولة عن الدين وجعل الدولة بمفهومها المؤسساتي الاقتصادي والعسكري بعيدا عن الدين ومنع رجال الدين من التحكم بشؤون الدولة والاقتناع بأن الدولة لا يمكن ان تكون مسلمة او معتنقة لاي ديانة اخرى.

فالى متى يستمر الضحك واللعب بعقول البسطاء من الناس لاجل مطامع شخصية لدى مجموعة مريضة متعطشة للسلطة والشهرة والدماء، أ ليس من واجب كل مسلم واعي ان يقوم بتوعية الناس “المحيطين به على الاقل”، الا نعي انه من الممكن ان يحاسبنا الله ونحن نرى كل هذا الافتراء على الله والرسول والقتل  بأسم الدين ولا نحرك ساكنا.

ليس الهدف من طرح الموضوع التأجيج واشعال الاقتتال ولكن الهدف بيان بصورة مختصرة جدا بعد الدين عن تأسيس الدول وهدفه الاساسي في العبادة والصلة الروحية بين الانسان وربه وبين مايتم افترائه على الدين من قتل وذبح وتدمير لكل معالم الحضارة من اجل تأسيس دولة الخرافة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب